الوطن اليوم / وكالات
لم يرحم توسلات والده وزوجته وهو يطلق عليهما 10 طلقات رصاص من مسدسه الميرى استقرت في جسديهما ببرود أعصاب رهيب حتى فارقا الحياة وهما ينظران اليه غير مصدقين ما فعله ولم يكتف ضابط الشرطة السابق بذلك بل اصاب شقيقه وشقيقته وهما يصارعان الموت حاليا فى إحدى المستشفيات بكفر الشيخ .. لكن ما الذى ادى لهذه المذبحة البشعة التى شهدتها عزبة الكوم بمركز الرياض بكفر الشيخ هذا ما سنتابعه من خلال التحقيق التالى.
عصام شاب فى مقتبل العمر كان يعمل ضابط شرطة فى كفر الشيخ برتبة نقيب ينتمي لعائلة من اعرق العائلات فى مركز الرياض، يحترمهم الجميع لكن عصام كان على عكس اشقائه وافراد عائلته، كانت المشاكل تلاحقه اينما ذهب فهو نموذج للشاب المستهتر، حتى أنه كان لايذهب الى خدمته فى قوات الامن المركزى و دائم العصيان للاوامر التى تصدر اليه من رؤسائه ثم يختفى فترات ويعود فتم نقله الى الامن العام وبسبب عدم التزامه نقل إلى ادارة قوات امن كفر الشيخ ومنها الى مديرية الامن ثم عمل فى قسم شرطة سيدى سالم حتى تم إيداعه للاحتياط لسوء السلوك ولتغيبه الدائم واثناء تسليمه لعهدته ادعى أن مسدسه تم سرقته ليتم اتخاذ الاجراءات القانونية، خرج عصام الى الحياة المدنية فساءت حالته النفسية واصبح دائم الاستدانة من والده وافراد اسرته بعد أن فقد وظيفته الميرى واصبح بدون عمل، فى البداية كان الاب يعطيه الاموال التى يطلبها ثم بدأ فى اخباره بضرورة أن يبحث عن عمل حتى يستطيع ان يعيش منه لكن عصام تلقى كلمات والده باستهتار ولم يبال بها واستمر فى طلب الاموال وكان عندما لايستطيع الحصول على مال من والده يذهب الى زوجة ابيه ويحصل منها على المال الذي يحتاجه حتى جاء يوم الحادث وذهب عصام الى والده فى منزلهم بعزبة الكوم ليطلب منه مبلغا من المال بعد ان استدان من بعض الاشخاص لكن والده الذى يعرف اكثر من غيره بسلوك ابنه السيئ رفض واخبره انه لن يعطيه اى مبلغ لانه اصبح لايطاق، تركه الابن وذهب الى زوجة ابيه ولكنها اخبرته ان والده نبه عليها ان لا تعطيه اى مبلغ، فاستشاط عصام غضبا وأسرع الى والده واخبره انه لن يذهب حتى يحصل على المال الذى جاء من اجله، فنهره الاب ولكنه كان فى حالة عجيبة فأخرج من بين ملابسه مسدسه الميري والذى ادعى سرقته وهدد والده الذي اسرع نحو ابنه صارخا في وجهه: “بترفع عليا مسدس يا عصام انت مش ابنى ولا أعرفك اطلع بره” لكن الاب الذى كان على بعض خطوات قليلة من ابنه لم يتوقع اللحظات القادمة فصوب اليه ابنه المسدس واطلق الرصاص بغزارة فأصيب بسبع رصاصات فى انحاء متفرقة من جسده ليسقط مضرجا فى دمائه وسط صرخات زوجته والتى اسرعت لتلحق زوجها قبل سقوطه على الارض، لكن القاتل عاجلها ب3 طلقات لتسقط هى الاخرى والدماء تنزف من صدرها لتفارق الحياة، واستمر الابن العاق فى اطلاق الرصاص على كل المتواجدين فى المنزل فأصيب شقيقه ايهاب باحدى الرصاصات وطالت واحدة شقيقته الصغرى التى كانت متواجدة فى مكان الحادث برصاصة فى صدرها، بدأت اصوات الاهالى تقترب من المنزل بعد سماعهم اصوات طلقات الرصاص فأسرع عصام بمغادرة المنزل والاختباء داخل احد المنازل المهجورة بالقرب من منزل والده حتى يفكر فى طريقه للهرب من جريمته.
تلقى اللواء عبد الرحمن شرف مدير أمن كفر الشيخ اخطارا من العميد باسم حسين عبدالله مأمور مركز الرياض يفيد ببلاغ اهالى عزبة الكوم بعثورهم على عابدين ع 50 سنه وسومه ش 45 سنه ربة منزل جثتين هامدتين، فانتقل على الفور الرائد هيثم الهياتمى رئيس المباحث الى مكان الجريمة حيث تبين اصابة كل من ايهاب عابدين 25 سنه خريج شريعة وقانون بطلق نارى فى ذراعه الايسر وشقيقته الصغرى هبه بطلق ناري فى الصدر ويصعب استجوابها وبسؤال إيهاب قال ان شقيقه عصام هو من اطلق عليهم الرصاص بسبب رفض والده إعطاءه أموال يصرفها ويعود ليأخذ غيرها منذ تم فصله من جهاز الشرطة وعندما رفض الاب اطلق عليهم الرصاص، تكشفت تفاصيل الجريمة أمام رئيس المباحث حتى أمر مدير الامن بتشكيل فريق بحث لضبط الجانى تحت قيادة العميد اشرف ربيع مدير إدارة البحث الجنائي بكفر الشيخ وبالبحث وسؤال شهود الواقعة قالوا ان المتهم يعانى من حالة نفسية سيئة بعد ان تم فصله من جهاز الشرطة بسبب سوء سلوكه وغيابه الدائم عن مقر عمله بالإضافة الى امتناعه عن تنفيذ الاوامر الموجهة له، ومن خلال احد الشهود تم كشف مكان اختباء المتهم بأحد العقارات المهجورة بالقرب من بيت والده الذى ارتكب فيه الجريمة وعقب تقنين الاجراءات القانونية تمكن العميد محمد عمار رئيس مباحث المديرية والرائد هيثم الهياتمى رئيس مباحث مركز الرياض ومعاونيه النقباء محمد عبدالنبي وأحمد هاشم ومحمد الفقي والملازم اول طارق عبد اللطيف والامين اول عبد الرازق بركات من ضبط المتهم عصام عابدين 32 سنه ضابط شرطة سابق وبمواجهته امام اللواء عبد الرحمن شرف مدير الامن اعترف بارتكاب الجريمة بسبب مروره بضائقة مالية ورفض والده اعطاءه مال فتطورت المناقشة الى اشتباك فأخرج مسدسه واطلق النار عليهم وفر هاربا حتى تم إلقاء القبض عليه وارشد عن مكان السلاح المستخدم فى الجريمة والذى ألقاه اعلى المنزل المجاور لمنزلهم ليتم تحرير محضر بالواقعة وبالعرض على النيابة أمر المستشار أحمد عبد الحي رئيس نيابة الرياض بإشراف المستشار محمد الحلو المحامي العام لنيابات كفر الشيخ حبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيق وانتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثمان القتيلين وتم نقل المصابين الى مستشفى المنصورة العام بسبب سوء حالة المصابة هبه والتى تستدعى حالتها عناية خاصة غير متوفرة فى مستشفى كفر الشيخ العام.
اخبار الحوادث ذهبت الى عزبة الكوم بمركز الرياض والتقينا مع اهالى القرية والذين اعربوا عن صدمتهم بما حدث فالاب كان من الشخصيات المحبوبة والجميع يقدر هذه العائلة إلا المتهم الذى كان منذ صغره وهو يعتبر النشاز فيهم، فكان دائم المشاكل مع الجميع واخلاقه لم تكن على قدر المسئولية التى حملها على عاتقه عندما ادخله والده كلية الشرطة وتخرج منها ثم عمل فى الامن المركزى فكانت مشاكله تصم اذان اهالى القرية جميعهم والذين توقعوا له عدم الاستمرار فى عمله بسبب سلوكه السيئ وهو ما تحقق بالفعل منذ شهر يوليو الماضي حتى اصيب بحالة نفسية جعلته دائم الشجار مع والده حتى وصل الامر الى قتلهم دون ذرة من ضمير وطالبوا بضرورة حصوله على أقسى عقوبة وألا يأخذ القاضي الرحمة بسبب قتله لوالده وزوجته.
محمد طلعت