لماذا يبدو الكيان الإسرائيلي مطمئن لعدم اندلاع حرب مع إيران في سوريا؟

لماذا يبدو الكيان الإسرائيلي مطمئن لعدم اندلاع حرب مع إيران في سوريا؟

في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على قواعد إيرانية في قلب دمشق، والتقدير الإسرائيلي بأن الأخيرة سترد على عمليات القصف الأخيرة، ناقشت الصحافة الإسرائيلية مسألة إمكانية اندلاع حرب جدية في المنطقة، وتحديدا بين إيران وإسرائيل، لاسيما بعد الهجمات المنسوبة لقوات إيرانية في الساعات الماضية باتجاه هضبة الجولان.

المراسلة السياسية لموقع “وللا” تال شاليف قالت إن “الجيش الإسرائيلي أبلغ الحكومة بأن احتمال اندلاع حرب ضد إسرائيل ما زال ضعيفا، رغم التوتر الأمني على الجبهة الشمالية، وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي، لأن إيران وأذرعها غير معنيين بدخول هذه الحرب، ومع ذلك فإن حدوث بعض التطورات الميدانية التي قد تتسبب بحصول حرب، ما زالت احتمالات قوية وكبيرة”.

ونقلت شاليف في تقريرها عن وزير التعليم نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي وعضو المجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية قوله إن “إسرائيل لن تسمح بتواجد عسكري إيراني في سوريا، ومن خلال الاجتماعات الأخيرة للمستويات الأمنية والسياسية والعسكرية أستطيع القول بكل ثقة أن إسرائيل أقوى من إيران”.

فيما قال وزير المالية موشيه كحلون “إن الجيش مستعد لأي سيناريو قد يأتي من قبل إيران، نحن نجد أنفسنا في المرحلة الأكثر توترا التي لم نشهدها في السنوات الأخيرة”.

أما الخبير العسكري بصحيفة هآرتس عاموس هارئيل فقال إن “المستويين العسكري والسياسي في تل أبيب مصران على القيام بأي مبادرة ميدانية من شأنها منع طهران من إقامة قواعد عسكرية لها قوية في سوريا، حتى لو كان الثمن هو التصعيد العسكري معه”.

وأضاف، أن “الجيش الإسرائيلي أوصى في الأيام الأخيرة بفتح الملاجئ في هضبة الجولان تقديرا منه بأن إيران ستنفذ عملا انتقاميا ضده، ولذلك بادر لتنفيذ عملية استباقية في ريف دمشق لإحباط أي توجه إيراني للقيام بعملية انتقامية”.

وأوضح، أن “هناك ميزان ردع متبادلا بين إسرائيل وحزب الله منذ انتهاء حرب لبنان الثانية 2006، حيث شهدت الحدود بعدها هدوء نسبيا، مرده إلى قناعتهما المشتركة المتوفرة بأن الدمار الذي ستتسبب به أي حرب قادمة سيكون كبيرا لكليهما”.

وختم بالقول إن “تضاؤل فرص اندلاع حرب عسكرية بين إسرائيل والجبهة الشمالية يعود إلى أن حزب الله خارج لتوه من الانتخابات البرلمانية، ويتحضر لليوم التالي، فيما إيران تريد الاحتفاظ بالترسانة العسكرية للحزب لساعات الطوارئ الصعبة حين تهاجم إسرائيل مشروعها النووي، لكن كل هذه الاعتبارات قد تتغير فجأة، في حال قررت إيران أن المواجهة مع إسرائيل حتمية، لأن الحزب اليوم يحوز على قدرات عسكرية نوعية أكثر مما جهزته إيران لنفسها داخل سوريا”.

الخبير الأمني في يديعوت أحرونوت رونين بيرغمان قال إن “إيران تشعر أن ظهرها للحائط، لاسيما بعد قرار ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي، ومع ذلك فإنها لا تريد إشعال حرب في الشرق الأوسط، والانتقام لتفجير قواعدها العسكرية وقتل رجالها في سوريا، في عمليات تنسبها لإسرائيل”.

أما الخبير العسكري في معاريف تال ليف-رام فقال، إن “تأخر الانتقام الإيراني للرد على الهجمات الجوية الإسرائيلية مرده لقدرات الاستخبارات الإسرائيلية في كشف أي مخطط إيراني لذلك، مما قد يدفع الإيرانيين لتغيير طريقتهم المتوقعة في الرد، سواء بإطلاق قذائف قصيرة المدى باتجاه هضبة الجولان، أو تنفيذ عمليات محدودة من منظمات فلسطينية أو حزب الله”.

وأضاف، أن “تأخر الرد الإيراني حتى اللحظة باتجاه إسرائيل لا يعود لإرباك عسكري لطهران، بل بسبب عدم توفر الأهداف المناسبة على طول الحدود، لاسيما في ظل نجاح الجيش الإسرائيلي بإحباط أي نوايا إيرانية لتنفيذ هذا الانتقام، مما يشكل بحد ذاته أداة ردعية إسرائيلية في مواجهة القوات المسلحة الإيرانية في سوريا، ويجعلها على قناعة بأنها مكشوفة أمام إسرائيل”.

وختم بالقول إن “كل هذه الكوابح لعدم اندلاع حرب أو مواجهة في الشمال لا تعني توفر بطاقة تأمين بعدم تحقق الرد الإيراني، رغم المحاولات الأخيرة الفاشلة التي كشفتها إسرائيل في الأيام القليلة الماضية”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن