مؤشرات اقليمية ودولية توحي بصيف ساخن

صورة توضحية
صورة توضحية

فادي عيد – تبدي مصادر سياسية مطلعة، مخاوفها من الأوضاع الأمنية المتفلتة، والتي تفاقمت بوتيرة سريعة في الأيام الماضية من خلال حركة العصابات والمسلحين الخارجين عن القانون، والتي سبت حالاً من الإرباك في الساحة الداخلية، في ظل ارتفاع معدلات الجريمة.

وفيما تكشف المصادر نفسها، أن الأجهزة الأمنية ممسكة بالواقع الأمني من خلال مواكبة حثيثة للجرائم والأعمال التخريبية، لم تغفل الحديث عن أوضاع أمنية حساسة ما زالت تشهدها الساحة الداخلية، وذلك في مخيم عين الحلوة من جهة، وفي جرود عرسال من جهة أخرى، حيث تسجل حوادث متفرقة من حيث الشكل، ولكنها تأتي في سياق واحد يهدف إلى خرق الإستقرار العام.

ومع تفاعل التطورات العسكرية في سوريا وانتقال التوتر إلى الحدود مع لبنان، أشارت المصادر المطلعة، ونقلاً عن تقارير ديبلوماسية وأمنية، أن اتجاهاً تصاعدياً في مجرى الصراع في سوريا سيسجل في المرحلة المقبلة، وستكون له انعكاسات سلبية على الداخل اللبناني.

وأضافت أن الخطر لا يقتصر على الحدود اللبنانية ـ السورية، بل يتعداها إلى الجنوب حيث تبرز الخشية من عدوان إسرائيلي محتمل في ظل مناخ إقليمي ودولي منهمك باستحقاقات أمنية وسياسية، كالإشتباك الإقليمي أو الإنتخابات الروسية والفرنسية.

كذلك، فإن الإدارة الأميركية ما زالت في فترة انتقالية على صعيد التعاطي مع الملف اللبناني، حيث أن ما من فريق في وزارة الخارجية يتولى حالياً متابعة الأوضاع في لبنان.

وبالتالي، توقعت المصادر السياسية المطلعة، أن تكون لكل هذه العوامل ارتدادات على لبنان على المستوى الأمني بشكل خاص، كما على باقي المستويات. ومن هذا المنطلق، تتحرك الحكومة الآن بشكل خاص من أجل تحصين الساحة اللبنانية في مواجهة التطورات الأمنية التي قد تطرأ.

وأشارت إلى أن النتائج التي ظهرت لمؤتمر بروكسل لم تكن مطمئنة على الإطلاق، بمعنى أن المجتمع الدولي غير مكترث للوضع اللبناني ولتحملّه العبء الأكبر لملف النازحين السوريين في المنطقة، وهذا ما دفع برئيس الحكومة سعد الحريري إلى الإعلان أن لبنان «قنبلة موقوتة».

وفي هذا المجال، نقلت المصادر ذاتها عن مواكبين لمؤتمر بروكسل الأخير، بأن مساعدات الدول المانحة لن تكون في مستوى التوقعات اللبنانية، وذلك لعدة اعتبارات منها الأزمة المالية العالمية، والإرهاب الذي يضرب أوروبا وأمور عدة تبقي لبنان على رصيف انتظار المساعدات لفترة طويلة.

ويزاد إلى هذا الواقع، القلق اللبناني نتيجة عدم بروز أية مؤشرات تصب في خانة عودة النازحين السوريين إلى ديارهم، حيث يشير المشهد إلى أن الصراع مستمر لفترة طويلة، لا سيما بعد عمليات التسوية إلى نقطة الصفر، على خلفية ما حصل في خان شيخون والخلاف داخل مجلس الأمن حوله.

وأعربت هذه المصادر، عن توقعات بإمكان تدفق المزيد من النازحين السوريين إلى لبنان كونه الحلقة الأضعف في المنطقة، وذلك فيما لو توقفت عملية التسوية السياسية التي انطلقت في آستانة بنتيجة الأزمة الحالية.

ويرسم هذا الواقع صورة قاتمة عن الواقع الأمني والإجتماعي في المرحلة المقبلة، خصوصاً إذا ما أضيفت إليه خلافات سياسية واقتصادية، مما ينذر بصيف ساخن على أكثر من مستوى.

الديار

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن