لماذا تُقلق تكتيكات تنظيم الدولة القتالية بالموصل إسرائيل؟

تبدي إسرائيل قلقا عميقا إزاء القدرات القتالية الكبيرة التي اتسم بها الجهد الحربي لتنظيم “الدولة الإسلامية” في دفاعه عن مدينة “الموصل”.

وذكرت النسخة العبرية لموقع صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن كلا من حركة حماس وحزب الله يمكن أن يستفيدا من طابع التكتيكات التي اتبعها “داعش”، في حال قررت إسرائيل شن حروب مستقبلية على قطاع غزة أو لبنان.

وفي تحليل موسع نشر مساء أمس، قال معلق الصحيفة العسكري رون بن يشاي إنه يتوجب على الجيش الإسرائيلي دراسة تكتيكات “داعش” ومحاولة وضع حلول مستقبلية لها خوفا من تطبيقها من قبل كل من حماس وحزب الله.

ولفت بن يشاي الأنظار إلى أن تكتيك الدفاع النشط الذي تبناه “داعش” في مواجهة القوات العراقية والبيشمركة وقوات التحالف الدولي، ساعد التنظيم على تعويض النقص في عدد قواته مقارنة مع عديد أعدائه وسمح بتجاوز التفوق التقني للقوات المعادية.

وجزم بن يشاي بأنه في حال تبنى أي من حركة حماس أو حزب الله التكتيكات التي يطبقها تنظيم الدولة في دفاعه عن الموصل، فإن قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق أهدافه في الحروب القادمة ستتقلص إلى حد كبير.

وأوضح أن “الدولة” تمكن من نشر قواته المحدودة في مناطق نفوذه وخارجها بحيث يتمكن من تحقيق مفاجآت “تمس بالروح المعنوية” لأعدائه، كما حدث عندما تمكن من اقتحام مدينة “كركوك”، في حين كانت القوات المعادية تحيط بالموصل من كل الجهات.

ونوه بن يشاي إلى أنه من غير المستبعد أن تلجأ “حماس” مستقبلا إلى السيطرة على إحدى المستوطنات اليهودية التي تقع في محيط قطاع غزة من أجل التأثير على تقدم الجيش وللتأثير معنويا على كل من صانع القرار والرأي العام في إسرائيل.

وشدد على ضرورة أن يلتفت الجيش الإسرائيلي إلى أنماط توظيف تنظيم الدولة للأنفاق التي تبين أنه حفرها في مناطق نفوذه، وكيفية توظيفها في الجهد الحربي، على اعتبار أن “حماس” التي بنت شبكات من الأنفاق يمكن أن تفطن إلى استغلال هذه الأنماط.

وأشار إلى أن لجوء “داعش” إلى إحراق مصنع الكبريت القريب من الموصل من أجل التغطية على طائرات التحالف ولتقليص قدرتها على المس به، أسلوب يمكن أن تفطن إليه حركة حماس في المواجهات القادمة.

وبحسب بن يشاي، فإن عجز “البيشمركة” عن مواجهة “داعش” على الرغم من أنها تحظى بتدريب الجيش الأمريكي ودعمه، تثير القلق بشكل خاص.

ولفت إلى مفارقة ذات دلالة، حين أشار إلى أن النسبة في القوى البشرية بين التنظيم وبين القوات التي تقاتله حاليا هي واحد إلى أربعة، وهي النسبة نفسها بين الجيش الإسرائيلي من جهة وكل من حركة حماس وحزب الله.

وأوضح أن سير المعارك يدلل على أن “داعش” يجمع بين تكتيكات القتال داخل المدن وفي الريف، بما يضمن “تعظيم عناصر القوة لديه إلى أعلى مستوى واستغلال نقاط ضعف عدوه إلى أبعد حد”.

يذكر أن جميع التحليلات العسكرية الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية، قد أجمعت على أن “داعش” ستخسر الموصل في النهاية، لكن التنظيم سيواصل البقاء، حيث إنه سيستعيض عن فكرة السيطرة الدائمة على الأرض بأسلوب حرب العصابات.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن