مستشار أردوغان/ أهالي قطاع غزة سيشهدون “نتائج ملموسة”

إبراهيم كالين
إبراهيم كالين

قال إبراهيم كالين كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تطبيع بلاده علاقاتها الثنائية مع كل من إسرائيل وروسيا مؤخرا ستكون له آثاره الإيجابية على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا وفلسطين.

ففي مقال نشرته صحيفة “ديلي صباح” التركية، كتب المستشار قائلا إن أنقرة أطلقت في الآونة الأخيرة “مبادرتين دبلوماسيتين تاريخيتين” من شأنهما تحسين علاقاتها مع كل من إسرائيل وروسيا، وإن الأيام ستثبت أن لهما “تأثيرا إيجابيا” على المنطقة.

وأعرب عن احتمال أن تساعد المبادرتان في حل المشاكل “التي طال أمدها في فلسطين وسوريا فضلا عن مكافحة الإرهاب الذي يتسبب به تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني”.

وكانت أنقرة وتل أبيب قد وقعتا يوم 29 يونيو/حزيران اتفاقا لتطبيع العلاقات.

وقال كالين إن الاتفاق يلبي شرطين من شروط تركيا وهما تعويض إسرائيل لأسر ضحايا السفينة التركية (مافي مرمرة) وتخفيف الحصار الإسرائيلي على غزة، وهو ما سيفضي بدوره إلى تحسين الظروف المعيشية لسكان القطاع.

وكشف مستشار الرئيس أن فريقا من الخبراء التقنيين الأتراك سيتوجه إلى غزة لدراسة البنية التحتية للمياه والكهرباء، على أن يبدأ العمل في هذا المجال قريبا.

وقال أيضا إن تركيا ستفرغ من تنفيذ المشاريع القائمة، ومن بينها مستشفى غزة والسكن الاجتماعي للأسر التي تعرضت منازلها للتدمير إبان الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة.

وبشَّر كالين أهالي غزة بأنهم سيشهدون “نتائج ملموسة” في حياتهم اليومية بفضل الاتفاق التركي الإسرائيلي.

فعلى الجانب السياسي -والحديث للمستشار- ستواصل تركيا دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولته المستقلة وإنهاء الاحتلال، كما ستستمر في الاحتفاظ بعلاقاتها مع كافة الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعلى صعيد العلاقات التركية الروسية، أشار كالين إلى أن تطبيع العلاقات جاء بمثابة “مفاجأة للكثيرين” مؤكدا أن المساعي الرامية لتجاوز أزمة إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 كانت ماضية لعدة أشهر.

وأشار الكاتب في مقاله في هذا الصدد إلى الرسالة التي بعثها أردوغان إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين وأعرب فيها عن “أسفه وحزنه” على مقتل الطيار الروسي، مضيفا أن الزعيمين اتخذا “خطوة شجاعة” لتطبيع العلاقات.

وأوضح كالين أن العلاقات التركية الروسية ستشهد “فصلا جديدا” يتعلق بمستقبل الحرب السورية ومكافحة “الإرهاب”.

وفي هذا الصدد، اتفق أردوغان وبوتين على العمل في الاتجاهين وتوجيه فرق المتابعة الميدانية.

واعتبر الكاتب ذلك “تطورا هاما سيكون له تأثير كبير على الوضع المتدهور في سوريا” حيث يتعثر اتفاق وقف إطلاق النار، ويرفض النظام السوري إجراء محادثات بشأن عملية الانتقال السياسي.

وشدد على أن موقف تركيا من الحرب السورية ومستقبل الرئيس بشار الأسد “معروف” مشيرا إلى تجدد المساعي التركية الروسية لاحتواء الموقف هناك، وهو ما سيساعد أنقرة في “مكافحة أكثر فعالية ضد إرهاب تنظيم الدولة القادم من الأراضي السورية”.

ويرى كالين أنه “ليس من قبيل الصدفة أن الهجوم الإرهابي على مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول جاء بعد يوم واحد من أعلن الاتفاقين مع كل من إسرائيل وروسيا”.

وقال كذلك إن تنظيم الدولة هو بالتأكيد ضد الاتفاقين كليهما، ومن ثم فهو يعتبر تركيا “هدفا إستراتيجيا” لهجماته.

وأكد كالين أن تركيا ستواصل اتخاذ ما سماها تدابير حازمة ضد “هذه المنظمة الإرهابية” وستظل تنسق جهودها مع الولايات المتحدة والآن مع روسيا.

وخلص إلى أن تحرك تركيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وروسيا يجيئ في الوقت المناسب وعلى أساس مبادئ المصالح المتبادلة والاحترام والتعاون الإقليمي والسلام والأمن.

وختم الكاتب بالقول إنه في ظل الوضع “المؤلم” في الشرق الأوسط وحول العالم، فإن “هذا المتنفس كان مطلوبا بالتأكيد لمعالجة عدد من القضايا الملحة والضاغطة”. حسب ما نشره موقع “الجزيرة نت”

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن