مسلمو “الروهينغا” في رمضان.. بين السجن والتعذيب والإستئصال الممنهج

الروهينغا أكثر الشعوب تعرضاً للظلم في العالم”.. ليس هذا تعبيراً مجازياً، وإنما هو توصيف أطلقته منظمة الأمم المتحدة على الأقلية المسلمة التي تعيش في إقليم أراكان غربي ميانمار، المعروفة بـ”الروهينغا”، التي تتعرض لأبشع صور التمييز، بل والاستئصال الممنهج، لا لشيء إلا لأنهم مسلمون.
وطيلة السنوات الماضية واجه الروهينغا القتل والتعذيب والحرق، حتى ركب الآلاف منهم قوارب لا يعرفون إن كانت ستأخذهم إلى الموت أم إلى السجن أم إلى مخيم ينتهك حقوقهم كبشر على مسمع ومرأى من العالم كله.

تعذيب مسلمو الروهينغا

وبصفة عامة، يعاني نحو مليون ونصف المليون مسلم في ميانمار من سياسات تشبه الفصل العنصري، فهم محرومون من الحصول على الجنسية وحرية التنقل، والأكثر إيلاماً ما تعانيه أقلية الروهينغا من قيود على الحركة والعمل والسفر، حيث لا يسمح لهم بالتحرك بحرية بين ولايات ومقاطعات ميانمار.

حرمان وتنكيل

ومع دخول شهر رمضان الكريم، يحاول عشرات الآلاف من الروهينغيين ترتيب حياتهم في المخيمات التي أقيمت لهم خارج مدينة “سِتْوي” في إقليم أركان، بعد مرور أكثر من أربعة أعوام على الأزمة التي أشعلها عدم اعتراف السلطات بحقهم في المواطنة.
ولا تتوافر كثير من التفاصيل عن حياة مئات آلاف آخرين من سكان أراكان، خلال هذه الأيام، كما لا ترصد الصحافة العالمية معاناتهم خلال هذا الشهر الكريم، لأسباب سياسية أو أمنية؛ فحكومة ميانمار تبدي تشدداً كبيراً في مسألة السماح للصحفيين بالوصول إلى هؤلاء الناس والتحدث معهم.

مسلمو الروهينغا

لكن ما يرشح من أخبار يعكس أوضاعاً سيئة يواجهها الروهينغا في مخيماتهم التي يسعون للتأقلم مع الحياة فيها، وكسب العيش من دون الاعتماد على المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية، ورغم شظف العيش، ومصادرة الحقوق، فإن بعضهم ما زال يأمل في العودة يوماً لبيته ونيل حقوقه كمواطن.
ويرى الروهينغيون أنه لا أمل لهم الآن سوى بناء حياتهم في ظل واقعهم الجديد، في الوقت الذي تصر فيه السلطات على تجاهلهم وعدم الاعتراف بحقوقهم في المواطنة.

مسمات من الروهينغا

بعضهم يعمل في الحدادة، وآخرون يعملون في الزراعة، وتعمل النساء في حياكة الملابس، لا يبتغون إلا الحصول على قليل من الطعام، يضمن لهم ولصغارهم الحياة لحين البت في أمرهم.
ومع دخول الشهر الكريم صعدت السلطات في ميانمار من وتيرة اعتداءاتها على الروهنغيين، وتعمدت إهانتهم بالضرب، ودهمت منازلهم، واعتقلت كثيرين منهم عشوائياً، وذلك وفق تصريحات صحفية لعضو المركز الإعلامي الروهنغي، محمد ذكير.
وأشار ذكير إلى أن السجون الحكومية في أراكان “تضم مئات المعتقلين الروهنغيين دون توجيه تهم إليهم أو محاكمتهم، ويقبعون داخلها تحت التعذيب منذ أحداث العنف الطائفي التي وقعت في 2012”.
وتناقلت مواقع إخبارية صوراً لمحتجزين من الروهينغا في أحد سجون ميانمار، وتوضح الصور جنوداً من الجيش البورمي يحملون أسلحة ويعنفون السجناء المكبلين تارة، ويكشفون عن عورات سجينات في المعتقل.
وفي محاولة للفت أنظار العالم إلى ما يتعرض له مسلمو الروهينغا، أطلق ناشطون أركانيون وسماً على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” حمل اسم #محاكم_التفتيش_البوذية.

رفع الطوارئ

وبموجب قانون الطوارئ منعت الحكومة الروهينغا، منذ عام 2012، من إقامة صلاة التراويح خلال شهر رمضان، ولا يعرف هل كان رفع حالة الطوارئ في مارس/آذار الماضي قد ترتب عليه استعادة المسلمين حقهم في إقامة الصلاة أم لا، لكن رفض برلمان ميانمار، في 21 مايو/أيار الماضي، مقترحاً بمنح الجنسية للمسلمين الروهينغيين بوصفهم “بنغاليين”، ربما يشير إلى استمرار منع إقامة الشعائر الدينية خلال الشهر الكريم.
وكان المدافعون عن حقوق الإنسان يتوقعون أن تتخذ “أونغ سان سو تشي”، حاملة جائزة نوبل للسلام، التي تعد القائدة الفعلية للحكومة الجديدة المنتخبة، خطوة إزاء معاناة مسلمي الروهينغا، وأن تقوم وحزبها بتفكيك التدابير القمعية ضدهم، ولكنها لم تحرك ساكناً، وفق ما قالته صحيفة “لوس أنجلس تايم” الأمريكية، التي أكدت في مايو/أيار الماضي أن “الروهينغا من بين أكثر الأقليات تعرضاً للتمييز والاضطهاد في العالم؛ لأنهم يتعرضون لأعمال عنف طائفي منذ سنوات، وهم محرومون من أبسط حقوق الإنسان، من ضمنها حقهم بالمواطنة وحرية العبادة والتعليم والزواج والسفر، وأن أكثر من مئة ألف منهم يعيشون حياة التشرد”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن