ما قصة الرجل المضرب عن الطعام لليوم الـ17 على التوالي ؟

8

غزة / تقرير عبدالهادي مسلم

لم يعبأ بالنصائح والمواعظ بأن يفك إضرابه عن الطعام خوفا من تدهور حالته الصحية ولكنه يصر على مواصلته لأنه مقتنع بالقضية العادلة التي من أجلها أعلن إضرابه.

يحاول كل من يزوره ويتضامن معه أن يهمس في أذنيه بأن قضيته لا تجلب له إلا الخسارة وضياع الوقت والحرمان من الطعام، ولكنه يرد عليهم بأنه أقوى من الجميع في إصراره وعزيمته وارادته والتمسك بتحقيق مطالبه.

تتلخص قصة الرجل ذوي الخمس والخمسين عاما، الكابتن فريح أبو ظاهر(أبو شاهر) والتي أصبحت  تتردد على لسان كل مواطن في منطقة سكناه، مخيم المغازي وسط قطاع غزة، بأنه يحب ويعشق ناديه “خدمات المغازي ” منذ أن كان طفلا ثم لاعبا ومشجعا وعضوا في مجلس إدارته وواكب كل البطولات التي توج بها ناديه خاصة في مجال كرة السلة والتنس والقدم وغير ذلك.

الرجل الملقب برئيس ألترس مشجعي المغازي والمشرف الرياضي لم يهن عليه الوضع المالي الصعب الذي يعاني منه ناديه والديون المتراكمة عليه منذ ثمانية سنوات، والتي زادت في الفترة الأخيرة بالرغم من محاولته مع أشخاص غيورين على مصلحة واستمرارية عطاء هذا النادي، الذي كان في فترة من الفترات يتلقى دعما من وكالة الغوث، طرق جميع الأبواب، وناشد المسئولين ورجال الأعمال والوزراء وأعضاء المجلس التشريعي ومسئولي وكالة الغوث بأن يعملوا على انقاذ ناديه العريق والذي أنشأ في أوائل الخمسينات من قبل الأونروا وقاد في فترة من الفترات العمل المقاوم من الهلاك والدمار، ولكن لا حياة لمن تنادي ؟؟

الكابتن فريح أبو ظاهر عضو مجلس إدارة نادي خدمات المغازي الذي تجاوز اضرابه عن الطعام 17 يوما بغية تحقيق مطالب ناديه العادلة بدعمه ماليا أسوة بباقي أندية محافظات الشمال، بدأ جسمه مرحلة الهزل وأصبح أبو ظاهر غير قادر على الحركة وفي ظل أنه يعاني من عدة أمراض أبرزها السكري والضغط، تم استدعاء الإسعاف لخيمته التي يضرب بها عدة مرات ويرفض الذهاب للمستشفى، ويصر على مواصلة إضرابه وهذا ما أجبر الحكيم سليمان الجبالي لتركيب محلول له به أدوية تساهم بالسيطرة على مرض السكري و الضغط .

أبو ظاهر الذي يعمل في جامعة الأزهر منذ 17 عاما، أعلن أنه لن يوقف إضرابه عن الطعام حتى لو كلفه حياته بغية تحقيق مطالب ناديه العادلة من أصحاب القرار أسوة بباقي الأندية، كون أن ناديه يعتبر قلعة رياضية شامخة وحقق عدة بطولات في عدة ألعاب أبرزها احتكاره لبطولات اللعبة الشعبية الثانية كرة السلة والفريق لا يملك ملعب يصلح لممارسة اللعبة في ظل أن أرضية ناديه تآكلت.

أبو ظاهر اختار مكانا لاقامة خيمته فيها في منطقة شبه نائية وبعيدة عن متناول وسائل الأعلام، لكنه يصر على البقاء فيها، وعند سؤاله عن اختياره لهذا المكان أجاب قائلا :” هذا المكان وهو بيارة أبو رشيد شهد  وسطر بطولات على صعيد مقاومة الاحتلال وتعرض للقصف الشديد في العدوان الأخير”، ويضيف “هذا المكان يمثل لي الوحدة الوطنية التي تجتمع كل الفصائل فيها بدون اختلاف “.

ويوضح أبو ظاهر بأن من حق ناديه امتلاك صالة مغطاة كونه أحد أهم و أبرز معاقل لعبة كرة السلة وهناك أندية لا تمتلك اللعبة وتمتلك صالة مغطاة .

القادم لخيمة الكابتن أبو ظاهر يشاهد صورة كبيرة للزعيم الراحل ياسر عرفات مزينة بالعلم الفلسطيني  ولافتة مكتوب عليها “فلسطين أكبر من الجميع “، ويؤم  ممثلي الفصائل الوطنية والإسلامية وممثلي المجتمع المدني والرياضي والوجهاء والمخاتير والمثقفين  خيمته ليعلنوا تضامنه معه في تحقيق مطالبه.

وزاره كذلك ممثل اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وسهيل المشهراوي ممثل مدير عمليات الوكالة بالمحافظة الوسطى واستمعوا لمطالبه ووعود بدراستها والعمل على تلبيتها ولكن بدون نتائج على أرض الواقع وكما يقول أبوظاهر “كلها وعود لا تسمن ولا تغني من جوع “..

الكابتن أبو ظاهر ونتيجة لاصرار زملائه ومحبيه والمتضامنين معه، قرر أن ينقل خيمته إلى مقر خدمات الوكالة وسط المخيم بحكم أن الوكالة هي من المفترض أن تكون المسئولة عن تقديم الدعم للنادي.

صديقه ورفيق دربه والمتواجد معه على مدار الساعة في خيمته صلاح العايدي وصف الكابتن أبو شاهر برمز للوحدة الوطنية، مؤكدا أنه ليس له مطالب شخصيه وأنه من الداعمين من اول يوم لإعلانه الاضراب و ملازم له.

ويضيف العايدي “من حبي لصديقي أبو شاهر وتأيدي لمطالبه العادلة اعطيته الخيمة  التي نصبتها بعد قصف قوات الاحتلال لمنزلي  والتي حصلت عليها من الصليب الأحمر”.

وختم العايدي قائلا :” نحن في نادي خدمات المغازي موحدين خلف أخونا أبو شاهر ولن نتركه لوحده”، محملا المسئولين عن تدهور حالته الصحية في عدم الاستجابة لمطالبه العادلة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن