ماهي الأهداف الإسرائيلية من وراء تضخيم قدرات المقاومة بغزة؟

من وراء تضخيم قدرات المقاومة بغزة؟

غزة/ الوطن اليوم

تثير التسريبات التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية حول الاخفاقات الإسرائيلية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف العام الماضي، وفي المقابل إبراز انجازات المقاومة الفلسطينية وتضخيمها في بعض الأحيان قلقاً لدى الكثير من المتابعين على الساحة الفلسطينية.

وارتبط في أذهان الفلسطينيين بكافة شرائحهم أن تضخيم قدرات المقاومة الفلسطينية والتحريض عليها في وسائل الاعلام بصورة ملفتة يوحي بأن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لأمر ما ضد الفلسطينيين، وتحديداً قطاع غزة، لا سيما وأن العديد من قادة جيش الاحتلال أعلنوا أكثر من مرة أن العدوان القادم ضد غزة مسألة وقت ليس إلا.

فيما أجمع المحللان في الشأن الإسرائيلي, عن الهدف الإسرائيلي من وراء تلك التسريبات، وصنفاها في إطار جر المقاومة للكشف عن ما لديها من معلومات حول مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى من جهة وقدرات المقاومة وأين وصلت بعد الحرب الأخيرة من جهة أخرى.

جر المقاومة

المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي “حسن عبدو” اعتبر أن مثل تلك التسريبات الكبيرة تهدف بشكل أساس لدفع المقاومة للبوح بما لديها من معلومات حول تطور قدراتها العسكرية بعد أشهر على انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وأوضح أن الجزء الكبير ينصب الآن في تلك التسريبات حول الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة وتبريره للمجازر التي ارتكبها في عدة محافظات عقب الإعلان عن أسر الجنود، وتحديداً ما حدث في شرق رفح وشرق حي الشجاعية.

وبين عبدو أن إسرائيل تلجأ من حين إلى آخر لترويج أخبار وبيانات هدفها تبرير عدوان على قطاع غزة، مشيراً إلى أن التركيز الأكبر الآن يتم حول الجنود الأسرى لدى حركة حماس، للتعرف على مصيرهم رغم أنها تمتلك بعض المعلومات الغير واضحة حول مصيرهم.

الجنود الأسرى

ولفت إلى أن تلك المعلومات تقول أن بعض أشلاء الجنود عثر عليها الجيش الإسرائيلي في أمكان أسرهم، وبالتالي هم قتلى وليسوا أحياء، وأمرت عائلاتهم بدفنهم.

وشدد على أن صمت المقاومة جعل كثير من الشكوك حول هذا الملف، وأصبحت إسرائيل على قناعة أن الكشف عن مصيرهم مرتبط بثمن، خصوصاً وأن المقاومة باتت لديها خبرة كافية في هذا المجال وتحديداً بعد عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والقيام بصفقة تبادل أفرج بموجبها عن مئات الأسرى.

خصوم نتنياهو

من جانبه، توافق المختص في الشأن الإسرائيلي “محمد مصلح” مع سابقه في أن كل المادة الضخمة التي تضخ في الإعلام الإسرائيلي من قبل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تهدف إلى جر المقاومة للكشف عما لديها من أوراق لا سيما في موضوع الأسرى الإسرائيليين لديها.

وأوضح مصلح, أن كل ما يجري الآن مرتبط بشكل أساس بما حدث من الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة من تنافس محموم بين الأحزاب ومحاولة الخصوم التشهير في حزب الليكود برئاسة نتنياهو.

واعتبر أن جزءً كبيراً من اثارة مثل تلك القضايا في الإعلام الإسرائيلي هدفها الضغط على نتنياهو والمؤسسة العسكرية لتقديم المعلومات الكافية عن العدوان الأخير على غزة للرأي العام الإسرائيلي، وتحديداً في قضية الأسرى الذي أعلن مقتلهم، فيما تقول عائلاتهم أنهم أحياء وقيادة الاحتلال تكذب عليهم.

ولم يستبعد مصلح أن يكون هدف ذلك التضخيم الإعلامي حول قدرات المقاومة الفلسطينية هو من أجل تبرير أي عدوان قادم ضد قطاع غزة، حيث أن الكثير من قادة الاحتلال العسكريين قد أعلنوا ذلك صراحةً عبر الإعلام في الآونة الأخيرة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن