مجدلاني يدعو أمام اجتماع حوار الاحزاب العالمية للضغط على الاحتلال

أحمد مجدلاني
أحمد مجدلاني

قال الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. أحمد مجدلاني،بكلمته اليوم السبت، في الحوار رفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية، والذي ينظمه الحزب الشيوعي الصيني بعنوان “بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية وعالم أفضل: مسؤولية الأحزاب”، وبمشاركة قادة نحو300 حزب ومنظمة سياسية من حوالي120 دولة، نؤكد جاهزيتنا للعمل مع الأحزاب السياسية في العالم لتحقيق شعار المنتدى ، ونوجه لكم تحيات الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت آخر وأسوأ احتلال في التاريخ، احتلال يستهدف البشر بالتطهير العرقي عبر القتل والتشريد والاعتقال، كما يستهدف الأرض بالمصادرة واقتلاع سكانها الفلسطينيين لبناء مستوطنات استعمارية،في عملية إحلال تهدف لتشريد الشعب الفلسطيني في نكبة ثانية بعد نكبة عام 1948 التي يعيش نتيجتها أكثر من نصف شعبنا في المنافي وبقاع القارات.

وأضاف د. مجدلاني لقد ناضل شعبنا الفلسطيني وقدم أعظم التضحيات ، ولكنه لم يكن يوما عدميا في رؤيته السياسية حيث وافقت منظمة التحرير الفلسطينية ومنذ عام 1974 على قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بحقوق شعبنا الثابتة في الحرية و تقرير المصير والعودة،كما وافقت منظمة التحرير على الدخول في مفاوضات سياسية مع الاحتلال الإسرائيلي كانت ستفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، إلا أن تصاعد الفاشية والتطرف في الطبقة السياسية “الإسرائيلية” أعاد الصراع إلى المربع الأول عبر تصعيد عمليات القتل والاستيطان والتشريد ووضع العراقيل امام عملية السلام مدعوما بانحياز كامل من جانب الولايات المتحدة راعية السلام الرئيسية .

وتابع د. مجدلاني إن الحرية السياسية للمجتمعات ونيلها حقها في العيش بكرامة وممارسة سيادتها في حدود دولتها تمثل حجر الأساس لتمكين أي حزب أو دولة أو تجمع دولي من المساهمة في تحقيق السلم والتقدم والعدالة الاجتماعية على المستوى العالمي، ومن هنا فانتم مدعوون جميعا للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي لفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 ليتسنى لشعبنا إقامة دولته الحرة المستقلة بعاصمتها القدس، إلى جانب حل قضية اللاجئين على أساس مقررات الشرعية الدولية .

مؤكدا أن مبادرة الحزب الشيوعي الصيني من خلال الدائرة الدولية في اللجنة المركزية لعقد هذا المنتدى تعبر عن مفهوم راقي للسلم العالمي واستبدال الصراع بالحوار لمواجهة التحديات التي تواجه مستقبل البشرية ،وكما تعلمون فان تقارير الأمم المتحدة تشير إلى تحول قطاع غزة إلى منطقة غير صالحة للحياة نتيجة الاحتلال والحصار ،مما يتطلب وقفة دولية جادة لصنع السلام والتنمية المستدامة لشعبنا على أساس الشرعة الدولية.

وتابع د. مجدلاني إن المتغيرات في موازيين القوى الدولية، وسياسات الإدارة الأمريكية الجديدة ، ومحاولاتها التقليل من أعباء نظام الأحادية القطبية المكلف لموازنتها مع الحفاظ على منافعه،ستؤدي لبدايات تشكل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب تكون روسيا والصين إحدى دعائمه نظراً للنمو المتصاعد لاقتصادياتهم ولزيادة نفوذهم في العديد من المناطق،ولابد لهذا النظام لكي ينجح بتجاوز هيمنة نظام الأحادية القطبية،أن يبنى على توازن دقيق في المصالح بين الدول والتكتلات الكبرى وعلى أسس تكفل استبعاد خطر الحروب ،وخلق الظروف المواتية لفرض القانون الدولي والتعاطي مع الشرعية الدولية بمنظار العدل والمساواة وسيادة الدول وتقرير المصير للشعوب بنفس المكاييل والمعايير المطبقة على الجميع، ولا يمكن أن يتم هذا إلا في إطار الأمم المتحدة،بيد أن نجاح الأمم المتحدة في القيام بدورها في صياغة النظام الدولي الجديد على هذه الأسس مرهون بالدرجة الأساس بقدرة هذا المحفل الأممي على إلزام كافة دول العالم باحترام مبادئه وفي مقدمتها السيادة والمساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها بإرادتها الحرة والواعية لحل كافة النزاعات الإقليمية فيما بينها بالطرق السلمية دون التهديد باستخدام القوة ،وعدم الكيل بمكيالين مختلفين بشأن النزاعات الإقليمية ، كما كان واضحا في التعاطي مع قضية فلسطين وغيرها.

متابعا نعتبر تنامي قوة الصين الشعبية وزيادة تأثيرها ونفوذها ، الاقتصادي والسياسي، على المستوى الدولي من شأنه أن يشكل قوة ارتكاز أساسية للحفاظ على السلم العالمي، ويحفظ التوازنات الدولية التي تميل نحو التطرف والانعزالية مع صعود الإدارة الأمريكية الجديدة ، لكن الأهم من كل هذا وذاك، فإن ازدياد قوة الصين من شأنها أن تلعب دورا متزايدا في الشرق الأوسط وبما يضمن المساهمة الفاعلة في دفع عملية السلام وإرسائها على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة وهذا هو موقف الصين الشعبية التي تعبر عنه باستمرار.

واختتم د. مجدلاني بتثمين مبادرة الحزب الشيوعي الصيني بعيدة النظر ، قائلا إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نرى أن يكون هذا اللقاء الحواري دوريا في السنوات المقبلة، وانبثاق لجنة توجيهية عالمية من الأحزاب المشاركة بتمثيل إقليمي أو وفق ما يرى المشاركون، وتشكيل لجان متخصصة للعمل وفق أجندة وموضوعات المنتدى المستهدفة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن