لماذا فشلت الجولة الأخيرة من محادثات المصالحة في القاهرة؟

استئناف ملف المصالحة الفلسطينية خلال أيام بدون تدخلات خارجية

قال محللون سياسيون أن تمسك حركة “فتح” بضرورة تمكين الحكومة وفق تفاهمات عام 2017، وتخلي حركة “حماس”عن تلك التفاهمات، لصالح تمسكها باتفاقيات عام 2011، وغياب الإرادة لدى الطرفين بإنهاء الانقسام هو الذي افشل الجولة الاخيرة من محادثات المصالحة التي احتضنتها القاهرة الاسبوع الماضي بين طرفي الانقسام كل على حده، ويرون ان الانتخابات التي دعت اليها حركة “فتح” في ظل الظروف الحالية لم تعد مخرجا لانهاء الانقسام مع وجود سلطتين قد لا تسمحان بإجراء انتخابات شفافة.

وكانت حركة “فتح” دعت إلى ضرورة إجراء انتخابات شاملة كاستحقاق انتخابي، باعتبارها ضمانة لتداول السلطة وعدم تعطيل المؤسسات المسؤولة عن تسيير شؤون الشعب ووضع الحلول لمشاكله، وسن القوانين الضرورية لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، بينما ردت حركة “حماس” بانها جاهزة للاحتكام لصندوق الاقتراع باجراء انتخابات للمجلسين الوطني والتشريعي، وانتخابات رئاسية لإنهاء ما وصفتها الحركة بـ”عملية القرصنة” التي تمارسها قيادة فتح.

وقال المحلل السياسي، الدكتور عبد المجيد سويلم، في حديث لـ “القدس”دوت كوم، إن فشل الجولة الحالية من الحوار في القاهرة كان متوقعا، لعدم توفر إرادة لدى الطرفين وخاصة حركة”حماس”التي تريد أن تكون اتفاقات عام 2011 هي المرجعية، وهذا يعني أنها لا تريد تمكين الحكومة، ولا تريد حسم المسائل التي طرأت من الجباية والقوانين، وضبط السلاح الداخلي (ليس سلاح المقاومة)، وأن تمسك حماس باتفاقيات 2011 وتخليها عن تفاهمات 2017 يعني أنها لا تريد تمكين الحكومة ولا تريد مصالحة حقيقية”، مشيرا إلى أن اي جولة مقبلة ستفشل ما لم تتراجع حركة حماس عن ذلك، وما لم تقم بتمكين الحكومة، وبدون ذلك فإنه لا معنى لاي مصالحة.

وحول دعوة فتح لإجراء الانتخابات، أشار سويلم إلى أن المسألة ما زالت غامضة إزاء ما إذا كانت الانتخابات ستجري بالضفة وحدها أم في الضفة وغزة ؟ معربا عن اعتقاده بان ترفض حماس إجراء الانتخابات، وبالتالي سيكون التوجه الى إجرائها للفصائل المنضوية ضمن إطار منظمة التحرير في الضفة الغربية، وهو ما سيشكل حرجا لحركة “حماس” التي ستبدو خارج سرب الإجماع.

ويرى المحلل السياسي، هاني حبيب، ان “الدعوة الامثل هي لعملية انتخابية للمجلسين التشريعي والوطني وانتخابات رئاسية، وفي جميع مؤسسات المنظمة، لكن الدعوة الحالية تأتي في اطار سياسة وضع مزيد من العقبات امام المصالحة، وشكل من اشكال التهرب من اجل التنفيذ”.

وبين حبيب أن “عدم توفر الإرادة وما خلقه الانقسام طيلة 11 عاما من شخصيات مستفيدة من الوضع الراهن، وهي شخصيات صاحبة قرار باستعادة المصالحة، إضافة الى ما نشأ من قوانين، وامر واقع، يجعل تحقيق المصالحة أمرا غاية في الصعوبة” وقال “اذا لم تكن الدعوة إلى الانتخابات في إطار شامل وجامع، فانها ستكون عقدة جديدة أمام أي خطوات مقبلة للمصالحة”.

ويرى المحلل السياسي، طلال عوكل، أن “الانتخابات لم تعد مخرجا للأزمة في ضوء وجود سلطتين واحدة في الضفة وأخرى في القطاع، فلا أحد يضمن بأن لا يتم التلاعب في نتائجها أو في عملية إجرائها، إضافة إلى وجود هجمة على مؤسسات السلطة في القدس، وكل هذه المعطيات تفرغ دعوة إجراء الانتخابات من معناها”.

وحسب عوكل فإنه “لا يجوز قطع الأمل في جسر الفجوة والتوصل الى اتفاق لإنهاء الانقسام”، مشيرا إلى أن المصريين لن يصلوا إلى مرحلة اليأس وأنه قد تكون هناك جولات أخرى مقبلة بشكل مباشر وليس بالطريقة التي جرت.

وشدد عوكل على ضرورة عقد المزيد من الحوارات المباشرة وبحضور الكل الفلسطيني وفتح اتفاقيات 2011 و 2017 والتوصل الى صيغة ممكنة لانهاء الانقسام.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن