لماذا يستمر نظام الأسد بمعاقبة وقتل فلسطينيي سوريا ؟

فلسطين سوريا الشتات

كثف النظام السوري في الأيام القليلة الماضية من قصفه لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه عليها بالتعاون مع فصائل فلسطينية حليفة له وعلى رأسها الجبهة الشعبية القيادة العامة.

وأصدرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا تقريرا تحدث عن الأوضاع المأساوية التي يمر بها اللاجئون في المخيمات، خاصة مخيما خان الشيح والنيرب واللذان تعرضا للقصف وإلقاء براميل متفجرة ألحقت عشرات الإصابات وحالات الاختناق.

وأصيب عدد من الأطفال بحسب المجموعة بحالات اختناق جراء قصف النظام لمخيم النيرب قرب حلب بالقذائف على الرغم من خضوعه لسيطرة النظام ومجموعات فلسطينية موالية لكن معضلة المخيم وجوده بالقرب من مطار النيرب العسكري.

وشهد مخيم خان الشيح قرب دمشق قصفا مكثفا بالبراميل المتفجرة وسجل نشطاء إسقاط مروحيات النظام نحو 15 برميلا متفجرا في ظل الحصار الخانق ومنع إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى المخيم لمدة تزيد عن شهر ونصف.

وفي جنوب العاصمة السورية دمشق قصف النظام السوري مخيم اليرموك بقذائف الهاون التي طالت عددا من المباني، وقال نشطاء إن النيران اندلعت في عدد من المنازل بشارع حيفا داخل المخيم.

وعلى الرغم من نأي اللاجئين الفلسطينيين بأنفسهم عن الأزمة السورية ووقوفهم على الحياد، إلا أن النظام لجأ لمعاقبتهم على موقفهم الرافض للانحياز له.

حرب بالوكالة

نائب رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زاهر البيراوي قال إن النظام السوري يسعى للانتقام من اللاجئين الفلسطينيين لاعتبارات كثيرة أبرزها الحرب بالوكالة على الوجود الفلسطيني كعامل تهديد ديمغرافي كما تراه إيران وحزب الله اللبناني في المنطقة.

وأوضح البيراوي أن النظام مارس كل أنواع الضغط على اللاجئين وقام بتهجيرهم وتدمير المخيمات على رؤوس ساكنيها على اعتبار أنهم كتلة تؤيد المقاومة الفلسطينية والتي رفضت الانخراط في حرب النظام ضد شعبه.

ولفت إلى أن نظام الأسد “كشف عن وجهه باستهداف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وكيف أن السنوات الماضية التي شهدت دعمه للقضية الفلسطينية ما كانت إلا للتغطية على طبيعته الإجرامية التي سبق أن استهدفت الوجود الفلسطيني في عدة مناطق قبل عشرات السنوات”.

وعلى مستوى الفصائل الفلسطينية المشاركة مع النظام السوري في حصار المخيمات، قال البيراوي إن الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يغفر لها ما فعلته باللاجئين وكان بندقية مأجورة ضد الفلسطينيين وهم في أمس الحاجة لحمايتهم من بطش النظام.

وأضاف: “الفلسطينيون يشعرون بالخزي من ولاء هذه الفصائل للنظام السوري ولا يمكن أن يكونوا فصائل لتحرير فلسطين في يوم من الأيام لأنهم خرجوا عن الإجماع الفلسطيني بعدم التدخل في الأزمة السورية بل ومارسوا أسوأ الممارسات بحق اللاجئين في أحلك الظروف”.

عقاب على الحياد

من جانبه قال الناشط في شؤون اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الإعلامي ماهر الشاويش إن مخيم خان الشيح يشهد وضعا غاية في السوء بسبب الحصار المضروب عليه من النظام والفصائل المتحالفة معه.

وأوضح الشاويش أن “خان الشيح” يعاني من نقص في الأغذية وحليب الأطفال والمواد الطبية في الوقت الذي يتعرض فيه لقصف عنيف ألحق عشرات الإصابات.

وأشار إلى أن النظام باستهدافه للمخيمات يسعى لشطب جوهر القضية الفلسطينية الذي تمثله المخيمات وعمليات التهجير والقتل التي مارسها منذ اليوم الأول ضد المخيمات دليل على رغبته في إنهاء هذا الملف.

وشدد على أن فلسطينيي سوريا يعاقبون بسبب حياد الغالبية العظمى منهم وعدم اشتراكهم في فعاليات الثورة والاستهداف بات معلوما للجميع أنه ممنهج منذ اليوم الأول للثورة بسبب موقفهم.

يذكر أن مخيم اليرموك يخضع لحصار النظام ومجموعات الجبهة الشعبية القيادة العامة لليوم 1246 على التوالي وانقطاع الكهرباء منذ أكثر من 1305 أيام والماء لـ766 يوماً على التوالي.

وفي مخيم السبينة يواصل جيش النظام منع السكان من العودة إلى منازلهم منذ حوالي 1099 يوماً على التوالي، بينما شهد مخيم حندرات نزوح جميع الأهالي عنه.

وفي درعا يشهد مخيمها منذ نحو 949 يوما انقطاعا كاملا للمياه عنه وتدمير نحو 70% من المباني داخله ونزوح أعداد كبيرة من سكانه إلى مناطق أخرى هربا من قصف النظام المتكرر عليه.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن