صبرت كثيراً عن الكتابة و أنا أرقب و أنتظر فرجاً لغزة و شعبها من هنا أو من هناك …. من هذا القائد أو من ذاك المسؤول ….
لقد تشكلت الحكومة الوفاق من أجل غزة و قلنا سوف يتفرغ دولة رئيس الوزراء رامي الحمد الله لحل المشكلات في قطاع غزة و لكن الوضع بقي على حاله فلم يتغير شيء و لم يتحسن حال و مر ما يزيد عن عام و نحن ننتظر هذه الحكومة لتأخذ بلباب الأمور و تعيد لغزة الحياة و الكهرباء و الإقتصاد و تنهي ملف الموظفين الذين هم فلسطينيون و من حقهم كل شيء و كل الحقوق بعيداً عن الخلافات السياسية و المناكفات و الأحقاد الحزبية …
هؤلاء الموظفون يؤدون واجباتهم و مهامهم بكل إخلاص و بكل وطنية و يقدمون الخدمات لأبناء الشعب في غزة في كافة المجالات التعليمية و الصحية و في بقية الوزارات الخدماتية .
الحقيقة أيها القادة و أيها الفصائل فإنكم تتفرجون على معاناة أهل غزة و حياتهم الكئيبة .
و يؤسفني أن يصل العقل الفلسطيني إلى هذا القدر من الأنانية و العجز عن الإبداع و الذكاء و التفكير لإيجاد حلول توافقية مرضية و يبقى الفلسطيني في غزة وحده هو الواقع تحت نار البطالة و الغلاء و الحصار و عدم الإعمار و عدم تقاضي الرواتب كاملاً .
نحن في شهر رمضان و هو شهر الرحمة و لكنه في غزة هو شهر الحرمان و البؤس لعدم القدرة على شراء لوازم رمضان و هناك عيد الفطر في الطريق و بأي حال عدت يا عيد و لقد تقطعت الأرحام بسبب عدم المقدرة لأخذ هدية لزيارة الأرحام و هناك كسوة العيد و هناك كسوة المدارس و هناك و عمال و خريجين عاطلين عن العمل و شباب يحتاجون للزواج و بناء أسر و يحتاجون للإستفادة من طاقاتهم المكمونة .
اذا كنتم يا قادة الشعب الفلسطيني مختلفين فيما بينكم فما ذنب الناس العاديين في غزة لتعاقبوهم بهذا الشكل ؟؟؟؟
كفاكم تحطيماً لهذا الشعب … كفاكم ظلماً لهذا الشعب ..
لقد قدم أهل غزة لفلسطين و للقضية الكثير دون بخل و بدون تراجع كل ما يستطيعون و زيادة و تمكنوا من طرد الإحتلال من داخل غزة و لقنوا العدو دروساً في المقاومة و التحدي فهل من الصواب و العدل و العرفان أن يتفق الجميع على غزة و شعبها العملاق .
لقد أخذت الخلافات بين فتح و حماس ما يقارب من عشرة سنوات و فشلا في إنهاء هذا الملف و فلا أدري كم مئة عام سوف يأخذ الحل مع الإحتلال ؟؟؟!!!!!!!!
نحن لا نريد حكومات جديدة و وزراء جدد نحن نريد قيادة حكيمة تأخذ على عاتقها تحمل المسؤولية و تتخذ قرارات وطنية رشيدة و سريعة و دون النظر للجانب الحزبي قرارات تعيد لغزة كرامتها و تعطي الأمل للشعب و للموظفين و للعمال و للشباب و للأطفال و خاصة في غزة
لا أحد له الفضل على غزة و لكن الله وحده له الفضل تدبير حياة الناس هناك و تسيير و تيسير أمور معيشتهم .
انني أطالب فخامة الرئيس محمود عباس أبو مازن لأن يكون مفتاح الحل لكل الخلافات و أزمات غزة لأنه الوحيد صاحب الأمر و القرار و القادر على تخطي كل الصعاب و الخلافات و أن يتعامل كأب للشعب الفلسطيني كله في غزة و الضفة و الشتات بعيداً عن الإنتماء السياسي و الحزبي و هذا يزيده تقديراً و احتراماً و يجعله متربعاً في قلوب الشعب …
و كذلك نتوجه لقيادة حركة حماس أن تبادر بأفكار لرأب الصدع من أجل شعب غزة الذي وقف إلى جانبها خلال فترة حكمها في غزة
و النصيحة لأصحاب القرار السيادي أن التخاذل عن غزة له عواقب وخيمة لا يحمد عقباها و لا نتمنى أن تحدث ….
و أنا شخصياً على إستعداد لتحمل المسؤولية و المساهمة في أي جهد بتكليف من الرئاسة لمعالجة أزمات غزة بحسن نوايا و بكل مصداقية و وطنية و جدية و إبداع و إبتكار حلول ترضي جميع الأطراف و ذلك من خلال لجنة مستقلة وخاصة و متفرغة فقط لهذا الأمر …
نسأل الله الرشد و الإخلاص ….
إنقذوا غزة و شعبها فلا مجال لمزيد من الصبر …..
لك الله يا فلسطين …. لك الله يا غزة …. لك الله يا شعب فلسطين ….