ما بعد المصالحة؟ سلام ام استسلام ام انقاذ؟

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم : تمارا حداد

بالأمس شهدت الساحة الفلسطينية خطوة مفصلية نحو المصالحة الفلسطينية بين اكبر تنظيمين فتح وحماس ، خطوة قد تكون لصالح الشعب الفلسطيني مدعومة من قبل قوى دولية وإقليمية.

لا يهم الان خطوة المصالحة المهم ما بعد المصالحة ؟ هل هي لإنقاذ المشروع الوطني ؟ ام سلام اقتصادي واستسلام ؟

المصالحة ضمن مفهومها المحدود بين تنظيمين قد لا يؤسس الى شراكة سياسية حقيقية يشمل الكل الفلسطيني وإنقاذ مشروع بات بين الجمود والضمور، هذه المصالحة تحدثت عن الكثير من القضايا المعابر والأمن وتسليم مهام الحكومة والموظفين وغيرها من القضايا ، ولكن لم تتحدث عن برنامج يؤول الى التحرر او لإنقاذ حقيقي للقضية الفلسطينية .

نحن الان ضمن سياق صفقة القرن ، والمصالحة من حيثيات صفقة القرن سلام بدون امتيازات وبدون حقوق وثوابت ، والقوى الاقليمية والدولية غير معنية اليوم بتأجيج الصراع بل تهدئة ، فهي الان تمرر سلام لتمرير ما تؤول اليه من استغلال الثروات والطاقات في منطقة الشرق الاوسط وهذه الثروات لن تصل اليها بدون تهدئة الوضع الاقليمي فيها والاهم تهدئة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني .

انتهت فترة الفوضى الخلاقة والآن جاء دور الحوار والدبلوماسية ، ليس لصالح القضية الفلسطينية ولا لصالح شعب قدم التضحيات ، عنوان ما يحدث الان هو انقاذ الارهاق الاقتصادي والاجتماعي على حساب القضية الفلسطينية وذوبانها .

ما نراه بالإعلام والصور يختلف عن الواقع فواقع قطاع غزة معقد يصعب وصفه فعشر سنوات من الانقسام ليس بالهينة وليس من السهل حلها بعصا سحرية ، فالمصالحة لم تكن من قناعة الحركتين بل بداعم من قوى اقليمية ودولية وتدخل تلك الدول ، فهل ستنجح ؟ الايام المقبلة تظهر ذلك ، ولكن نأمل ان تكون المصالحة انقاذ لمشروع وطني حقيقي ينقذ القضية الفلسطينية وليس لتمرير صفعة القرن وسلام اقتصادي واستسلام وخضوع بدون حقوق وامتيازات.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن