مركز إسرائيلي: الحرب القادمة حماس ستكون أخطر وأكثر استعدادا ومشكلتنا في الأماكن المكتظة

دولة تتوسط لهدنة طويلة بين حركة حماس وإسرائيل والأخيرة تدرس

رأى الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط غابي سيبوني إنه في جولة القتال القادمة ستكون حماس مستعدة أكثر مما سبق، وأخطر مما سبق أيضا، ذلك أن نتائج الحرب الأخيرة ضد قطاع غزة، صيف العام 2014، واستخلاص التنظيم لعبرها باتت معروفة جدًا في أساليب عملها في كل مواجهة جديدة، مُضيفًا في الوقت عينه أن هذه المعلومة يجب أن تؤخذ بالحسبان عند التقدير فيما إذا كان الهدف الإسرائيلي الذي وضعته تل أبيب في المواجهة الأخيرة مع حماس، تأسيس ردع طويل الأمد في مواجهة التنظيم، قد تحقق فعلًا.

سيبوني، الذي كان قائد وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، ويعمل اليوم باحثا كبيرا في مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) لفت إلى أنه من الواضح اليوم أن التنظيم مستعد جيدا للمواجهة القادمة، يُرمم ويبني من جديد، وبشكل حثيث، قوته وبناه التحتية والعسكرية، في حين أنه من المتوقع ألا تغير حماس بشكل دراماتيكي عقيدتها القتالية صوب المواجهة القادمة، ولكن نُقدر أنها تعمل جاهدة على تحسينها وتقويتها من خلال استيعاب وتطبيق العبر التي استفادتها منذ دخول وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب في صيف العام 2014 حيز التنفيذ. ورأى أيضًا أنه من المفترض استمرار التنظيم في حفر الأنفاق في محاولة لإنزال المفاجأة بإسرائيل مرة أخرى بهدف تدفيعها ثمنًا باهظًا، على حد تعبيره.

وشدد على أن جيش الاحتلال يواجه عدوا يعمل من داخل مناطق آهلة مدنية غير مشاركة، مع إطلاق نار مائل المسار على مناطق مدنية في إسرائيل، مشيرا إلى أن تل أبيب تشهد في السنوات الأخيرة زيادة قوة المنظمات التي هي ليست دولا، مثل حزب الله وحماس، إذ أنهما تزيدان القدرات النارية المائلة المسار في جميع المعايير: بالكمية والمدى والقدرة على الدمار والدقّة الشديدة.

وبحسبه، فإن تطورات هذا التهديد تُحتم على الجيش الإسرائيلي أن يطور ردا مناسبا لحالة تنشب فيها جولة مواجهة عنيفة، مع الإدراك أن وضع الدولة العبرية الإستراتيجي لا يمكن الجيش الإسرائيلي من إحراز تغيير عميق يُبطل التهديد كليا ومع عدم وجود حل سياسي للصراع.

وبرأيه، فإن الرد العسكري يجب أن يكون مبنيا على عنصرين أساسيين: الأول هو بناء الردع من جديد، خلافا لذلك الذي انهار مع نشوب الحرب، وهكذا يتم تأخير المواجهة القادمة سنين، ويتم إحراز هذا العنصر بضربة قوية تُسدد للعدو وتتركه يواجه مسارات إعادة بناء طويلة.

والعنصر الثاني هو مضاءلة مدة القتال ومقدار الضرر الذي سيصيب إسرائيل أثناء المواجهة المحتملة، ولفت إلى أنه يتم إحراز هذا العنصر بمداورة سريعة وقوية في مناطق إطلاق النار مع استعمال نار موجهة على مصادر تهديد العدو، وفي النهاية أيضًا القدرات الدفاعية السلبية والفعالة، لتحسين القدرات على التحمل وإعادة البناء السريع للجبهة المدنية.

وتطرق الباحث إلى أن نشاط الجيش الإسرائيلي في ميداني القتال الشمالي والجنوبي يوجب القتال في مناطق مزدحمةٍ، في استعمال النار وفي الحاجة إلى مداورة في هذه المناطق، ويحتم هذا بناء تصور نظري ملائم يمكن الجيش الإسرائيلي من توجيه ضربة قاصمة للعدو، مع مضاءلة الأضرار التي ستلحق بغير المشاركين في القتال.

وبحسب سيبوني، فإن إحدى الوسائل التي تمكن من هذا التفريق هي إجلاء السكان غير المشاركين في القتال عن منطقة القتال، وبهذا يقل عدد المدنيين غير المشاركين في القتال الذين سيصابون، مشيرا إلى أن تجربة حرب لبنان الثانية بينت أن الجيش الإسرائيلي يعمل بطريقة ذات ثلاث مراحل: الأولى تهاجم، مع وجود السكان، أهداف هي تهديد حقيقي مباشر لمواطني الدولة، وفي الثانية يُطلب إلى السكان في منطقة القتال أن يرحلوا لحماية أنفسهم، وفي الثالثة فقط يُجرى هجوم ومداورة واسعان إلى داخل المنطقة.

ولفت أيضا إلى أن موافقة حكومة لبنان على إقامة مواقع عسكرية داخل محيط مدني يجب أن تضيء مصباحا احمر لدى المجتمع الدولي، وينبغي تحميلها المسؤولية حكومة لبنان، وعليها أن تتحقق من أن المواطنين غير المشاركين بعيدون عن منطقة المعارك لحمايتهم، على حد تعبيره.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن