محتال رسمي

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

كتب : حمدي فراج

الآن بإمكان أي إنسان على وجه البسيطة ، بمن في ذلك نحن الفلسطينيين ، تسمية بنيامين تسيون نتنياهو ، بالمحتال ، بعد أن وجهت دولته هذه التهمة رسميا له على لسان مستشارها القانوني العام مندلبليت .

في الماضي ، كنا نحن وحدنا نعرف أنه كذلك في قضايا المفاوضات دون أن نتمكن من البوح بها بصوت عال ، دون أن يصدقنا أحد ، أبوه واحد من القلائل الذي كان يعرف عندما صرح لوسيلة اعلامية ان ابنه إنما “يضحك” على الفلسطينيين عندما يعدهم بدولة مستقلة .

دونالد ترامب ، واحد آخر من القلائل الذي صدح مؤخرا قبيل اعتماده رسميا بتهمة الاحتيال ، انه “رئيس وزراء عظيم” ، إذن ماذا نكون نحن الشعب الذي يرزح تحت احتلاله ؟ ما كان جورج بوش الصغير قد صدح به عن مجرم الحرب الشهير ارئيل شارون من أنه رجل سلام حقيقي ، وإذا كان التاريخ قد انصفهما ، بوش الصغير كأغبى رئيس في تاريخ الولايات المتحدة ، وشارون كمجرم حرب في مجزرة قبية ومخيمي صبرا وشاتيلا ، فإنه لم “ينصف” بعد دونالد ترامب الذي يتزامن اسباغ تهم الاحتيال والرشوة وخيانة الامانة ازاء نتنياهو مع ما يكشفه محامي ترامب عنه من عنصريته المقيتة ضد ابناء شعبه الملونين الذي ارتوى التراب الأمريكي من دمائهم وعرقهم وكرامتهم حتى اليوم ، وليست مصادفة ان تذهب جائزة الأوسكار هذا العام للفيلم “كتاب أخضر” عن موسيقى أسود مطلع الستينات يدعى للعزف في معظم الولايات الأمريكية في اعرق الصالات والفنادق دون أن يسمح له بتناول الطعام مع المدعوين البيض .

لن يكون من الصعوبة بمكان بعد اليوم ان يكتشف سكان المعمورة ، ومن ضمنها الولايات المتحدة بما تمثل من قوة ومنعة وهيبة ومكانة ، إن العظمة الحقيقية ربما تكمن في معرفة من الذي يتولى قيادة زمامها ، أكثر بكثير مما تمتلك من صواريخ واسلحة دمار شامل ، ما تملكها اليوم دول صغيرة وربما منظمات واحزاب وحركات . العظمة تتمثل أيضا في منع استمرار قيادة الزمام وسرعة التخلص من هذا القياد قبل ان يجر على البلاد والعباد ما فعله الكثيرون في التاريخ حاضرا وساحقا ، فكيف يمكن مواجهة سؤال : ما الفرق بين أدولف هتلر وموسيليني ونيرون من جهة وبين بوش وترامب ونتنياهو من جهة أخرى ، ألم يلمح البابا فرنسيس الى وجه المقاربة تلك بعيد فوز ترامب قبل ثلاث سنوات ؟

ماذا جر المحتال على شعبه منذ انتخابه رئيسا للوزراء قبل تسع سنوات ؟ احراق عائلة بكاملها واعتماد ذلك بطولة ، ليست اول الجرائم المريعة للحياة البشرية ، وليست آخرها ، لا ولا اعتماد جماعة كهانا حزبا شرعيا يطالب علنا وبصوت مرتفع بإبادة الشعب الفلسطيني .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن