ما سر تزايد تصريحات العسكريين الإيرانيين العدائية للسعودية؟

سعودية وايران

تصاعدت وتيرة الاتهامات الإيرانية إلى السعودية بشكل لافت خلال الأيام القليلة الماضية، وسط تركيز المسؤولين الإيرانيين على مخاطر أمنية قد تواجهها بلادهم، بسبب هجمات مفاجئة تنفذها جماعات معارضة مسلحة، تقول إيران إن السعودية تدعمها.

وورد اسم السعودية في تصريحات عدة قادة إيرانيين كانوا يتحدثون عن إمكانية تعرض بلادهم لهجمات إرهابية في الفترة المقبلة من قبل المعارضة الكردية المسلحة في شمال غرب البلاد، أو جماعات معارضة قومية ودينية .

وانضم جنرال إيراني بارز، الأحد، إلى زميل آخر له، عندما قال: إن أصابع الاتهام في أي عمل إرهابي محتمل في إيران ستتجه نحو الرياض وباريس، في إشارة إيرانية جديدة إلى مشاركة مسؤول سعودي سابق في اجتماع للمعارضة الإيرانية عقد مؤخرًا في العاصمة الفرنسية باريس.

ويشبه كلام مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، الذي كان يتحدث عن خطر منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة على إيران، تصريحات أخرى لجنرال في الحرس الثوري الإيراني، قال فيها: إن السعودية تدعم من أسماهم بـ”المعارضين الانفصاليين” في إشارة إلى الأكراد.

وقال قائد مقر “حمزة سيد الشهداء” التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال مجيد أرجمند، إن السعودية تدعم “المعارضين الانفصاليين” منذ عدة سنوات، مشيرًا إلى أن القنصلية السعودية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان، أصبحت تحتضن اللقاءات.

وتقول طهران إن الرياض تقف بشكل مباشر خلف حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة، بسبب تدخلها في دول الجوار ودعم جماعات إرهابية مسلحة، وهو الاتهام نفسه الذي توجهه السعودية لإيران وتعتبرها مسؤولة عن كل الحروب في المنطقة، بسبب تطلعاتها الخارجية وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وقلما تحسنت العلاقة بين الرياض وطهران منذ نحو 40 عامًا، لكن العلاقة المتوترة بينهما لم تتجاوز الخلافات السياسية التي تعبر عنها التصريحات الإعلامية أو استدعاء السفراء أو سحبهم، أو دعم قوى متقاتلة في دول الجوار مثل سوريا والعراق ولبنان.

ويقول مراقبون إن التصريحات المتتالية للقادة والجنرالات الإيرانيين في الآونة الأخيرة عن الملف الأمني الداخلي، تعد مؤشرًا على احتمال تعرض إيران بالفعل لهجمات مسلحة تستهدف أماكن مختلفة من البلاد.

ولإيران حدود طويلة مع عدة دول عربية وآسيوية، وظلت هذه الحدود وتضاريسها الصعبة نقطة ضعف للقوات المسلحة الإيرانية، ونقطة قوة لأحزاب وفصائل معارضة تنتقل بين الخارج والداخل.

وفي السياق، قال دبلوماسي خليجي سابق لموقع “إرم نيوز”، إن طهران تخشى على ما يبدو أن تكون البلاد عرضة لهجمات منظمة ومستمرة  في الفترة المقبلة، وهو التفسير المنطقي لتصريحات القادة الإيرانيين الأخيرة.

وأضاف الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن إيران تشهد هجمات مختلفة من فصائل المعارضة بين فترة وأخرى، لاسيما في المناطق الحدودية، لكن تهديدًا جديدًا، طرأ على ما يبدو هو الذي دفع الإيرانيين لهذه الحالة القلقة التي تعبر عنها تصريحاتهم.

وأوضح أنهم يتوقعون كل شيء من جيرانهم السعوديين، منذ تولي الملك سلمان سدة الحكم في المملكة قبل نحو عام ونصف، وتبنيه سياسة المبادرة الخارجية التي بدأها بتشكيل تحالف عربي وإسلامي واسع ما زال مواصلاً عملية عسكرية كبيرة في اليمن.

وجذب رئيس جهاز المخابرات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، أنظار الإيرانيين إليه قبل نحو أسبوعين عندما تصدر الصفوف الأمامية لأحدث مؤتمر تعقده المعارضة الإيرانية خارج البلاد.

وأثار وجود الأمير تركي في مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي في باريس، رد فعل سريعًا من طهران، في مؤشر على إدراك القادة الإيرانيين للتقدم الذي يمكن أن تحققه المعارضة، بعد أن وقف بجانبها الأمير السعودي الذي تعتبره عدوًا ذا قدرة على قراءة الموقف الدولي بشكل دقيق والرد بقوة على أعدائه.

وتقول تقارير غربية، إن الفيصل الذي شغل في السابق منصب رئيس جهاز المخابرات السعودية السابق، وسفير بلاده في واشنطن لسنوات، والذي يوصف بمهندس الثورة السورية يفكر جديًا على مايبدو بتطبيق سيناريو مشابه في إيران.

وكان الفيصل قد ردد في المؤتمر “أنا أيضًا أريد إسقاط النظام الإيراني في رده على هتافات باللغة العربية أطلقها المشاركون في المؤتمر بقولهم “الشعب يريد إسقاط النظام” وهو أشهر شعار رافق احتجاجات الربيع العربي الذي اندلع في عدة دول عربية وانتهى بها الحال إلى حروب أهلية رهيبة.

وقال الفیصل في كلمته بالمؤتمر الذي شاركت فيه شخصيات أمريكية وأوروبية وعربية، لتعلن تأييدها لمشاريع وبرامج المعارضة الإيرانية، إن كفاح المعارضة الإيرانیة ضد المشروع الخمیني، سیبلغ مرماه، عاجلاً أم آجلاً، وأن الانتفاضات في أنحاء إيران اشتعلت، والعالم الإسلامي سیقف معھا قلبًا وقالبًا.

وتقول تقارير غربية متخصصة بالشأن الإيراني، إن ارتفاع صوت المعارضة الإيرانية في الخارج وتصاعد نشاط مؤيديها في الداخل ليتجاوز التدوينات والاحتجاجات إلى تنفيذ هجمات مسلحة في عدة أماكن في البلاد، قد يكون لحظة مناسبة لاندلاع ثورة شاملة في إيران فيما لو وجدت دعمًا دوليًا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن