مشاريع استيطانية تنهش أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية

المستوطنات
المستوطنات

نور الدين صالح

يوما بعد يوم، يكشف الاحتلال الاسرائيلي المزيد من مخططاته الإجرامية التي ينهش عبرها أراضي المواطنين في الضفة الغربية المحتلة، مكثفاً وتيرة الاستيطان الرامية إلى طرد الفلسطينيين وضم أراضيهم لسيادته المزعومة.

ومن الواضح أن الاحتلال يبذل كل جهوده ويسخر كل امكانياته، من أجل السيطرة على الضفة، وطرد سكانها، ويتزامن ذلك مع تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الداعم لفكرة الاستيطان بما فتح شهية الاحتلال للتغول على مدن الضفة وتوطين المستوطنين بدلاً منهم.

وتستمر حكومة الاحتلال في هذا التغول، ضاربةً بعرض الحائط قرار مجلس الأمن 2334 الداعي إلى الوقف الفوري والكامل للاستيطان (الإسرائيلي) على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

خطة ضخمة

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن “خطة ضخمة” تتجه الحكومة الاسرائيلية للعمل بها، بدعوى “تطوير المواصلات” بالضفة. وقال عوفر بتروسبيرج، مراسل يديعوت، أن الحكومة ستستثمر 5 مليار شيكل لإقامة بنية تحتية للنقل والمواصلات في الضفة، تشتمل على حفر أنفاق وطرق مواصلات جديدة، وقطارات خفيفة، وطرق للحافلات العامة، كما تشتمل على توسيع الشوارع والطرقات الموجودة حالية وإعادة تسوية الطرق وربطها لتصبح طرقا سريعة تربط التجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة بمدن منطقة جوش دان و(تل ابيب) والقدس.

وزعم أن الهدف من وراء “هذا المشروع العملاق”، حل مشكلة الاختناقات المرورية، وتحسين اجراءات السلامة، والربط المباشر بين القدس والمستوطنات المحيطة بها، لكن المقصود بالمشروع ضم غير معلن، لكن واقعي على الأرض للضفة الغربية إلى الكيان العبري.

ويأتي هذا المشروع بعد أيام من المصادقة على “المشروع الضخم” القاضي ببناء 2500 شقة في التجمعات الاستيطانية الكبيرة بالضفة. ونقلت يديعوت عن وزير المواصلات الإسرائيلي “كاتس”، قوله: إن المشروع يرمي إلى “خدمة السكان الاسرائيليين والفلسطينيين على وجه المساواة، وكذلك تطوير المستوطنات في الضفة الغربية والقدس”، على حد زعمه.

تهويد المدن

خضر الدبس منسق اللجنة الوطنية لمقاومة التهويد بالضفة، أكد أن الاحتلال يحاول تهويد كل المدن الفلسطينية، وإبقاءها محصورة من خلال ربط المستوطنات (الإسرائيلية) ببعضها البعض.

وأوضح الدبس ، أن الاحتلال يسعى لخلق حالة من التواصل الجغرافي بين المستوطنات، وإقصاء المدن الفلسطينية، من أجل تسهيل تنقل المستوطنين في المدن دون الاضطرار للمرور في الأراضي الفلسطينية.

الجدير ذكره، أن حكومة الاحتلال أعلنت عن تنفيذ مشروع ربط حائط البراق بخط القطار القادم من تل أبيب. وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن حكومة الاحتلال لا تزال تبحث عن خيارات لمكان مرور خط القطار تحت البلدة القديمة أو تحت أسوارها بعمق 50 متراً وصولاً إلى حائط البراق.

ويقضي هذا المخطط بإقامة محطة قطار تحت الأرض بالقرب من حائط البراق، يطلق عليها اسم “محطة الحائط المبكى”، بحسب زعمهم.

وشدد على أن الاحتلال أدار ظهره للعالم أجمع، ويستمر في بناء المستوطنات، مشيراً إلى أنه لا يعنيه حل الدولتين أو إقامة دولة مستقلة، ويتمنى خروج جميع الفلسطينيين.

خطة مبرمجة

المختص في الشأن الإسرائيلي علاء خضر، قال: “إن هناك خطة مبرمجة تسير عليها حكومة الاحتلال”، معتبراً حديثه عن حل الأزمة المرورية “ضرب من العبث”. وأوضح خضر في حديثه مع “الرسالة”، أن الاحتلال يحاول ضم الأحياء الفلسطينية تحت السيطرة الإسرائيلية، مشيراً إلى محاولاته لخلق واقع ديمغرافي جديد في الضفة.

وبيّن أن حكومة نتنياهو “متطرفة” ويهمها فقط إرضاء المستوطنين، وتوطينهم في المدن الفلسطينية، من أجل تشكيل كوتة لها خلال أي انتخابات مقبلة، لافتاً إلى أنها تستغل الانشغال العربي والفلسطيني المنقسم لفرض وقائع جديدة.

وفيما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية، فأكد خضر أن هذه المسألة أصبحت وراء ظهر الاحتلال، مستبعداً إقامة دولة فلسطينية “على الإطلاق” في ظل الواقع الفلسطيني الحالي.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن