محللون: الإرهاب في سيناء جزء من مخطط إسرائيلي لإقامة دولة فلسطينية في الصحراء

شاهد: لحظة هروب مصلين من مسجد الروضة أثناء الهجوم الإرهابي بالعريش

قال خبراء بالجغرافيا والسياسة ان هناك جدية إسرائيلية في إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة وأجزاء من سيناء، مقابل التخلي عن إقامة دولة بالضفة الغربية.

وكشفت وثائق نشرتها هيئة الاذاعة البريطانية “الـ”بي بي سي” موافقة الرئيس المصري السابق حسني مبارك في زيارة الى المملكة المتحدة عام 1982 على اقامة دولة فلسطينية على اجزاء من سيناء، اضافة الى ان التصريحات الاسرائيلية لم تتوقف عن الحديث حول مشروع دولة فلسطين في سيناء، وهو ما نفاه مبارك في بيان صحفي.

وقال رئيس قسم الجغرافيا في جامعة النجاح، الدكتور أحمد رأفت، ان الحديث عن مشروع دولة فلسطينية تمتد من قطاع غزة الى سيناء مشروع قديم يتحدث عن اعطاء الفلسطينيين ما يقارب 720 كلم مربع من أراضي سيناء المحاذية لقطاع غزة، يقابلها منح اسرائيل مصر مساحة مماثلة من صحراء النقب.

وأوضح ان هذه المساحة التي تمتد من منطقة رفح الى منطقة العريش على طول منطقة الحدود الفلسطينية المصرية، بطول وعرض لا يتجاوز 25-30 كلم مربع، وهي مساحة اقل من محافظة الخليل وتفتقر الى الموارد والى المياه، حيث لا تتجاوز نسبة هطول الامطار فيها 100 ملم سنويا، وتوجد فيها انماط زراعية بدائية.

وبين ان الخطة الاسرائيلية تقضي بتوطين الفلسطينيين في هذه المساحة الجغرافية، وتزويدها بمطار وميناء اضافة الى الاستفادة من عائدات الغاز الموجود على شواطئ القطاع لدعم اقتصاد هذه الدولة، واقامة مشاريع اقتصادية من قبل مانحين عرب لتحسين وضع الحياة في هذه الدولة، وبالمقابل سيقلص وجود الفلسطينيين في الضفة الغربية عبر تجمعات سكانية مغلقة، ويتم الاستيلاء على الاغوار.

ويقول رافت ان “الخطة الاسرائيلية تأتي لمواجهة التفوق الديموغرافي الفلسطيني، حيث يتساوى هذا العام عدد الفلسطينيين واليهود في فلسطين، مقابل نفاذ مخزون الهجرة اليهودية من اليهود الاوروبيين (من الطبقة العليا) وما تبقى هم من يهود من الهند وتشيلي (الطبقات الدنيا).

وتتزامن هذه الخطة مع منح تسهيلات لسكان الضفة الغربية بالهجرة الى اوروبا واستراليا وكندا لضمان التفوق الديمغرافي اليهودي، مستبعدا امكانية قبول الفلسطينيين بمثل هذا الطرح.

من جهته، قال المختص بالشؤون الاسرائيلية، عدنان ابو عامر ، انه من الواضح منذ فترة طويلة ان اسرائيل تفكر بالحل النهائي مع الفلسطينيين عبر التخلص منهم بالدول المجاورة، وانه خلال الاشهر الماضية ازداد الحديث عن هذه التوجهات سواء عبر تصريحات او تسريبات عن وجود مباحثات جدية لاقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة تمتد الى سيناء مقابل منع اقامة دولة في الضفة الغربية.

وبين ان هذا التوجه اصبح جديا من قبل الاوساط الاسرائيلية مستغلة الظرف العربي وما يجري في المنطقة من حروب وتقسيمات، مشيرا الى ان تصريحات نائبة وزير الخارجية الاسرائيلية حول توطين الفلسطينيين في سيناء تؤشر الى ان القضية لم تعد محض دراسات وتوصيات بل باتت تناقش في دائرة صنع القرار الاسرائيلي.

وتستند الاوساط الاسرائيلية في طرحها “على امكانية تكرار صفقة بيع جزيرتي “تيران وصنافير” الى السعودية، أو استئجار اراض في سيناء لصالح اقامة دولة فلسطينية، علي ان تقوم الدول الخليجية بتمويل هذا المشروع، بالاضافة الى امريكا، واوروبا” .

ولا يعتقد أبو عامر “ان القيادة الفلسطينية من الممكن ان تقبل بمثل هذا الطرح، حيث اعربت عن رفضها بشدة لهذه التوجهات، لكن ليس كل ما يرفضه الفلسطينيون يستطيعون الثبات عليه فقد تكون هناك ضغوطات واغراءات تفوق قدرة السلطة على الرفض”.

وفي السياق، يرى استاذ العلوم السياسية، الدكتور غسان الخطيب، ان الحديث عن اقامة دولة فلسطينية في سيناء يأتي في سياق الهروب الاسرائيلي من الاستحقاق القانوني والسياسي بضرورة انهاء الاحتلال، وقال ان “الشعب الفلسطيني لن يقبل بوطن بديل، اضافة الى ان الشعب المصري لن يقبل باقتطاع جزء من اراضيه”.

وقال المحلل السياسي، طلال عوكل ان “اقامة دولة فلسطينية على جزء من الاراضي المصرية هو مخطط اسرائيلي جدي، وان ما يجري من ارهاب وترويع للمواطنين من قبل الجماعات الارهابية هدفه تهجير السكان وتهيئتها للمشروع الاسرائيلي باقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة ويمتد جزء منها على اراضي سيناء”.

واضاف عوكل ” لكن النظام المصري الحالي مختلف عن نظام وعهد حسني مبارك السابق الذي ابدى بحسب وثائق /بي بي سي/ قبولا بمثل هذا النوع من الطرح، حيث قال الرئيس السيسي قبل ايام في تصريحات له /انه لن يتم التفريط باي شبر من ارض مصر/ وهذا قد يؤشر انه رد على شيء ما في هذا السياق”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن