ماذا وراء الحراك الروسي المكثف بشأن سوريا؟

بوتين و الاسد

يثير الحراك السياسي والدبلوماسي الروسي حول الأزمة السورية، في الآونة الأخيرة، تساؤلات عن أهداف هذا التحرك وغاياته، في ظل تكهنات عن خشية موسكو من سقوط وشيك لنظام الأسد، ما يعني خسارة روسيا لهذا البلد الحيوي بالنسبة لمصالحها القومية.

وفي هذا الصدد، يقول عضو الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، قاسم الخطيب، في تصريح لشبكة “إرم” الإخبارية، إن روسيا “تسعى من حراكها السياسي المكثف، إلى تلميع صورة الأسد، وإعادة جزء من الشرعية الدولية إليه، من خلال إشراكه في تحالف دولي وإقليمي ضد الجماعات المتشددة”.

وأضاف الخطيب أن “الروس ما زالوا يبحثون عن ثمن حل سياسي في سوريا، وقد لا يكون تمسكهم برأس النظام بقدر تمسكهم بالمؤسستين العسكرية والأمنية، ويعود ذلك إلى أنهم أشرفوا على بناء كل منهما، ودربوا الضباط العسكريين والأمنيين، وعلموهم مختلف الأساليب القمعية ضد شعبنا”، على حد قوله.

ويعتقد مراقبون أن “المسعى الروسي المكثف، يعود إلى محاولة استباق التطورات على الأرض، خاصة بعد الانكسارات والهزائم العديدة، التي تلقاها الجيش النظامي ومليشيا حزب الله وغيرها في مختلف المناطق، وبالرغم من الإشراف الإيراني المباشر على المعارك في سوريا، ووجود خبراء ومقاتلين إيرانيين على الأرض”.

ويشير المراقبون إلى أن “التحرك الدبلوماسي الروسي، زاد زخمه، بعد توقيع الملف النووي الإيراني، وبات يركز على الملف السوري، إلى درجة أن روسيا تبدو اليوم وكأنها اللاعب السياسي الرئيس في الملف السوري، فضلاً عن دعمها المتعدد الأشكال للنظام الروسي، وتريد في المرحلة المقبلة، أن تبقى الدولة العظمى التي تمسك بورقة الحل في سوريا”.

وترددت في الآونة الأخيرة أحاديث وتصريحات لبعض المسؤولين والدبلوماسيين، أفادت بأن روسيا “غير متمسكة بالأسد، لأن المهم بالنسبة إليها، إيجاد بديل مقبول من الأطراف المتنازعة، ويحفظ مصالح روسيا في سوريا”.

وفي هذا السياق، تدخل الزيارات المتكررة لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إلى دول المنطقة، خاصة دول الخليج وتركيا، إضافة إلى تحركات، ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، إضافة إلى الزيارات العديدة للمسؤولين والمعارضين السوريين إلى موسكو.

ويرى متابعون للشأن السوري، أن “هناك تحضيرات لطرح شخصيات، تعتبرها موسكو معتدلة، ويمكن أن تكون مقبولة للعب دور في المرحلة الانتقالية، لكن البحث عن بديل للأسد، يحيلنا مرة أخرى إلى السيناريو اليمني، الذي لم ينجح في اليمن نفسها، فكيف له أن يستنسخ في سوريا بعد ما يقارب الخمسة أعوام من الأزمة”.

وتتحدث تقارير إعلامية عن “تشكيل مجلس سياسي وعسكري يضم جميع الفئات والمكونات السورية، يمكن أن يقود المرحلة الانتقالية إلى حين إجراء انتخابات بإشراف دولي، وبرعاية أممية”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن