ليلة السكاكين الطويلة.. قصة حملة قادها هتلر للتخلص من أصدقائه

ليلة السكاكين الطويلة.. قصة حملة قادها هتلر للتخلص من أصدقائه

في عام 1933 استطاع أودلف هتلر الوصول لمكانة كبيرة في ألمانيا بتوليه منصب المستشار الألماني، وعلى الرغم من أن “كتيبة العاصفة” التي كانت تعتبر الذراع اليمنى للحزب النازي كان لها دور كبير في المكانة التي وصل لها هتلر من خلال تدعيمه، إلا أن الأمر اتخذ مساراً آخر بسبب أعمال التخريب التي كانت تقوم بها هذه الميليشيا.

ما هي كتيبة العاصفة؟

“كتيبة العاصفة” التي ظهرت منذ مطلع عشريينيات القرن الماضي، قامت بالعديد من عمليات التخريب والنهب لممتلكات اليهود الألمان، فضلاً عن مشاركتها في انقلاب بافاريا الفاشل خلال شهر نوفمبر سنة 1923، كما ساهمت كتيبة العاصفة ما بين عامي 1926 و1933 في زيادة شعبية الحزب النازي من خلال تعطيل الاجتماعات التي كانت تعقدها الأحزاب الأخري، بالإضافة إلى تنظيم التظاهرات الدعائية وحماية كبار القادة بالحزب.

تسببت أعمال التخريب التي كانت تقودها هذه المليشيا المسلحة في الكثير من المشاكل لأودلف هتلر، وخاصة بعد توليه المنصب الجديد، وذلك لأنه أضر بسمعة الحزب النازي الذي أصبح أحد الشركاء الأساسيين في الحكومة الألمانية، وهو ما دفع هتلر لمحاولة تحسين الأوضاع معهم وخلق الالتزام والانضباط بين صفوفهم؛ إلا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب قائد الكتيبة أرنست روم الذي كان محرضاً على القيام بثورة اجتماعية بألمانيا للحصول على السلطة المطلقة.

محاولات هتلر لتهدئة الأمور

وفي محاولة من هتلر للتقليل من المشكلات التي كانت كتيبة العاصفة سبباً فيها، اقترح ضم عناصر هذه الكتيبة البالغ عددهم مليوني فرد إلى الجيش الألماني الجديد، إلا أنه واجه اعتراضات كثيرة من كبار قادة وجنرالات الدولة؛ خوفاً من انتشار مبادئ العنف والنهب والتخريب بين صفوف الجيش الألماني.

لم يجد هتلر طريقاً آخر للتخلص من أعمال التخريب التي تقوم بها عناصر الكتيبة، إلا بالتخلص من قائدها أرنست لكسب رضاء الجيش الألماني، وتزامناً مع ذلك نظمت الوحدة الوقائية إس إٍس المسلحة بالحزب النازي، مؤامرة مفبركة للإطاحة بالقادة الهامة بالكتيبة لوجود محاولة انقلابية يقودها إرنست بهدف اغتيال أدولف هتلر.

ليلة الإطاحة بأصدقائه

وفي الليلة التي عرفت بعد ذلك “بليلة السكاكين الطويلة” قاد هتلر هذه العملية بنفسه واستطاع اقتحام غرفة نوم صديقه السابق أرنست حاملاً سلاحه في يده وأخبره بأنه أصبح معتقلاً لدى الجيش الألماني، كما استمرت هذه الحملة لمدة 3 أيام وتم التخلص من قائد الكتيبة بالإضافة إلى عدد من المعارضين للحزب النازي، حيث بلغ عدد ضحايا هذه الحملة 200 شخص من معارضي الحزب النازي .

نال هتلر استحسان الجيش الألماني بعد إنهاء أزمته مع كتيبة العاصفة، والسيطرة عليها، وهو ما ظهر جلياً في تراجع أعمال هذه المليشيا بالتدريج بعد أن كانت تطيح في البلاد دون أن يوقفها أحد.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن