متى يقرر “الرجل الأول” في غزة إنهاء هزيمة إسرائيل؟!

محمد الضيف

ترجمة خاصة – “محمد الضيف” (الرجل الأول – الرجل الحديدي – رجل حماس الأول – رجل الساعة في حماس)، أسماء وأوصاف لطالما أطلقتها وسائل الإعلام العبرية على القائد الأول في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والذي لم تعرف حتى الآن ملامحه الحقيقية بالرغم من الحرب التي تديرها إسرائيل أمنيا وعسكريا منذ أكثر من 20 عاما من أجل الوصول لهذا الرجل.

تصف القناة العاشرة، الضيف بأنه الرجل الذي صنع للقسام هيبته العسكرية حتى وصل، إلى جانب ما أسمته قائد أركان الكتائب “أحمد الجعبري” الذي اغتيل في نوفمبر 2012، بالكتائب إلى ما هي عليه من تطور عسكري كبير في القدرات التي تمتلكها بالإضافة للتكتيك الذي تظهر به خلال معركة “الجرف الصامد” والتي قابلتها حماس بمعركة “العصف المأكول”.

وحسب القناة، فإن الضيف ورغم بعده عن الإعلام والظهور العلني مثل الجعبري الذي اغتيل ومثل مروان عيسى ورائد سعد والعطار والسنوار، ورغم محاولات اغتياله سابقا 3 مرات إلا أنه لا زال الرجل الأول الذي يتحكم في قرار الحرب والسلم في حماس.

وادعت القناة في فيلم قصير مدته 20 دقيقة وبث عند الثانية فجرا، أن الضيف سعى جاهدا طوال سنوات للوصول بالقسام إلى قوته الحالية، ولا يملك أحد في حماس قرارا كما يملكه وخاصةً في تحديد ضرب الأهداف كما جرى في ضرب تل أبيب ومن ثم حيفا.

وتقول “من عام لآخر يزداد الحساب المفتوح والطويل إلى قيادة تل أبيب في ذمة الرجل الحديدي في حماس، الذي أدمى تل أبيب مرارا وحول شوارعها لحمامات دم إبان التفجيرات التي كانت تستهدف المدينة باستمرار”.

وتضيف عن الضيف “يملك شخصية كاريزمية، تمكنه من أن يبقى القائد الأول، كما يملك قدرات كبيرة في التخفي عن الأنظار حتى أنه لا يزور عائلته ولم يحضر عزاء والدته، وكل محاولات الاغتيال ضده لم تفلح في قتله، إنه أكثر قيادات القسام مهارةً وخطرا بالتأكيد أنه أسفل الأرض يدير العملية الحالية في غزة”. متسائلة في ختام تقريرها “متى يقرر الرجل الأول إنهاء هزيمة إسرائيل؟!.. أم أن تنتهي العملية العسكرية بنصر كبير تحققه إسرائيل باغتياله”.

فيما نشرت صحيفة معاريف العبرية، أمس السبت، تقريرا عن حياة الضيف، وقالت أنه يبلغ من العمر 49 عاما، وولد في خانيونس. حيث بدأ نشاطه العسكري في أيام الانتفاضة الأولى، وانضم لصفوف حماس عام 1989، اعتقلته إسرائيل وقضى في سجنها سنة ونصف. كان الضيف في بداية طريقه في حماس من تلاميذ “يحيى عياش”، وبعد اغتيال عياش سنة 1996، أصبح التلميذ- الذي قد كان رئيس الذراع العسكرية لحماس- على رأس المطلوبين حتى اليوم.

سنة 2001، حاولت إسرائيل اغتيال الضيف للمرة الأولى، لكنه فر ونجا، بعد سنة تمت المحاولة الثانية، بعد ان أطلقت مروحية أباتشي صاروخين نحو مركبة كان يستقلها، أصاب أحدهما الضيف فجُرح، وأصيب في رأسه. خشي الذراع العسكري لحماس أن تحاول إسرائيل إصابة الضيف مرة أخرى ولذلك لم ينقلوه للمستشفى في غزة وإنما لمكان مستتر، واستُدعي حينئذ مسؤول حماس، طبيب الأطفال د. عبد العزيز الرنتيسي (الذي اغتيل سنة 2004) لتقديم العلاج.

بقي الضيف، الذي جُرح بشدة في محاولة الاغتيال على قيد الحياة، واجتاز عملية تأهيل في حركة حماس سنة 2003، بعد أشهر معدودة من عودته لنشاطاته، أجري لقاء سري لقيادة حماس في بيت مروان أبو راس في مدينة غزة، وحضر اللقاء ممن حضر، الضيف، إسماعيل هنية وأحمد ياسين، وبعد معلومات وصلت لإسرائيل، انطلقت طائرة حربية لسلاح الجو لقطاع غزة وأطلقت صاروخا نحو البيت، لكن الصاروخ أصاب الطابق الخطأ للمبنى ونجا كل قادة الحركة ومن بينهم الضيف.

جرت المحاولة الأخيرة لاغتيال الضيف سنة 2006، في منتصف الليل في 12 من تموز، اجتمع قادة القسام في منزل بالقطاع، وأجري الاجتماع في الطابق الأرضي للبيت للظن أن هذا الطابق أكثر أمانا في حال هجوم جوي بعد أن وصلت معلومات في المؤسسة الأمنية عن إجراء اللقاء، أرسِلت طائرة حربية مرة أخرى وألقت بقنبلة على البيت، فقتل عشرة ممن مكث في البيت خلال الهجوم، لكن نجا قادة حماس وجُرح الضيف مرة أخرى، وكما يعرف، انبترت أجزاء من أطرافه العليا والسفلى.

لم يظهر الضيف على الملأ لسنوات عديدة، ويبدو أن حفاظه على أسلوب حياة سريّ أبقاه على قيد الحياة. كما تقول معاريف.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن