معادلة.. ثم ماذا بعد، طير الوعد؟

حمدي فراج

بقلم: حمدي فراج

أما وقد توصلت ايران وامريكا، ومعهما منظومة الثقل العالمي في اوروبا واسيا وافريقيا، الى الاتفاق المنشود بشأن الملف النووي والذي شكل كابوسا ثقيلا للدولة العبرية ومن استطاعت خداعه وتضليله من أنظمة عربية في المنطقة، فهل حقا سينزع الاتفاق صاعق الخطر، وهل ستدخل المنطقة خاصة، وربوع العالم عامة، مرحلة جديدة من الاستقرار والامن والرغد والمحبة والتعاون والرقي؟

لن نذهب الى السؤال التالي، ان كان هذا الاتفاق الذي اعلن ان مجلس الامن الدولي سيصادق عليه فورا، سيعكس نفسه ايجابا على قضايا اخرى ربما تكون اكثر تعقيدا، مثل الملف اليمني الذي يشهد اليوم تطورا دراماتيكيا، او الفلسطيني الذي من الواضح انه غادر المفاوضات العبثية وغير العبثية الى غير رجعة بعد ان نفذ الفلسطينيون تهديداتهم الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية مقدمة لمحاسبة اسرائيل على جرائمها واعتداءاتها التي لا تتوقف. او اقفال صفحة مقيتة من الاصطفاف الطائفي المقيت، وبالتحديد الشيعي الذي تمثله ايران والسني الذي تمثله السعودية.

لن يتغير شيئا من كل ذلك، وفقا لما ورد مرارا وتكرارا على ألسنة المسؤولين الايرانيين، من ان الملف النووي لن يكون على حساب اي ملف آخر، بل ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد / القديم بنيامين نتنياهو، يناهض الاتفاق، ويضع العصي الاسرائيلية والعربية في دواليبه بشكل مكشوف.

حين تختلط المقدمات بالنتائج، يصبح حل المشكلات أكثر صعوبة وتعقيدا، فعندما شكل العرب بقيادة السعودية قوة عسكرية من حوالي عشرة دول، هنأوا بعضهم بعضا، فهذا حلم قديم طال انتظاره،  واستبشروا خيرا، لكن هذا كان ليس اكثر من ردة فعل تجاه ما يحصل في اليمن، وكأن اليمن ليست عربا حتى وان كانوا شيعيين، هناك في العرب من هم لا سنيين ولا شيعيين، وهناك في العرب من هم سنييون حتى النخاع، ولكنهم لم يجلبوا الا العار على الصعيد القومي والعالمي والديني، ونقصد بهم الدواعش والنصرة وانصار المقدس وجند الشام … الخ.  فماذا بعد ان تنتهي “عاصفة الحزم” وتنجح في تحقيق اهدافها اعادة عبد ربه الى الحكم؟ انها تثبت رجلا فراريا – فر من صنعاء الى عدن ومن عدن الى عمان ومن عمان الى القمة ومن القمة الى جدة ،  في موقع قيادي – بلغ بهم الامر ان يغيروا العاصمة، تكون حيث يكون، وكأن اربع سنوات وقبلها نحو ثلاثين كنائب للرئيس علي ناصر محمد لم تكف للنهوض باليمن وفقراء اليمن على اختلاف طوائفهم.

هل يصدقن احد ان انضمام فلسطين لمحكمة الجنايات الدولية سيمنع اسرائيل ويردعها عن مواصلة ارتكاب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني؟ او سيسوق نتينياهو وبقية اركان حربه مخفورين الى اروقتها؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن