لقاء موسكو.. حقيقة الموقف الإسرائيلي!

سميح شبيب
سميح شبيب

سميح شبيب

استجاب الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، لدعوة الرئيس بوتين للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو. جاءت هذه الاستجابة تأسيساً على العلاقات التاريخية ما بين روسيا وفلسطين، وهي علاقات مميزة وعميقة، ونظراً لما تتمتع به روسيا من دور دولي، في الشرق الأوسط وما تتمتع به من وزن واضح، إضافة للرغبة الفلسطينية، بنزول لاعبين دوليين، غير الولايات المتحدة وأوروبا.

جاءت الموافقة الفلسطينية، وفق تلك الرؤية ورغبة في تحريك المفاوضات، ووضع أطر وآفاق جديدة لها، خاصة وان مراجعة ملف المفاوضات الطويلة، من شأنها الكشف عما حدث ميدانيا وعملياً، وبالتالي عرقلة مسار السلام والمفاوضات، وأبرزها الاستيطان.

يبدو أن موافقة نتنياهو الأولية على اللقاء في موسكو استند على تخمينات إسرائيلية، بأن الرئيس محمود عباس، سيرفض اللقاء، استناداً لرفضه أية مفاوضات، في ظل الاستيطان وتواصله.

وافقت القيادة الفلسطينية، على لقاء موسكو، وكان من المزمع عقده امس، وبعد انتهاء زيارة الرئيس، للعاصمة البولندية وارسو، ومن ثم سيكون عقد لقاء موسكو، الهام والتاريخي برعاية الرئيس بوتين. فجأة ودون مقدمات، أعلنت إسرائيل تأجيل زيارة نتنياهو، دون ان تحدد موعداً بديلاً.

لم يكن هناك ما يعيق اللقاء، سوى الموقف الإسرائيلي، الذي تحجج باشتراطات فلسطينية مسبقة، وهي غير موجودة أساساً.. السبب الحقيقي في الأمر، ان إسرائيل لا تريد إدخال عناصر جديدة لمعادلة المفاوضات، وفي حقيقة الأمر، فإن ما تريده إسرائيل في عهد نتنياهو، التفاوض المباشر مع الفلسطينيين دون مرجعيات ودون اطر زمنية، ووفقاً لرؤيتها ومخططاتها. إسرائيل لا تريد مؤتمراً دولياً في فرنسا، ولا لقاء ترعاه روسيا، خاصة بعدما تمتع روسيا بثقل ودور مشهود في الشرق الأوسط، لأن في ذلك كشفاً للأوراق الإسرائيلية، المخالفة لمبادئ القانون الدولي ولمقررات الشرعية الدولية.

لذا، يمكننا اعتبار رفض إسرائيل لمؤتمر باريس الدولي، والتمنع عن المشاركة في لقاء موسكو، شكلاً من أشكال الهروب، الى أمام، او دفن الرأس في الرمال، على طريقة النعامة. لكن هذا الهروب بات مكشوفاً للجميع، وغير قابل للاستمرار، خاصة وان المصالح الإقليمية والدولية، باتت بحاجة ماسة، لوضع حد للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بعدما اصبح هذا الصراع، هو أساس وجوهر الصراعات في الشرق الأوسط، وبأن إخماد الحرائق في الشرق الأوسط بات يحتاج الى اخماد ما تحت الرماد، على ضفة الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي!!

اسرائيل وطوال الفترات الماضية منذ ١٩٤٨، وحتى يومنا هذا، وهي تذر الرماد في العيون، وتقوم بالتعمية، واستخدام ذرائع واهية، مستفيدة من أخطاء الطرف العربي والفلسطيني، وتوظيفه لمصلحة إسرائيل. ما قامت به م.ت.ف من هجوم السلام، أحرج إسرائيل، التي بدأت اوراقها تتكشف رويداً رويداً، إقليمياً وعالمياً، وباتت الدوائر تضيق على السياسات الإسرائيلية، وهي سياسات غير مقبولة، على اية حال.

رفض إسرائيل للمؤتمر الدولي في باريس، وتمنعها عن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في موسكو، كان من شأنه تضييق الدوائر على السياسات الإسرائيلية، والدفع باتجاه عزلتها، وهو أمر مرشح للزيادة اكثر فأكثر.

وعلينا في هذه الحالة، أن نتوقع إجراءات إسرائيلية، اكثر عدوانية، ضد قضيتنا وشعبنا، عبر محاولة إسرائيلية للخروج من الحرج الذي تعيشه. في مراحل ماضية، كانت إسرائيل تلجأ لخوض حروب محدودة، وكانت في كل مرة، تستطيع كسر حالة الحرج والحصار، عبر خلق وقائع جديدة مستفيدة من أخطاء عربية مرافقة.

في الوضع الذي نعايشه من الصعب خوض حروب محدودة، ولكن هناك من الوسائل الإسرائيلية الكثير الكثير، منها إشعال فتن بين الفلسطينيين والعرب، ومنها إذكاء روح الخلافات الداخلية الفلسطينية – الفلسطينية.. فالحذر الحذر مما هو قادم!!.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن