مخيم اليرموك: عاصمة الشتات الفلسطيني

اليرموك

غزة / الوطن اليوم

عتبر مخيم اليرموك أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا وفي الشتات عامة، وأطلق عليه لقب ‘عاصمة الشتات’، حيث بلغ عدد سكانه قبل بدء الأزمة السورية نحو 160 ألف لاجئ فلسطيني، إضافة إلى آلاف أخرى من السوريين الذين سكنوا المخيم ومعظمهم من الطبقة الفقيرة جدًا.

أنشئ مخيم اليرموك عام 1957 على بعد نحو 25 كيلومترًا جنوب مركز دمشق، وكان يبعد حينها نحو 8 كيلومترات عن المدينة، في المنطقة المعروفة باسم الشاغور والبساتين في ريف دمشق، لكنه اليوم يعتبر أحد أحياء دمشق جغرافيًا بعدما توسعت المدينة بشكل كبير.

ويعتبر اليرموك مخيمًا مختلفًا عن باقي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حيث سكن اللاجئون في بيوت من الإسمنت وخطط المخيم بشكل متمدن وبنيت أحياؤه على النمط المسمى رقعة الشطرنج، أي على شكل مربعات سكنية، في البداية كان يمنع بناء أكثر من طابقين (8 أمتار)، لكن لاحقًا أصبح العمران أكثر ارتفاعًا.

وتشرف على المخيم بلدية اليرموك، التي تأسست عام 1964، وتتحمل مسؤولية تقديم الخدمات لسكان المخيم ومستلزمات الحياة الأساسية، إضافة إلى الإشراف على المدارس التي تتبع معظمها للأونروا.

في عام 2011، ومع اندلاع الثورة السورية وقبل تحولها لأزمة دامية، كان مخيم اليرموك بعيدًا عن الأضواء ولم يدخل الأحداث، بل شكل مأوى للنازحين من بيوتهم من الشعب السوري في الأحياء الجنوبية لدمشق. وفي شهر كانون أول (ديسمبر) عام 2012، أي بعد نحو سنة ونصف من بدء الأحداث، بدأ النظام السوري بقصف مخيم اليرموك بذريعة إيواء فصائل معارضة للنظام.

وضرب النظام السوري حصارًا شديدًا ومحكمًا على المخيم يوم 26 كانون أول 2012، ومنع دخول المواد الغذائية والمعونات الطبية، ولا يزال الحصار مستمرًا حتى اليوم. في بداية الأزمة كانت في مخيم اليرموك أربع مستشفيات فاعلة والعديد من العيادات والمستوصفات، وبعد سنة ونيف توقفت معظمها عن العمل بسبب شح المواد الطبية وعدم توفر الكهرباء والماء، اللذان قطعهما النظام عن المخيم كجزء من حصاره.

منذ بدء الحصار نزح ما يزيد عن 140 ألف لاجئ من المخيم، وبقي في المخيم نحو 18 ألفًا فقط حتى يوم 31 آذار (مارس) 2015، هو اليوم الذي اقتحم فيه تنظيم ‘داعش’ الإرهابي مخيم اليرموك مساندًا من قبل ‘جبهة النصرة’ وفصائل إرهابية أخرى، وتضاربت الأنباء حول عدد اللذين نزحوا في الأسبوع الأخير، وتراوحت التقديرات بين 900 حتى 8 آلاف لاجئ.

واليوم، يقبع مخيم اليرموك محاصرًا بين ‘داعش’ و’النصرة’ من جهة، وبين قوات النظام السوري وميليشيات الشبيحة وغيرها من ناحية أخرى، ويجري قصفه بقذائف أرض – أرض والبراميل المتفجرة يوميًا، فيما يدافع عنه فقط مقاتلو ‘أكناف بيت المقدس’ بعد أن تركته باقي الفصائل. ولا يزال المخيم بلا ماء ولا كهرباء، وحتى المواد الغذائية يحصلون عليها من الأحياء المجاورة مثل يلدا وبيت سحم، وطال القصف الأحياء السكنية كلها، ووصل حد قصف مقبرة الشهداء في المخيم.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن