لا بديل عن “أبو مازن” والفصائل تنتقد فقط !

الرئيس محمود عباس

غزة / سلطان ناصر

يفتح استمرار انتقاد سياسية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، من قبل الفصائل الوطنية والإسلامية، الباب على مصراعيه لسؤال تشكل الإجابة عليه، بداية عهد جديد للفلسطينيين؛ من سيكون البديل لـ (أبو مازن) في رئاسة الدولة الفلسطينية..

ذالك السؤال عجز منتقدي وخصوم (أبو مازن) السياسيين من الفصائل، وحتى أنصاره في حركة فتح التي يتربع على عرشها كقائد عام لها، من الإجابة عليه بشكل صريح وواضح.

الأمر لم يتوقف هنا فحسب وإنما عجز الخصوم لـ (أبو مازن ) عن التأكيد على أنهم سيرشحون أشخاصاً من فصائلهم أو أحزابهم  إذا ما جرت انتخابات، لكنهم يرون أنه بات من الضروري أن يكون للفلسطينيين رئيساً جديداً، وأن في جعبة الفصائل بديل، لكنها تفضل بقاء ( أبو مازن) الذي أكد مراراً وتكراراً أنه لا يرغب أن يرشح نفسه للمنصب مجدداً.

ويعتبر المراقبون السياسيون أن الفلسطينيين لديهم من الشخصيات ذات المواصفات الوطنية الكثير ولكن يرون أن شخصية بديل (أبو مازن) ستبقى مجهولة الهوية، وأن تلك الشخصية يجب أن تنال الرضا من الفلسطينيين والإسرائيليين والأمريكيين والعرب.

ويشير السياسيون إلى أن أبرز مشكلة ستواجه الفلسطينيين في شخصية بديل (أبو مازن) الذي دخل في العقد الثامن من العمر، هي الإجماع الوطني حول تلك الشخصية سيما وأنهم لا يزالوا يعيشون انقساما سياسيا بين أكبر فصلين على الساحة هما (فتح وحماس)، إضافة إلى غياب فعالية المجلس الوطني ومنظمة التحرير والتي يطالب دائماً بإعادة بنائهما وتشكليهما بشكل أفضل مما هما عليه.

ويعرف الفلسطينيون منذ تأسيس السلطة الوطنية رئيسان لها الأول الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) زعم الثورة الفلسطينية الذي اشتهر بلحيته القصيرة وكوفيته وملابسه العسكرية ذات اللون الأخضر الزيتوني، والتي لم يخلعها حتى توفي في باريس عام 2004 بعد أن قاد منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1969.

وتولى بعد عرفات (أبو مازن) صاحب ربطات العنق الغربية والبدلات الرسمية، قيادة المنظمة والسلطة وفتح وحاول دون جدوى التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل. لكنه حتى اللحظة يصر على تبني خيار المقاومة السلمية بالتزامن مع ابقاء ملف المفاوضات (رغم فشلها) قائماً لاعتباره وسيلة تحقق مزيد من الأهداف لصالح الفلسطينيين وصولاً الى اقامة الدولة المستقلة على حدود 1967 .

وعلى الرغم من تحقيق (أبو مازن) انتصاراً دبلوماسياً عقب حصوله على عضوية دولة مراقب لفلسطين بالأمم المتحدة عام ٢٠١٢ ، في الوقت الذي تعترف فيه عشرات البرلمانات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، لا زال الرجل يواجه موجة انتقادات من قبل الفصائل الفلسطينية لم تتوقف، خاصة بعدما أفشل مجلس الأمن في نهاية عام 2014 خطوته الأخيرة التي سعى عبرها للحصول على قرار لإنهاء الاحتلال وفقاً لمدة زمنية، والتي ينوي اعادة تكرارها في الوقت القريب كما اعلن في عدة تصريحات صحيفة ادلى بها مؤخراً.

ويرى الكتاب والمحلل السياسي ناجي شراب أن الضغوطات التي تمارسها اللجنة المركزية في حركة فتح على (أبو مازن) لإعادة ترشيح نفسه مجدداً للرئاسة تؤكد وجود أزمة قيادة وتواصل بين الأجيال لديها، الأمر الذي يدعوها لتجهيز بديلها في حال تمسك الرئيس بموقفه.

لكن شراب غير متفاءل في ذلك الاتجاه ويقول لمراسل “وكالة قدس نت للأنباء” :” إن فتح لا تمتلك بديلاً عن (أبو مازن)، وحتى إن وجد فإن اختلاف سيتمركز حول ماهية ذلك البديل.”

بينما يؤكد أمين سر المجلس الثوري لفتح أمين مقبول بأن حركته لديها من القيادات الحكيمة والقادرة على تولي  القيادة إذا ما أصر الرئيس محمود عباس على عدم ترشيح نفسه.

وقال “ستدرس الحركة الأمر وستجد في صفوفها من يكون بديلاً وفي اللحظة المناسبة”.

ومن اللحظة الأولى التي تولى فيها (أبو مازن) رسميا رئاسة السلطة في يناير كانون الثاني عام 2005 تغيرت الحسابات السياسية عقب فوز حركة حماس بالانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006، ليصبح اسماعيل هنية رئيسا للوزراء تحت رئاسة (أبو مازن) لمدة عام قبل أن يعزله في يونيو حزيران عام 2007 لتتفجر التوترات بين الجانبين في غزة وينتهي الأمر بسيطرة حماس على القطاع بالكامل، وهو ما فتح الباب للحديث عن وجود بديل سياسي لفتح الذي قادت السلطة لسنوات.

ويعتبر شراب أن بيئة النظام السياسي الفلسطيني لم تعد تعتمد على من تقدمه فتح للرئاسة فقط، خاصة في ظل بيئة سياسية متحولة ظهرت فيها حماس مؤخراً، بالتزامن مع ما تعيشه فتح من خلافات وانقسامات قد تضعف بقدرتها على الاختيار، لا سيما وأن الحديث يدور عن الأسير مروان البرغوثي كبديل فتح لرئاسة السلطة وهو ما يستبعده شراب.

ويؤكد القيادي البارز في حماس يحيى موسى أن حركته حتى اللحظة لم تحدد موقفها اتجاه ترشيح بديل منها لـ(أبو مازن) إذا ما جرت الانتخابات رئاسية، معللاً ذلك بالقول “لعدم طرح الموضوع بشكل عملي حتى الآن” . وأوضح أن مؤسسات الحركة ستقرر بالوقت المناسب ذلك.

وينبه موسى إلى أن تجربة الانتخابات التشريعية التي خاضتها حركته ونجحت فيها أظهرت أن النظام الفلسطيني لا يتسع إلى حركات التحرر وموجود على مقاس الحركات التي تتبنى ركاب التنسيق الأمني. حسب قوله.

ويقول موسى :” لن تجري انتخابات لعدم وجود مصلحة لإسرائيل فيها لانهم يخشون من سيطرة حماس و(أبو مازن) يعطل الانتخابات. واضاف :”الانتخابات في ظل وضع السلطة وبدون تحقيق الاستقلالية والتحرر ستبقى محكومة بسقوف الاحتلال(..)منذ فوزنا بالتشريعي ونوابنا في المعتقلات الاسرائيلية.”

ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم أبراش أن (أبو مازن) لا يزال رئيس لفتح وللسلطة وللمنظمة وأن أي شخص سيرشح نفسه أمامه لن يحالفه الحظ، خاصة وأن (أبو مازن) يمثل حالة التوازن داخل فتح وفي الساحة الفلسطينية وفي العلاقات الخارجية الدولية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه من البديل إذا أصر على عدم ترشيح نفسه؟

ويتفق أبراش مع نظيره شراب بأن المشكلة تكمن في الشخصية التي يمكن أن تملأ الفراغ سيما وأن فتح ليس لديها إجماع على شخصية محددة، الأمر الذي سيخلق مشكلة داخلها  ويجعل الكثيرين سواء محمد دحلان (القيادي المفصول من حركة فتح) وغيره يتطلعون إلى وراثة الرئيس (أبو مازن).

وانتهى تفويض ابو مازن كرئيس للسلطة الفلسطينية في يناير كانون الثاني 2009 لكن المسؤولون يقولون إن “الدستور يمنحه الحق في البقاء في منصبه حتى تجري انتخابات جديدة للرئاسة والبرلمان. ولم يتحدد موعد بعد للانتخابات.”

لكن شراب يرى أن دحلان يستطيع وفقاً للقانون الفلسطيني أن يشكل حزباً سياسياً جديداً، وسيكون معروفاً للجميع أن هذا الحزب خرج عن إطار حركة فتح، وسيسجل ذلك نقطة ضعف له، خاصة وأنه سينظر له كمنشق عن فتح، وهو ما سيقلل فرصة دحلان في الوصول لرئاسة دولة فلسطين إذا ما قرر أن يفرض نفسه كبديل للرئيس (أبو مازن)، عبر ذلك الحزب، ولكن الفرصة كانت ستكون أقوى أمام دحلان إذا عاد كعضو في اللجنة المركزية لفتح.

وكانت الخلافات بين الرئيس الفلسطيني زعيم حركة فتح محمود عباس (أبو مازن) والقيادي المفصول من عضوية اللجنة المركزية لفتح محمد دحلان، وصلت لحد “كسر العظم والبقاء للأقوى” بعدما أغلقت كل الأبواب العربية والفتحاوية التي تدخلت لاحتواء الازمة وعدم إظهارها بشكلها المعلن حالياً. ويمكن لكم قراءة التقرير الذى أعدته “وكالة قدس نت للأنباء” حول الموضوع (خلافات أبومازن ودحلان وصلت حد “كسر العظم”) .

ولا يرى عضو اللجنة المركزية  للجبهة الشعبية عماد ابو رحمة أن من الصعب على الفلسطينيين أن يجدوا رئيساً بديلاً عن (ابو مازن) ، لكنهم في الجبهة لا يفكرون حتى اللحظة بأن يكون لديهم مرشحاً للمنافسة على الرئاسة.

وقال ابو رحمة لمراسل “وكالة قدس نت للأنباء”:” نحن في الشعبية لنا رؤية تقول أن الأهم إستعادة الوحدة الوطنية.” وأضاف:” الوقت حان لاستعادة وحدة الساحة الفلسطينية على قاعدة التوافق وبناء على الاتفاقات التي وقعت بين الفصائل الفلسطينية.” وذكر أن “الوحدة الوطنية وإعادة بناء البرنامج الوطني والتوافق على أشكال مقاومة تناسب الظروف والمعطيات الجديدة، وإعلان صريح بفك أي علاقات نجمت عن اتفاق أوسلو ضرورة بالوقت الحالي.”

ويرى الكاتب والمحلل السياسي أسعد أبو شرخ أن فتح وحماس واليسار والمستقلين فيهم قيادات يمكن أن تكون بديل لـ(أبو مازن) إذا ما جرت انتخابات وفقاً لنوايا حسنة مرتبطة بإجماع فلسطيني يجعلها قادرة على حماية نفسها إذا ما تعرضت إلى ضغوط خارجية.

ويوضح أبو شرخ أن الفلسطينيين بحاجة أن إلى يجمعوا على شخصية فلسطينية لا تكون متفردة في قراراتها كما هو حال (أبو مازن)، وأن تتميز بمواصفات فلسطينية وليست (أمريكية إسرائيلية) تخضع للضغوطات. كما قال

إلى ذلك ينبه القيادي في حماس يحيى موسى إلى أن المشروع الفلسطيني التحرري لم يعد قائماً ، وقال:” منذ الدخول في نفق أوسلو جرى تفكيك العمل الوطني لصالح استعياب الصراع ولذلك لم يعد لدينا قيادة فلسطينية وبرنامج وطني وفقاً لاستراتيجية تحريرية، ما يعنى أن الإشكالية الحيالية أكبر من الحديث عن رئيس.”

ويضيف :” نحو بحاجة إلى إعادة تقويم المسار  الوطني الفلسطيني بكل مكوناته. وذكر أن” ذلك يشكل تحدي حقيقي (..)نحن بحاجة إلى رئيس لا يكون على مقاسات الأمريكان والإسرائيليين”.

ومن ناحيته يوضح الكتاب والمحلل السياسي أبراش أن هناك الكثيرين من الفلسطينيين المناضلين والشخصيات الوطنية يمكنهم أن يقودوا الشعب الفلسطيني، وهذا الأمر متروك للانتخابات التي ستحدد الرئيس القادم، لكن المشكلة ليس فقط بالانتخابات إنما بوجود الانقسام الفلسطيني.

ويقول أبراش :” إذا قمنا بالانتخابات في حالة الانقسام وفاز أي شخص مثلاً من فتح هل حماس ستقبل بان تسلم له الراية وهي التي تسيطر على غزة (..)سيبقي هو رئيساً فقط على مستوى الضفة الغربية”.

وبدورها تعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أمال حمد أن (أبو مازن) بوصلة وطنية وتاريخية للحفاظ على المشروع الوطني، لما يمتلكه من قدرة دبلوماسية عالية جداً لإدارة القضية الفلسطينية بحنكة سياسية. وتقول :” إلى اللحظة لا ترى أن هناك خيار غير الرئيس عباس.” ووجهت حمد نداءً للرئيس الفلسطيني قائلة ” إذا كان هناك انتخابات قادمة فلتكون أنت مرشح الحركة الأول والأخير.”

إلى ذلك يؤكد القيادي في فتح يحيى رباح أنه إلى اللحظة لا يوجد تأكيد قاطع من (أبو مازن) بعدم ترشيح نفسه للرئاسة مجدداً، لكنه يرى أن فتح قادرة على أن تنتج قيادات مثل كل التي انتجتها في الماضي، خاصة عندما كان البعض يتساءل عن خليفة الشهيد الرحل ياسر عرفات.

وقال رباح :” في حينها وجدنا قائد للمسيرة وفتح جماعية وقادرة على أن تنجب قيادات تتناسب مع كل مرحلة وليس لدينا مشكلة.” بينما يري القيادي في حماس يحيى موسى أن تكرار حديث (أبو مازن)عن عدم ترشيح نفسه يأتي في سياق المراوغة والتلميع، وقال :” هذا رجل كذب ومتمسك بالسلطة وعلى استعداد لإفناء الوطن والشعب ليكون في موقعه”. حسب قوله.

ويعتبر الكتاب والمحلل السياسي ناجي شراب أن أي رئيس مقبل يجب أن يحظى بقبول دولي وإقليمي وأن يكون لديه القدرة على الانفتاح الخارجي وأن لا يعتمد على الخيارات السياسية فقط ويأخذ في اعتباره خيار المقاومة بكافة أشكالها، مبيناً أن هذه المواصفات غير متاحة في قيادات الجيل الأول.

ويشير شراب إلى أن الفلسطينيين بحاجة إلى رئيس يجمع بين الحكمة وحيوية الشباب التي تعبر عن جيل تربى في السنوات الأخيرة على المقاومة والنضال والصمود الكفاح ، منبهاً إلى أن مواصفات الرئيس حالياً اختلفت عن السابق. وقال :” كنا نتكلم عن مواصفات الرئيس الثوري كالراحل ياسر عرفات الذي لم يغير بدلته العسكرية، وبعدها جاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالبدلة المدنية، وأحدث تحول في مفهوم الرئاسة.”

ويتوقع شراب أن يرشح عدد كبير من الكفاءات الفلسطينية أنفسهم إذا ما أعلن عن فتح باب الترشيح للرئاسة مستقبلاً. وقال :” الفلسطينيون لن يعجزوا في توفير بديل (أبو مازن) “،مستبعداً أن يكون هناك مرشحاَ من أحزاب النخبة المثقفين كاليسار الفلسطيني لبعدهم عن القاعدة الجماهيرية.

ويوضح شراب أن الجهاد الإسلامي وحماس قد يكون لديهم مرشحاً في المرحلة المقبلة ينافس على الرئاسة لكنهما يدركان أنهما سيواجهان معيقات إقليمية ودولية. ”

وفي حين بقي السؤال الأول بدون جواب بالتزامن مع عدم تعيين (أبو مازن) خليفة له، بالوقت الذي لا يزال فيه يتنقل بين العواصم العربية والأوربية بحثاً عن تحقيق السلام لشعبه الذي بلغ تعداده 4.4 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة بينما ينتشر قرابة سبعة ملايين فلسطيني آخرين في مختلف أنحاء العالم والاراضي المحتلة عام 48.

يقول المحللون السياسيون ذاتهم إن الفلسطينيين لن يعجزوا عن إيجاد بديلاً لـ(أبو مازن)، ربما يكون أبرزهم مروان البرغوثي أحد قادة الانتفاضتين ضد الاحتلال الإسرائيلي والذي ادانته إسرائيل في خمسة اتهامات بالقتل في 2004 وعاقبته بالسجن مدى الحياة خمس مرات.

وبينما يكون ماجد فرج واحد من تلك الشخصيات وهو رئيس المخابرات الفلسطينية الذي امتدحته جهات رسمية أمريكية بينها وكالة المخابرات المركزية لمساعدته التي أدت إلى اعتقال أبو أنس الليبي المطلوب في تفجير السفارة الأمريكية في طرابلس عام 1998.

واستدعي فرج  وهو في أوائل الخمسينات من العمر، للمشاركة في مفاوضات مع الإسرائيليين والأمريكيين وكسب احترام الجانبين. ويتحدث فرج العبرية بطلاقة وقضى ست سنوات في السجون الإسرائيلية ويعتبر صاحب نهج عملي صارم بعقلية لواء يسعى إلى حل المشكلات بأي شكل.

نشأ فرج في مخيم للاجئين قرب بيت لحم وهو ما يعطيه مصداقية في الشارع الفلسطيني لكنه لا يتمتع بقاعدة تأييد سياسي حقيقية ولا يتحدث الانجليزية بطلاقة الأمر الذي يحد من قدرته على التواصل الدولي.

والاحتمال الثالث هو أن يبني رئيس الوزراء السابق سلام فياض (62 عاما) قاعدة تأييد ويمثل تحديا. لكنه دائما اعتبر من الخبراء ، هو مسؤول سابق في البنك الدولي ، أكثر من اعتباره شخصية سياسية. ولا يتوافق نمط أدائه بسهولة مع رجل الشارع.

ومن الأسماء التي تذكر كثيراً جبريل الرجوب وهو رئيس سابق لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني وشخصية قيادية في حركة فتح ويدير الآن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأولمبية الفلسطينية. ورغم أن الرجوب لا يخشى من خلط السياسة بالرياضة يقول المحيطون به إن أيامه السياسية صارت خلفه.

هذا سيترك رجلين مختلفي الخلفية والنمط جداً ليبرزا في النهاية على الأرجح كأهم مرشحين هما محمد دحلان ومحمد اشتية. واشتية (56 عاما) خبير اقتصادي حاذق ولامع يحمل درجة الدكتوراه من جامعة ساسكس البريطانية وصعد من صفوف فتح وشارك في المفاوضات مع إسرائيل. وهو يرأس الآن صندوقا ًفلسطينياً للاستثمار والتنمية الأمر الذي جعله قائداً مهما للاقتصاد.

دحلان (52 عاما) قيادي بحركة فتح وهو قريب من البريطانيين والأمريكيين. وأفل نجم دحلان الرجل الامن السابق عندما سحق مسلحون من حماس مجموعات كان يقودها في غزة عام 2007. لكنه ظهر من جديد في الإمارات العربية المتحدة حيث جمع تبرعات ضخمة للقضايا الفلسطينية وصار شوكة في ظهر (أبو مازن) من خلال تعليقات منتقدة لقيادته.

أموال دحلان وشخصيته الكاريزمية وتنشئته في غزة وركوبه السياسة والعمل المسلح يجعله قوة كبيرة لكن منافسيه يتهموه بأنه قريب أكثر من اللازم من الإسرائيليين والأمريكيين ويصورونه بالجري وراء مصالح عديدة متعارضة.

وربما لا تكون الرئاسة أمام ناظريه بحسب دبلوماسي أوروبي يتعامل معه، وفقاً ما نشرته رويترز. وقال الدبلوماسي إن دحلان شخص قادر على تحريك الآخرين من خلف ستار. وأضاف “بدلا من الرئاسة هو يشد الخيوط من فوق رأس أي من يكون الرئيس الجديد.”

نقلا عن قدس للانباء

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن