ما هي تداعيات نشر روسيا مقاتلات في إيران على إسرائيل؟

ما هي تداعيات نشر روسيا مقاتلات في إيران على إسرائيل؟

لن يضير تل أبيب، توثيق التعاون العسكري بين طهران وموسكو في سوريا، لأنه يصب في مصلحتها، لكن ما يقض مضجعها هو تداعيات هذا التعاون، الذي قد يدفع روسيا لتسليح إيران عسكريًا، ودعم برنامجها النووي.

هذا ما ذهبت إليه ورقة بحثية إسرائيلية نشرها معهد بحوث الأمن القومي (inss) التابع لجامعة تل أبيب، وأعدها الباحثان بالمعهد “إفرايم كام” و”تسفي ماجين”، بعنوان “طائرات حربية روسية  تتمركز في إيران لشن هجمات في سوريا”.

والمقاتلات التي تتمركز في إيران من نوعين، هما: مقاتلات طويلة المدى من طراز 3M22-TU ومقاتلات من طراز SU-34. ولم يتطرق البيان إلى عدد  المقاتلات الروسية التي تتمركز في إيران، ولا إلى المدة الزمنية المقررة لعملها من هناك.

ومن أبرز الدلالات التي رصدتها الورقة الإسرائيلية لهذا التطور، أنها تعكس تحسنًا في القدرات الروسية، ولكنها لا تمثل تغيرًا دراماتيكيًا، لأن روسيا يمكنها استخدام طائراتها الثقيلة وكذلك الصواريخ العابرة من أراضيها، وفي كلتا الحالتين ليست هناك حاجة عملياتية ملحة للقتال في سوريا.

ويحتمل أن يكون توقيت تمركز المقاتلات الروسية في إيران مرتبطا بتفاقم الوضع في سوريا والإنجازات التي حققها الثوار في منطقة حلب، ما يتطلب تعاطيًا فوريًا مع الأمر.

وتوقعت الورقة أن يكون هذا التغيير هو نتيجة لتعدد خسائر قوات الحرس الثوري الإيراني والقوات البرية الإيرانية التي تقاتل في سوريا، والتي أدت إلى شكاوى إيرانية بعدم وجود مساهمة كافية من جانب القوات الجوية الروسية في القتال الدائر في سوريا.

ورأت الورقة، أن عمل الطائرات الروسية من إيران هو مظهر آخر على تحسين العلاقات بين روسيا وإيران خلال السنوات الـ5 الأخيرة.

وقد تجلى هذا التحسن في عقد العديد من الاجتماعات بين كبار الشخصيات من كلا الطرفين، وفي التعاون بينهما في القتال في سوريا في محاولة لإنقاذ نظام الأسد، وفي المستقبل المنظور سيتجلى في صفقة الأسلحة الكبرى التي يتم بحثها الآن بين الطرفين وفي تعزيز العلاقات بينهما في المجال النووي وفي مجالات الاقتصاد والتجارة.

وفي هذا السياق، زار إيران الأسبوع الماضي ميخائيل بوجدانوف الممثل الشخصي للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط، وقد أجرى محادثات مع وزير الخارجية الإيراني بشأن توثيق التعاون الإقليمي (ومن بين الموضوعات التي نوقشت خلال المحادثات أيضا المسألة الإسرائيلية- الفلسطينية، والتي توليها روسيا أخيرًا، اهتمامًا متزايدًا).

وقد أُعلن أيضًا أنه من المتوقع أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة إلى إيران خلال نوفمبر المقبل، بالإضافة إلى أنه خلال هذه الأيام تجرى مناورات بحرية واسعة النطاق بالتوازي في البحر المتوسط وبحر قزوين، ويشارك الإيرانيون في مناورات بحر قزوين.

رسالة لأمريكا

ورأت الورقة البحثية، أن التقارب بين روسيا وإيران، حتى بعد عملية تشغيل الطائرات الروسية من إيران، لا يمثل تحالفًا بينهما، وذلك على ضوء تضارب المصالح واختلاف الأهداف وكذلك في ظل مظاهر الخلاف وحالة الارتياب بينهما حتى فيما يتعلق بالملف السوري.

ولكن هذا التحسن يعكس المصالح المشتركة لكلا الطرفين، وحاجة أحدهما للآخر، ورغبتها في توسيع دوائر التعاون في المجالات الرئيسة.

وفي هذا الصدد، هناك أهمية إستراتيجية لتمركز المقاتلات الروسية في إيران وهي: رغبة كل من روسيا وإيران في توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة والغرب، أنهما القوتان صاحبتا الريادة والنفوذ في المنطقة، وأن لهما الدور الرئيس في تشكيل النظام الجديد الذي سينشأ بها.

وفي هذا السياق، ينبغي أن نضيف أن رد الفعل الأمريكي الأولي على الخطوة الروسية- الإيرانية كان قاصرًا، إذ أعلنت مصادر رسمية أمريكية أن واشنطن علمت من قبلُ بنية روسيا العمل من إيران، ولكنها لم تعلم بالتوقيت، وأضافت المصادر أن هذا أمر “مؤسف، ولكنه ليس مفاجئًا”.

كما أكدت الورقة البحثية، أن هناك صلة لتركيا بالسياق الروسي- الإيراني، وذلك على  ضوء تجديد تقاربها من روسيا التي تتحدى الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، تردد أن تركيا معنية بالانخراط في تعاون إقليمي ثلاثي مع كل من روسيا وايران، لكن إذا حدث هذا فسوف يمثل تحديًا للولايات المتحدة ولإسرائيل أيضًا.

من الناحية العملياتية، لن يؤثر تشغيل الطائرات الروسية من إيران نفسها كثيرًا على إسرائيل، فروسيا تهاجم بالفعل التنظيمات الجهادية في سوريا، وهذا في مصلحة إسرائيل، ولا يعني إسرائيل إذا ما انطلقت الطائرات الروسية من روسيا أو من سوريا أو من إيران.

كما أن انطلاق الطائرات من إيران لن يؤثر أيضا على التنسيق العملياتي المتفق عليه بين روسيا وإسرائيل.

لكن الأهم -حسب الورقة- هو السياق العام لتوسيع التعاون بين روسيا وإيران، فإيران تضغط للتوصل إلى صفقة أسلحة كبيرة مع روسيا، التي من المتوقع أن تغيّر مكونات مهمة في قدراتها العسكرية.

وعلى الرغم من أن توريد هذه الأسلحة كان محظورًا بقرار مجلس الأمن الدولي للسنوات المقبلة، إلا أن إيران قد تحاول الاستفادة من استضافتها للطائرات الروسية على أراضيها لإتمام هذه الصفقة. كما أن مشاركة روسيا في توسيع البنية التحتية النووية لإيران والمطروحة على جدول المحادثات بين البلدين تتعارض مع الاهتمام الإسرائيلي.

شكرا لمتابعتكم الخبر في الوطن اليوم ونحيطكم علما بأن محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري ( إرم نيوز) ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر الوطن اليوم .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن