لماذا يخشى بوتين وصول كلينتون إلى البيت الأبيض؟

لماذا يخشى بوتين وصول كلينتون إلى البيت الأبيض؟

تساؤلات عدة تدور حالياً بشأن ما يقال إنها مخاوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيال احتمال فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة الأمريكية، على خلفية ما صرحت به سابقاً من عزمها على استخدام سلاح الطاقة الأمريكية لتحجيم روسيا.

في هذا السياق، كتبت ليا غودمان، صحفية استقصائية متخصصة في الشؤون السياسية والمالية، وقضايا الفساد المؤسساتي، في مجلة نيوزويك الأمريكية، لافتة لكلمة ألقتها هيلاري كلينتون في 4 يونيو( حزيران)، 2013، وتطرقت فيها لخططها الطموحة حيال الطفرة النفطية الأمريكية. يومها قالت كلينتون “إن ثورة الطاقة في أمريكا مجرد هدية، ويمكن لنا أن ننشئ في أمريكا الشمالية نظاماً قوياً للطاقة، يكفي لتصدير النفط ودعم عدد من أصدقائنا وحلفائنا”.

الحلفاء والصادرات الروسية

وتقول غودمان إن كلينتون قصدت بقولها تصدير النفط والغاز لمن يعتمدون بشكل كبير على الصادرات الروسية. وقد سربت ويكيليكس بعض مواقف كلينتون (أطلقتها المرشحة في جلسات خاصة)، بشأن الطاقة، في أكتوبر( تشرين الأول) الأخير، ما يشير لاحتمال استخدامها لصناعة النفط والطاقة كعصا ترفعها ضد موسكو. وفيما امتنعت حملتها عن التعليق على تلك الرواية، ركزت كلينتون في كلماتها على عزمها على جعل الولايات المتحدة رائدة في حمايتها للبيئة والمناخ، عبر ثورة الطاقة.

وفي إحدى كلماتها المسربة، قالت كلينتون في يوليو(تموز) 2014: “توفر لنا الطاقة فرصة لا في استثمار تلك الموارد وحسب، ولكن للقيام بنشاطات أخرى تنعكس علينا بالفائدة داخل أمريكا، وتكون كحصن ضد الابتزاز الذي تمارسه روسيا حالياً”.

توقعات

وبحسب الكاتبة، لا عجب بعد العودة إلى تلك التصريحات، أن يتوقع عدد من المحللين والمتابعين أن تكون العلاقات بين رئاسة كلينتون والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكثر برودة. وقد عبر عن هذه التوقعات المدير العام لبنك الاستثمار في باريس بقوله “إن العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا لن تتحسن إذا تم انتخاب كلينتون”، مشيراً إلى عدم احتمال أن تخفف كلينتون العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، بل يمكن كما قال البنك الفرنسي “أن تزداد تدهوراً”.

دلالات

وتشير غودمان إلى مؤشرات عدة تؤكد صدقية تلك التوقعات. فقد أبدت موسكو، في عدة مناسبات، عدم سرورها باحتمال وصول كلينتون إلى البيت الأبيض.

وفي الأشهر الأخيرة، اتخذت روسيا عدة خطوات جريئة، شبيهة بسياسات تعود لثمانينيات القرن الماضي، كتأمينها ملاجئ للوقاية من قصف، وإجرائها تجارب على صواريخ باليستية عابرة للقارات، وعرضها على شاشات التلفزة، وكذلك إعلانها عن حصص غذائية ستوزع في حالة قيام حرب مع الولايات المتحدة. ومن ثم جاءت تسريبات ويكيليكس بشأن البريد الالكتروني لهيلاري كلينتون، وهو الأمر الذي يقول خبراء الاستخبارات في حملتها الانتخابية إنه جاء من قبل قراصنة على علاقة بالكرملين.

ذعر

كما ينبع الذعر الروسي، برأي غودمان، من حقيقة أن الولايات المتحدة بدأت لتوها حربها في مجال الطاقة. فمنذ يناير( كانون الثاني) الماضي، بدأت أمريكا في تصدير النفط الخام، وذلك لأول مرة منذ أربعة عقود. وقال تيموثي هيس، مسؤول إعلام الطاقة في الإدارة الأمريكية لنيوزويك أن أمريكا بدأت في مارس(آذار) الماضي، بتصدير كميات من الغاز المسال أكبر مما صدرته لأول مرة في عهد إيزينهاور. وتوقع هاس أن تستمر الصادرات النفطية الأمريكية بالارتفاع نظراً لبناء عدد من المنشآت النفطية هناك. وأشارت كلينتون في إحدى كلماتها، إلى أن تلك الصادرات ستكون أشبه بمزيج من المولوتوف الموجه ضد مصادر الثروة الروسية.

أطول ركود

وتلفت الكاتبة إلى تقارير أصدرتها وزارة المالية الروسية، بأن عائدات روسيا من النفط والغاز تشكل أكثر من نصف الميزانية الفيدرالية.

ويضاف إليه، برأي غودمان تدني أسعار النفط خلال الأعوام الأخيرة، مما يبقي روسيا غارقة في أطول فترة ركود تمر بها منذ عشرين عاماً، وسيضع ذلك روسيا سيترك ورئيسها، وبوتين في موقف صعب. فإن معظم واردت روسيا البترولية تأتي من دول الاتحاد الأوروبي، ومعظمها موالٍ لأمريكا. ولتأكيدها على هذه الحقيقة، قالت كلينتون للبنك الألماني المركزي في أكتوبر( تشرين الأول)، 2014″ أريد تصدير الغاز، وخاصة لأصدقائنا بهدف الحد من الضغط الروسي عليهم”.

وروسيا تدرك نقطة الضعف هذه، ولذا يخشى الكرملين وصول كلينتون إلى البيت الأبيض.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن