ماهر صلاح: 5 تحديات تواجه حركة حماس بذكرى انطلاقتها الثلاثين

قائد حماس في الخارج ماهر صلاح
قائد حماس في الخارج ماهر صلاح

قال ماهر صلاح رئيس حركة “حماس” في الخارج، إن الحركة بعد ثلاثين عامًا من انطلاقتها حققت إنجازات كبيرة رغم التحديات التي تفرضها الظروف الإقليمية والدولية.

وكشف صلاح، خلال حوار نشره موقع الحركة الإلكتروني، في الذكرى الثلاثين للانطلاقة عن خمسة تحديات تواجه الحركة، أبرزها دحر الاحتلال وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأوضح أن أول وأخطر تحدٍ هو استمرار الاحتلال الجاثم على أرض فلسطين، وأن الحركة في كل مناطقها تبذل أقصى الجهد وتقدم الغالي والنفيس على كافة الأصعدة في مواجهة المشروع الصهيوني.

وأضاف أن التحدي الثاني هو تحدي التمسك بالثوابت والحقوق رغم كل الضغوط وكل الإغراءات، خاصة في هذا الزمن الصعب الذي تمر به منطقتنا وما تتعرض له من مؤامرات دولية وإقليمية، مشيرا إلى أن مؤسسية الحركة وشوريتها وانتماءها المتين هي صمامات الأمان والثبات.

وتابع رئيس حماس في الخارج: “استمرار قدرة الحركة على الوفاء لشعبنا الفلسطيني الذي يبذل ما يملك على طريق تحرير الأرض وتحقيق العودة، وأن تكون حماس مع أمتها وتكون لها في محنتها وفي وقت جهادها لتحقيق حريتها وعزتها وكرامتها”، هما أيضا تحديان تواجههما حماس منذ نشأتها.

أما عن التحدي الخامس الذي تواجهه حماس، قال صلاح إن التحدي هو أن تستمر الحركة في تقديم النموذج الفريد لحركة إسلامية وطنية تتميز بالحركية العالية والمرونة الفائقة والثبات المميز والرشد البالغ والنضج البارز والانضباطية العالية.

واختتم حديثه حول ما تواجهه حماس بالقول إنها استطاعت أن تنجز إنجازات كبيرة وعظيمة نسبة إلى عمرها – 30 عاما منذ انطلاقتها – وقياسا إلى الظروف الإقليمية والدولية التي تعمل في بيئتها”.

وفيما يأتي نص الحوار كاملاً:

– كيف تنظرون لواقع الحراك عقب إعلان ترمب القدس عاصمة للاحتلال؟

جاء إعلان ترمب في وقت ظن فيه أن الأمة قد ماتت وأن الشعوب قد انشغلت بنفسها وقضاياها المحلية الصعبة، فكان جواب الأمة من أقصاها إلى أقصاها مدويا، بأن القدس آية من كتاب الله، وأنها مهجة الفؤاد وبوابة السماء ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى سدرة المنتهى وفيها أمّ نبينا الحبيب بكل الأنبياء في صلاة ليس مثلها صلاة، ففي القدس يجتمع الزمان كله ويلتحم المكان جميعه وتتصل الأرض بالسماء، فكان هذا التحرك الكبير الذي عمّ أرجاء الأرض العربية والإسلامية بل الشرقية والغربية حتى في أمريكا ذاتها وكان اللافت أن يكون أسرع تحرك وردة فعل في أوروبا ومن الجيل الذي ظن أعداؤنا أنهم قد أبعدوه عن قضيته وأنسوه وطنه.

ولم يقتصر التحرك الرافض على العرب والمسلمين، بل تحرك معنا أحرار العالم، كما تعدى المواقف الشعبية إلى المواقف الرسمية، ولا يزال التحرك في بداياته وله ما بعده بإذن الله.

ولعل من أوضح رسائل الحراك أن القدس موحدة كما هي موحدة عاصمة لبلادنا الحبيبة فلسطين.

– كيف واكبت حماس في الخارج الحراك الشعبي والرسمي لمواجهة قرار ترمب؟

لقد استثمرت حماس في أمتنا العربية والإٍسلامية منذ نشأتها، بل لا نبالغ إنْ قلنا إن نشأة حماس في الخارج هي ثمرة من ثمرات هذه الأمة الحية المجاهدة، وكذلك ما كان لحماس في الداخل أن تنشأ وتنمو بدون احتضان الأمة ورعايتها لها على مر العقود وعلى الأصعدة كافة.

وكذلك كان لعلاقات حماس الرسمية التي عملت عليها واجتهدت في تأسيسها وتعزيزها وتطويرها الأثر الكبير في مواقف رسمية قوية وواضحة، ولا نذيع سرا إن قلنا إن اتصالات الحركة بعد صدور القرار مباشرة كان لها دور كبير فيما أعلن عنه من مواقف رافضة للقرار الأمريكي دون إغفال المعادلات التي تحكم مواقف بعض الدول في منطقتنا العربية والإسلامية، ولا يغيب عن المراقب أن قوة المواقف الشعبية تنبئ عن قوة شعبية الحركة في مختلف الدول والبلدان.

– ما هي توجهاتكم في قيادة الحركة في الخارج لتعزيز تمسك فلسطينيي الخارج بحق العودة؟

تعمل قيادة الحركة في الخارج مع شعبنا الفلسطيني وأهلنا في مخيمات اللجوء وبلدان الشتات على زيادة وعي أبنائنا بوطنهم وحقوقهم الثابتة وتمسكهم بثوابت القضية وعلى رأسها حق عودتهم إلى وطنهم الذي هجر منه آباؤهم وأجدادهم.

وهذا واضح ومشاهد ليس في الدول العربية فقط بل في بلاد الغرب والمهجر البعيد التي لا تفتأ تهتف لفلسطين بكل اللغات وفي كل المحافل والمنتديات الدولية والاجتماعية والرياضية والشعبية، وعلى المنابر الإعلامية وفي الميادين.

ولا يفوت أحدهم فرصة ليعود ولو زائراً أو سائحاً أو مشاركا في قافلة برية أو سفينة بحرية لكسر الحصار متلهفا أن تطأ قدماه رقعة من تراب الوطن وأن يملأ رئتيه بنسمة من هوائه.

وقد عملنا على تحقيق الوعي والإدراك والتمسك بالحق والعمل عليه على الأصعد كافة؛ الشعبية والتعليمية والجماهيرية والمجتمعية، بل والأهم في أطر مؤسسية أصبحت هي التي يشار إليها بالبنان.

– ما ملامح استراتيجيتكم للعمل خلال فترة قيادتكم الحركة في الخارج؟

باختصار شديد نحن نعمل على استراتيجية بناء القوة بكل أصنافها في الخارج لنتكامل مع حركتنا وشعبنا في داخل فلسطين، فقد قمنا ولا زلنا نقوم بواجب الدعم والإسناد لكل أعمال الحركة في الداخل، ولنا شرف المساهمة في ذلك منذ اليوم الأول لنشأة الحركة بل وقبل ذلك.

وفي الوقت ذاته نؤطر شعبنا في خارج فلسطين ونراكم عناصر قوته ونوظف تميزه وتجربته الغنية الثرية فنجمع شتاته ونطلق طاقاته.

ونعمل مع أمتنا العربية والإسلامية على مبدأ الشراكة وعنوان القضية المركزية وسلامة البوصلة ووحدة المشروع، فالتحرير والتمكين صنوان لا يكون أحدهما دون الآخر.

ونواجه المشروع الصهيوني بشعبنا وأمتنا وأحرار العالم ولنقطع عنه حبل الناس.

ونعد أنفسنا وشعبنا وأمتنا ليوم التحرير المجيد، وإنه لقريب بإذن الله.

– ما أبرز التحديات التي تواجه الحركة بعد 30 عاما من انطلاقتها؟ وكيف ستعملون على مواجهتها؟

استطاعت حماس أن تنجز إنجازات كبيرة وعظيمة نسبة إلى عمرها -لا زالت في ريعان الشباب- وقياسا إلى الظروف الإقليمية والدولية التي تعمل في بيئتها.

أول وأخطر تحدٍ هو استمرار الاحتلال الجاثم على بلادنا الحبيبة فلسطين، ولذلك يظل تحدي دحر الاحتلال وتحرير البلاد والعباد هو التحدي الأكبر، والحركة في كل مناطقها تبذل أقصى الجهد وتقدم الغالي والنفيس من قادتها ومجاهديها وقدراتها المادية والمالية وجهودها السياسية والإعلامية وعلى الأصعد كافة في مواجهة المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني العدواني.

والتحدي الثاني هو تحدي التمسك بالثوابت والحقوق رغم كل الضغوط وكل الإغراءات، خاصة في هذا الزمن الصعب الذي تمر به منطقتنا وما تتعرض له من مؤامرات دولية وإقليمية، ولعل مؤسسية الحركة وشوريتها وانتماءها المتين هي صمامات الأمان والثبات بعد توفيق الله وحفظه.

والتحدي الثالث هو استمرار قدرة الحركة على الوفاء لهذا الشعب العظيم المجاهد والمضحي الذي بذل ويبذل كل ما يملك في سبيل الله وعلى طريق تحرير الأرض وتحقيق العودة وإنشاء الدولة الحرة المستقلة على كامل تراب الوطن، فشعبنا يستحق من حركتنا الكثير الكثير، ونحن ندرك ذلك ونعمل عليه بأقصى طاقتنا، ونقدم مصالحه الوطنية العامة على أي مصلحة حزبية أو حركية خاصة.

والتحدي الرابع أن نكون مع أمتنا ونكون لها في محنتها وفي وقت جهادها لتحقيق حريتها وعزتها وكرامتها وهي الأمة التي ما فتئت تحتضن فلسطين وترعى مقاومتها وتدعم أهلها وتحب أبناء فلسطين كحبها لفلذات أكبادها بل وأكثر وأكبر.

والتحدي الخامس أن تستمر الحركة في تقديم النموذج الفريد لحركة إسلامية وطنية تتميز بالحركية العالية والمرونة الفائقة والثبات المميز والرشد البالغ والنضج البارز والانضباطية العالية.

– كيف تحيي حماس في الخارج ذكرى انطلاقتها الثلاثين؟

تحيي حماس في الخارج الذكرى الثلاثين لانطلاقتها كما تحييها أخواتها في غزة والضفة ببرامج ومواقف وتغطية إعلامية مستمرة، وفي المركز منها مهرجان شعبي في لبنان إن شاء الله.

وسوف تسمعون وتشاهدون رسالتنا لشعبنا في المهرجان، فنحن منهم وإليهم ومعهم وفي مقدمتهم على درب التحرير والعودة، والله ناصرنا وحافظنا ومولانا، وأعداؤنا لا ناصر لهم ولا مولى لهم.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن