متظاهرون حول العالم ينددون بالصمت الدولي عن إبادة الروهينغا

متظاهرون حول العالم ينددون بالصمت الدولي عن إبادة الروهينغا

 

تواجه حكومة ميانمار انتقادات كبيرة من قِبل فئات كبيرة داخل وخارج العالم الإسلامي؛ بسبب فشلها المتواصل في وقف أعمال العنف الموجهة ضد أقلية الروهينغا، وما تبع ذلك من فرار 123 ألفاً و600 مسلم منهم تجاه بنغلادش مؤخراً، حسب أرقام الأمم المتحدة.

فقد خرج مئات الأشخاص، السبت، بالعاصمة البلجيكية، في مسيرة للتنديد بالصمت الدولي حول ما تتعرض له أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار من قتل وتشريد.

وهتف المتظاهرون في المسيرة، التي نظمتها منظمات غير حكومية أمام البرلمان الأوروبي، بعبارات تناشد المجتمع الدولي بوقف الإبادة الجماعية المرتكبة ضد الروهينغا في ميانمار.

كما أدانت العبارات نظام زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي، “الذي لم يفعل أي شي إزاء أعمال العنف”، التي ترتكب ضد الروهينغا.

وتظاهر الآلاف في مدينة ملبورن بولاية فكتوريا الأسترالية، السبت؛ احتجاجاً على المجازر التي يرتكبها الجيش بحق مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان بميانمار.

وتجمّع المشاركون في التحرك التضامني مع الروهينغا، أمام مكتبة المدينة الرئيسة بدعوة من “مجلس مسلمي فكتوريا”.

وشارك في المظاهرة زعيم حزب الخضر الأسترالي “ريتشارد دي ناتال”، والنائبة الاتحادية عن حزب العمال “ماريا فامفاكينو”، وممثلون عن أحزاب سياسية ومنظمات مدنية عديدة.

وطالب المتظاهرون كافة دول العالم، وعلى رأسها حكومة ميانمار، بإيقاف المجازر بحق المدنيين الأبرياء.

وردد المحتجون شعارات التضامن مع الروهينغا من قبيل “أوقفوا قتل الأراكانيين”، و”نريد العدالة”، و”أنقذوا الأطفال”.

كما رفعوا لافتات كُتبت عليها شعارات مثل “مسلمو أراكان بشر أيضاً”، و”أوقفوا المجازر الجماعية”، و”أوقفوا المجازر ضد الروهينغا”.

والاثنين الماضي، أعلنت جزر المالديف قطع علاقاتها التجارية مع بورما “إلى أن تتخذ حكومة بورما إجراءات تردع الأعمال الوحشية التي تُرتكب ضد الروهينغا المسلمين”، وفق بيان لوزارة الخارجية.

وفي غضون ذلك، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن عدد مسلمي ميانمار، الفارّين من العنف في بلادهم، بلغ خلال أسبوعين 270 ألف شخص توجهوا إلى بنغلادش؛ بحثاً عن ملاذ آمن.

وأعربت المفوضية عن قلقها البالغ إزاء استمرار التقارير التي تفيد بأن المدنيين يموتون وهم يحاولون الفرار إلى أماكن آمنة.

على صعيد العالَمين العربي والإسلامي، بعيداً عن التعاطف الشعبي، الموجود على صفحات التواصل الاجتماعي، مع قضية مسلمي الروهينغا، تبدو الفجوة كبيرة بين ما هو رسمي وما هو شعبي؛ إذ يعتبر ناشطون من الروهينغا أن المنظمات الإسلامية، مثل منظمة التعاون الإسلامي وغيرها، لم تفعل حتى الآن شيئاً من أجل قضيتهم.

وحيث تواجه الدول ذات الأكثرية المسلمة في جنوب شرقي آسيا، ضغوطاً شعبية من قبل مواطنيها، الغاضبين تجاه ما يتعرض له مسلمو الروهينغا، فقد شهدت إندونيسيا مظاهرات حاشدة تنديداً بالانتهاكات بحق الطائفة، كما استُهدفت السفارة البورمية في العاصمة (جاكارتا) بقنبلة حارقة صباح الأحد الماضي، وفق ما أعلنته الشرطة المحلية.

وفي العاصمة الشيشانية غروزني، خرج عشرات الآلاف في مسيرة تضامنية مع الأقلية المسلمة بميانمار، وقدرت وكالة الأنباء الحكومية عدد المتظاهرين بمليون شخص، ووصف رئيس الشيشان، رمضان قاديروف، ما يجري بحق الروهينغا على أنه “إبادة جماعية”، كما خرج متظاهرون أمام سفارة ميانمار في مجموعة من البلدان، كإندونيسيا وباكستان وألمانيا والنمسا.

ففي العاصمة الباكستانية إسلام آباد، نظمت الجماعات الدينية والأحزاب السياسية والطلبة وأعضاء المجتمع المدني مظاهرة يوم الجمعة؛ للتنديد بقمع مسلمي الروهينغا في ميانمار.

وأغلقت إدارة العاصمة كل الطرق المؤدية إلى المنطقة الحمراء، التي تضم البعثات الدبلوماسية؛ خشية أي محاولة من جانب المشاركين في المظاهرة لدخولها، بحسب قناة “جيونيوز” الإخبارية الباكستانية.

ونقلت القناة عن مصادر، لم تسمها، أن شرطة إسلام آباد نشرت نحو 7 آلاف و500 عنصر لتأمين المظاهرة.

وفي ماليزيا، استدعت وزارة الخارجية الماليزية السفير البورمي؛ للتعبير عن قلق الحكومة ممّا يجري، كما اتصلت وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مارسودي، بالمستشارة البورمية أونغ سان سو تشي، حول الموضوع ذاته، ومن المتوقع أن تسافر الوزيرة ذاتها إلى عاصمة بنغلادش لمزيد من التباحث في الموضوع مع حكومة بنغلادش.

كما شهدت العاصمة الأفغانية كابل ومدينتا جلال آباد وهرات مظاهرات احتجاجية على الاضطهاد وعمليات التطهير العرقي التي تمارَس ضد الأقلية المسلمة في ميانمار بولاية أراكان غربي البلاد.

وفي غزة، دعا أحمد بحر، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، في وقفة احتجاجية الشعوب العربية والإسلامية لنصرة مسلمي ميانمار.

وشارك العشرات من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني بقطاع غزة في وقفة؛ تضامناً مع مسلمي الروهينغا، مستنكرين حالة الصمت العالمي تجاه ما يتعرضون له.

وفي إيران، دعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، المجتمع الدولي للتحرك “فوراً” من أجل منع استمرار أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغا.

وكانت شبكة بورما المستقلة لحقوق الإنسان قد أكدت، الأسبوع الماضي، أن الاضطهاد الذي تتعرض له أقلية الروهينغا تدعمه الحكومة وعناصر بين الرهبان البوذيين بالبلاد وجماعات مدنية من غلاة القوميين.

وأضافت المنظمة في تقرير لها: “أتاح الانتقال إلى الديمقراطية لتحيّزات شعبية أثرت على الكيفية التي تحكم بها الحكومة الجديدة و(عمدت) إلى تضخيم الروايات الخطيرة حول المسلمين باعتبارهم أجانب في بورما ذات الأغلبية البوذية”.

ويستند التقرير إلى أكثر من 350 مقابلة مع أشخاص في أكثر من 46 بلدة وقرية خلال فترة مدتها ثمانية أشهر منذ مارس 2016. ولم يصدر أي رد فوري من حكومة ميانمار على التقرير.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن