لماذا تسرّع إسرائيل وتيرة القصف ضد المدنيين؟

خالد بدير- وجدت إسرائيل نفسها في مأزق حقيقي بعد تمثيل مسرحية خطف الجنود الإسرائيليين من خلال محاولة إقناع العالم بان ما حدث في الخليل جريمة حقيقية فعملت على قصف أهداف في قطاع غزة وشنت الحملات العسكرية في الضفة الغربية لتعمل على تضخيم الحدث ليقتنع به الأوربيون ودول العالم الغربي، لكنها تناست أنها تجاوزت حدود المسرح في قصفها لنفق يستخدم للمقاومة الفلسطينية وأسفرت هذه الغارة عن استشهاد 7 مقاومين. حينها ظن المحللون الإسرائيليون والساسة أن العمليات الجوية ضد القطاع وحملات الاعتقال وإعادة اعتقال محرري صفقة شاليط سيرضي الشارع الإسرائيلي لممارسة أجواء انتخابات مبكرة تحت سيطرة رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرف بنيامين نتنياهو.

تعمدت إسرائيل لتضخيم الحدث الإعلامي في رواية اختطاف الجنود الإسرائيليين الثلاثة فعملت على استدعاء وحدات من الجيش بأعداد تجاوزت عشرات الآلاف وشنت حملة من الاعتقالات الضخمة في كل مدينة وقرية من الضفة الغربية فارتفعت وتيرة التوتر للمستوطنين فارتكبوا الخطأ الفظيع لينسفوا كافة المخطط الإسرائيلي في إحباط مشروع إضراب الأسرى الفلسطينيين الذي استمر لفترة 63 يوم ، وكذلك إعادة انتصار يسجل لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتمثل في إعادة محرري صفقة شاليط ، فعملت قطعان المستوطنين على جريمة اختطاف وحرق الطفل محمد خضير في مخيم شعفاط حياً بعد تعذيبه.

فوجئت الشرطة الإسرائيلية في هذه الموقعة بموجة الغضب الشعبي الفلسطيني ضد المستوطنين واندلعت العديد من المواجهات في الأراضي المحتلة عام 48 فتمت مواجهة سيارات الشرطة وأطلقت القنابل الحارقة في الداخل المحتل، واشتعلت الضفة الغربية على نقاط التماس فتجاوزت عمليات الاعتقال لأكثر من 690 فلسطينياً منذ بدء الحملة العسكرية، الأمر الذي شتت الجبهة  الداخلية الإسرائيلية أمام المعطيات في تأجج الأوضاع الفلسطينية وتلويح موجة الغضب بانتفاضة ثالثة دون مقومات لكنها على الأرجح ستؤرق حسابات إسرائيل في ظل ما يجري في دول المحيط من خطر داعش والتسلح المستمر للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

ومع اتساع رقعة الموجة الغاضبة كان للساسة الإسرائيليين جلب الانتباه على موقعة واحدة وتكثيف الضربات الجوية على قطاع غزة  من اجل إخماد كل شائبة أخرى في المناطق الفلسطينية، فوجهت ضرباتها الجوية بأكثر من 400 طن من المتفجرات على المدنيين واستهداف أكثر من 560 موقع في قطاع غزة لتخلف بذلك عدد من الشهداء ليصل 63 شهيد وأكثر من 500 جريح في مناطق مختلف من القطاع.

والمراقب لبنك أهداف الجيش الإسرائيلي يجد الصعوبة كل الصعوبة لفهم التخبط الإسرائيلي في القطاع ، حيث أن معظم الشهداء كانوا من الأطفال والنساء وكبار السن، وفشلت الفشل الذريع في استهداف عناصر المقاومة على ارض الميدان وهذا ما يبين عدم مصداقية بيان الجيش الإسرائيلي من تمكنه استهداف أكثر من 60 منصة إطلاق للصواريخ في غزة ، في الوقت الذي تتواصل فيه الرشقات الصاروخية من السقوط على المدن والبلدات الإسرائيلية، ليس هذا فحسب وإنما العمل على مفاجأة الجيش بعملية خلف خطوطه في معسكر زيكيم العسكري وافوكيم حيث تمكن القسام بإرسال خمسة مقاتلين تتبع لوحدة الضفادع البشرية والتسلسل بحريا إلى قواعد الجيش وإرباكه.

ومما يلي من الاستنتاج العسكري فان إسرائيل خسرت عسكريا حتى اللحظة في تحقيق انتصار حقيقي على الأرض على عكس المقاومة الفلسطينية التي وضعت 5 ملايين إسرائيلي في الملاجئ وشلت كافة المناطق من الشمال حتى الجنوب بمسافات فاقت حسابات جهاز الشباك لتصل صواريخها إلى أبعاد 170 كيلو متر.

فالسؤال المطروح في لحظة ما حدة القصف وما أهدافه طالما لم يصب المقاومة بشلل أو ضعف في عمليات إطلاق الصواريخ؟

الملاحظ من التصعيد الإسرائيلي والتلويح بعملية برية في قطاع غزة يتجاوز قوامها 40 ألف جندي احتياط وترسانة جوية يساندها أسطول بحري على طول المياه الإقليمية فانه سيجد لا محالة أن إسرائيل تبحث عن مخرج حقيقي في هذه الآونة للسيناريو الأصعب الذي أقحم به نتنياهو إسرائيل فيه.

فالجيش الإسرائيلي يكثف من غاراته ضد المدنيين من اجل جلب الانتباه العالمي والدولي للتوصل لتهدئة في هذه اللحظة وهذا ما أكده رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مستخدما مصطلح ” تتقاطر الوساطة الدولية من اجل التهدئة”، إذاً نحن نشهد حرب العزف على أوتار الإنسانية من اجل أن تمارس الدول العظمى والعربية مشروع التهدئة في المنطقة كحصيلة لهذا السيناريو الفاشل الغير قادر على تحقيق أهداف على الأرض.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن