لكل مواطن في غزة .. اسمع قبل أن تندم ؟!!

الندم عميل

منذ بداية الصراع الفلسطيني الصهيوني استطاعت أجهزة المخابرات الصهيونية تجنيد العديد من العملاء عبر مراحل الصراع المختلفة، فكان للعملاء في كل مرحلة مهام ووسائل وأساليب مختلفة عن المراحل الأخرى، ولكن الهدف واحد هو خدمة الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني.

والعملاء هم فئة خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني التي ارتضت لنفسها أن تخون مجتمعها ووطنها مقابل حفنة من المال، أو نتيجة ابتزاز أجهزة المخابرات الصهيونية لهم، فبخيانتهم ظلموا أنفسهم، وأرهقوا عائلاتهم ومجتمعهم، ونصروا عدوهم.

نظرة المجتمع للعملاء

المجتمع الفلسطيني مجتمع محافظ إلى أبعد الحدود ويغلب عليه طابع الالتزام الديني والأخلاقي ولديه مخزون تاريخي نضالي ومقاوم لا يملكه أحد من الشعوب، ولذلك فإن الغالبية الكبرى من المجتمع تلفظ ظاهرة العمالة والتواصل مع الاحتلال أو التنسيق معه بأي شكل من الأشكال، وتعتبر أنه لا يمكن تقبله إطلاقاً، وأن من يقع في وحل العمالة منبوذ لا مكان له في المجتمع.

واستطلاعات الرأي حول قضية العملاء أظهرت أن الغالبية العظمى تطالب بمحاكمة وإعدام العملاء وملاحقتهم واجتثاثهم من المجتمع واتخاذ المزيد من الإجراءات ضدهم، وهناك إجماع على أن العملاء كانوا سبباً في نزع حياة شخص أو عائلة أو حي بأكمله نتيجة معلومة قدموها للمخابرات الصهيونية على طبق من ذهب.

نظرة أسر العملاء لهم

العميل الذي ينكشف أمره يكون بمثابة الشخص الخائن للأسرة التي طعنها من الخلف، فهو الذي دمر روح وحياة الأسرة المتماسكة والمترابطة وحولها إلى أسرة مهمشة ومفككة ومنبوذة، ولذلك كان للعملاء الأثر الواضح في تمزيق النسيج الأسري المترابط، ويذكر أن عميلاً بعد انكشاف أمره واعتقاله من قبل الأجهزة الأمن لم يزره أحد من أفراد عائلته لمدة تزيد عن خمس سنوات، بينما عميل آخر طلب والده زيارته وأول ما التقى به انهال عليه ضرباً وقرر بعدها عدم زيارته.

أما بعض الأسر فقد تبرأت من ابنها العميل بشكل كامل، وبعضها طالبت بتنفيذ حكم الإعدام فيه، وبعضهم رفض دفن ابنهم العميل الذي أعُدم برصاص المقاومة الفلسطينية، فيما أقدمت عائلة عميل على إعدامه بنفسها وذلك للتخفف من وصمة العار التي جلبها للعائلة، ولم يخلو الأمر من أن تتعاطف بعض الأسر مع ابنها العميل في داخلها ولكنها لا تستطيع الإفصاح عن ذلك بشكل علني وواضح.

أبرز مهام عملاء الاحتلال..

يسعى الاحتلال الصهيوني من تجنيد العملاء إلى تحقيق عدة أهداف، أول هذه الأهداف يتمثل في جمع المعلومات عن المقاومة الفلسطينية والخطط العسكرية الخاصة بها وأماكن تخزينها وخطوط الإمداد والإنتاج، وأنشطتها العسكرية وعناصرها، وأحدث الأسلحة والمعدات التي تمتلكها، وغيرها من المعلومات المتعلقة بالمقاومة.

أما الهدف الثاني فيتمثل في تمزيق النسيج المجتمعي الفلسطيني، وتدمير بعض العائلات ذات السمعة الطيبة والمعروفة بأصالتها، والعمل على بث الفرقة والخلافات بين العائلات ومثال ذلك بث الخلاف بين عائلة الشخص المستهدف من قبل الاحتلال وعائلة العميل الذي كان سبباً في استهدافه.

ويتمثل الهدف الثالث في تسهيل حسم المواجهة على الجيش الصهيوني بأقل عدد من الخسائر، كما أن المعلومات الاستخبارية التي يقدمها العملاء تخدم الاحتلال في القدرة على تحديد الجهات والأهداف التي تستحق العمل العسكري ضدها.

والهدف الرابع يتمثل في المساهمة في المس بمعنويات القوى والفصائل التنظيمية والشارع الفلسطيني بشكل عام، وإرباك الساحة الفلسطينية، وكشف الجهات الفلسطينية للعملاء يبرز سطوة الكيان الصهيوني وقدرته على التغلغل داخل المجتمع الفلسطيني وهو ما يؤثر على المعنويات العامة.

فيما الهدف الخامس فيتمثل في بث الإشاعات التي ترغب المخابرات الصهيونية بنشرها عن طريق العملاء الذين يتم تجنيدهم، وهذا كان واضحاً في اعترافات عدد من العملاء، وكان واضحاً أيضاً في الآونة الأخيرة حيث بُثت بعض الإشاعات التي تُحمل المقاومة الفلسطينية سبب الأزمات والحصار المفروض على غزة، وانقطاع التيار الكهربائي، وغيرها من الإشاعات.

ما الذي حصل عليه العملاء من تخابرهم مع الاحتلال؟

منذ أكثر من 60 عاماً والمخابرات الصهيونية تجند العملاء والجواسيس في مختلف الدول العربية، والساحة الفلسطينية خاصة، ولو تتبعنا جميع العملاء الذين تم تجنيدهم على الساحة الفلسطينية ونظرنا إلى الفائدة التي عادت عليهم من ارتباطهم بالمخابرات الصهيونية وتخابرهم مع الاحتلال، لوجدنا أنهم لم يستفيدوا إلا الحصول على حفنة من مال لا تسمن ولا تغني من جوع، أو الحصول على بعض التسهيلات الجزئية والبسيطة هنا أو هناك.

ولكن في المقابل فالعميل الذي يتم إلقاء القبض عليه لن يجد أمامه إلا الإعدام أو السجن لسنوات طويلة، وفي حال لم يقبض عليه يبقى عبداً لأجهزة المخابرات الصهيونية تتحكم به كيفما شاءت، وأسيراً للخوف والرعب والتوتر الذي يطارده في كيانه من الداخل.

وأضف إلى ذلك فإن العميل لن يخسر وطنيته وكرامته وحسب، وإنما قد تعود آثارها لتطال عائلته وأسرته وأبناءه وتسبب لهم الخزي والعار جراء ارتباطه بالمخابرات الصهيونية.

والناظر للعملاء الذين جندهم الاحتلال في أوقات سابقة يجد أن بعضهم قد أعدم، وجزء آخر قد سجن، وجزء ثالث تشرد بين حاويات القمامة في الداخل الفلسطيني المحتل، وجميعهم تركوا أسرهم تعاني بشكل أو بآخر بما ملكت أيدي العملاء، ومما اقترفوه من خيانة.

كما أن بعض العملاء الذين كانوا أصحاب أموال طائلة وتجارة ثرية، فقدوا ذلك بمجرد انفضاح أمرهم بارتباطهم بالمخابرات الصهيونية، ليعيشوا حياة البؤساء بين حبال المشانق وأسوار السجون ومزابل التاريخ.

ولتتأكد مما أحدثك به انظر للعميل (ك ، ح) الذي تسبب باغتيال الشهيد المهندس يحيى عياش، فقد تحول من رجل أعمال وصاحب أموال طائلة إلى مشرد بين حاويات القمامة في الداخل الفلسطيني المحتل، أما العميل (و ، ح) المتسبب باغتيال الشهيد القائد عماد عقل، فقد أعدم داخل سجنه بعد أن أمضى عدداً من السنوات داخل زنزانته.

وهناك الكثير من العملاء الذين لا يتسع المجال لذكرهم أو ذكر ما آلت إليه أمورهم، ولكن نكتفي بالقول أن كل العملاء الذين أجريت معهم مقابلات مصورة أو وثقت اعترافاتهم، كانوا نادمين أشد الندم، ويتحدثون عن سوء حالهم وعظم خطئهم.

وفي المقابل هل سمعت عن عملاء تحولوا من فقراء إلى أغنياء؟، أو انتقلوا من وضع معيشي واقتصادي سيء إلى ثراء فاحش، أم هل سمعت أن أسرة عميل تتفاخر بابنها العميل؟، أو عميل تفاخر بأنه بطل أبطال زمانه وعصره.

ختاماً

إليك يا من تراودك نفسك بالتخابر مع العدو، أحذرك بأنك لن تحقق حياة أفضل من التي تعيشها، ففي التخابر الابتزاز والمذلة والمهانة والخوف والتوتر والخنوع، وإليك يا من ساومك الاحتلال على ذلك، أو ابتزك بمعلومات يمتلكها عنك، أبشرك أنه مهما كبر خطؤك فهو بسيط جداً أمام التخابر مع الاحتلال، وكل القضايا والأخطاء مهما استعصيت فإنه يمكن معالجتها ما دام هناك متسع في الأمر، ولم تخرج الأمور عن نطاقها.

أما إلى الذين تخابروا مع الاحتلال وما زالوا مستمرين في ذلك، أقول لكم إن أكبر خطأ ارتكبه الذين سبقكم هو المراهنة على النجاة من قبضة الأجهزة الأمنية، والغرور الذي سيطر عليهم بأنهم أذكى ممن سبقهم، حتى وصلوا إلى مرحلة اللاعودة، أما أنت فأمامك الفرصة لتعلن توبتك وتسلم نفسك للأجهزة الأمنية أو الجهات المختصة، وبهذا تكون قد انتقلت إلى بر الأمان والنجاة، وخففت عن كاهلك الكثير من الهموم والأعباء التي تتخوف منها، وحينها يمكن معالجة قضيتك داخل صندوق مغلق لا يعلم أحد ما بداخله، دون أن تتعرض للفضيحة أو التشهير.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن