لماذا تصاعدت لغة التهديد الإسرائيلية ضد قطاع غزة؟

الاحتلال على حدود

غزة – محمد العرابيد

في الآونة الأخيرة ارتفعت وتيرة تهديدات جيش الاحتلال ضد غزة بعد حادثة التفجير التي استهدفت وحدة هندسية إسرائيلية قرب السياج الفاصل شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع مطلع الاسبوع، ما أسفر عن إصابة جنود من الوحدة بجراح متوسطة.

التهديدات الإسرائيلية من وقت لآخر بشنّ عدوان على غزة، تشير إلى نيتها بمواجهة قريبة مع القطاع بالتزامن مع تحذيرات صدرت من المستويات الأمنية بالإضافة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان.

لكن التهديدات التي يطلقها المستوى العسكري والسياسي في (إسرائيل) بشن حرب على غزة، يمكن ترجمتها على أرض الميدان بأنهم يحاولون إيجاد حالة لردع الفصائل في غزة لإبقاء الهدوء، من خلال رد الجيش على إطلاق الصواريخ التي أطلقت من القطاع على (إسرائيل) باستهداف أراضي زراعية فارغة.

ومن الواضح أن استراتيجية المستويات السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية في التعامل مع غزة تتمثل برفع مستوى الردع الميداني والإعلامي لمنع المواجهة في الوقت الحالي، لمواجهة تهديدات حزب الله وإيران على الجبهة الشمالية.

المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا لله، رأى أن هناك ضغوطا دولية وإقليمية تمنع تدهور الأمور في قطاع غزة وهذا ما سمعناه من السفير القطري العمادي بأن لا حماس ولا (إسرائيل) تريد تصعيد.

وأوضح عطا لله، أن الفصائل الفلسطينية تسعى لمنع نشوب مواجهة جديدة مع (إسرائيل) وعدم الانجرار وراء مخططاتها بالتصعيد، لكن إذا فرض الاحتلال على الفصائل تصعيد فإنها ستكون على أتم الجاهزية لصد العدوان الإسرائيلي وردعه.

وأشار إلى أن الجولة الذي عقبت حادثة تفجير الجيب شرق خانيونس تم السيطرة عليها، لكن تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان تدعو للقلق بعد قوله:” إننا سنصفي حسابتنا مع المسؤول عن حادثة التفجير”.

وبيّن عطالله أننا أمام جولة توقفت، وننتظر السلوك الإسرائيلي في تعامله مع قطاع غزة، مشيرا إلى أن كل السيناريوهات مفتوحة في المرحلة المقبلة.

أما المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، يرى أن التهديدات الإسرائيلية ضد قطاع غزة تأتى لردع الفصائل الفلسطينية وذلك بعد جولة التوتر التي كانت قد تؤدي إلى تصعيد الأيام الماضية.

وقال أبو زايدة، أن الاحتلال يحاول من خلال تصعيد التهديدات إلى إيجاد حالة لردع الفصائل بغزة لإبقاء حالة الهدوء على الحدود مع قطاع غزة، كونه غير معني بالحرب أو التصعيد مع الفصائل بالقطاع.

وأشار إلى أن هناك أولويات لجيش الاحتلال وهي تتعلق بسوريا ولبنان لذلك يركز هذه الأيام جهده في المناطق الشمالية كون أنها غير مستقرة وذلك بعد حادثة إسقاط الطائرة الأسبوع الماضي.

ونوه أبو زايدة إلى أنه في حال أقدم الاحتلال على اغتيال إحدى الشخصيات في غزة، فمن الممكن أن ننجر إلى تصعيد لكن نسبة هذا الخيار محدود خاصة أن المستوي العسكري والسياسي في (إسرائيل) وكذلك الفصائل في غزة لا ترغب في حرب وتصعيد.

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي:” هناك أمور قد تحدث دون مقدمات من خلال أحداث قد تتدحرج، الى أن تصل لشن عدوان محدود على غزة، وهذا الاحتمال يبقى موجودا في ظل التوتر القائم”.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد توعد بالرد على عملية التفجير التي وقعت قرب الحدود الشرقية جنوب قطاع غزة، قائلا: “الحدث الخطير الذي لن يمر دون رد ملائم”.

كما هدد وزير حرب الاحتلال، أفيغدور ليبرمان بملاحقة المسؤولين عن عملية التفجير، متهمًا فصائل المقاومة بالوقوف ورائها ووضع المتفجرات التي انفجرت بوحدة الجيش.

المصدر : الرسالة نت

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن