وكالات / الوطن اليوم
أثارت موجة الروايات المتناقضة حول ما جرى في صيف العام الماضي شرق غزة والمتعلق بأسر الجندي “شاؤول أورون” تساؤلات كثيرة عن المغزى من وراء هذا الكم من الروايات خلال أسبوع.
فقد تنافست شتى وسائل الإعلام العبرية على تقديم رواياتها حول التفاصيل، حيث بدا للمتابع أن 20 معركة دارت في ذات الوقت شرق الشجاعية وخطف فيها 20 شاؤول وقتل فيها الجنود الستة 20 مرة.
فأين تكمن الحقيقية في كل ما سمحت الرقابة العسكرية بنشره حول ما جرى في تلك الليلة ولماذا سارعت عائلة الجندي المفقود “أورون” لتكذيب رواية الإعلام العبري حول ظروف اختطاف ابنها؟
حاولت صحيفة معاريف العبرية السبت الوقوف أكثر على بعض الدوافع الكامنة من وراء سباق الروايات الأخير، حيث قالت إن نشر “القناة الثانية” إعلاناً لبرنامجها “عوفداه” والذي سيبث غداً حول حقيقة ما جرى في ذلك الاشتباك دفع بوسائل الإعلام العبرية إلى إرسال مراسليها العسكريين لجلب أي رواية حول ما جرى حتى يخطفوا الأنظار من برنامج القناة.
فيما حاول الناطق العسكري –بحسب “معاريف” منع نشر البرنامج ولكن دون جدوى.
وقال مراسل “معاريف” للشئون العسكرية “نوعام أمير” إن قائد المنطقة الجنوبية جمع المراسلين العسكريين قبل نحو شهرين وأطلعهم على حقيقة ما جرى في ذلك الاشتباك كما أطلع عائلة الجندي شاؤول على ذلك وطلب من الجميع إبقاء الموضوع طي الكتمان.
ولفت إلى أن تقرير القناة الثانية سيشمل تفاصيل ما حصل دون أن يعني بالضرورة أن تلك الرواية صحيحة، منوهاً إلى “تململ عائلات القتلى في ذلك الاشتباك وسخطها على وسائل الإعلام لأنها فضلت السبق الصحفي على مشاعر العائلات الثكلى”.
كما أشار “أمير” إلى إصدار الناطق بلسان الجيش بيان يُكذِب فيه ما أوردته القناة “العاشرة” حول تفعيل نظام الخطف “حنيبعل” خلال الاشتباك، فيما طلب من عائلة الجندي المخطوف التزام الصمت وبالتالي عدم بوحها بحقيقة ما تعرفه حول ظروف اختطافه.
جاء ذلك في أعقاب نشر شقيق شاؤول “أفيرام” تفاصيل جديدة حول اختفاء شقيقه قال فيها انه لم يكن في الناقلة لحظة استهدافها.
واختتم أمير تقريره بالقول إن الناطق العسكري “أخطاً عندما فضل إبقاء تفاصيل المعركة سرية وكان من الأفضل لو نشر روايته حول ما جرى وأبقى المبادرة بيديه بدل انفلات الروايات وانكشاف التفاصيل”.
ويرى مراقبون للشأن الإسرائيلي في أن الرواية الحقيقية حول ما جرى لم تنشر بعد وأن كل ما كشفته وسائل الإعلام العبرية لا يصف طبيعة اختفاء شاؤول وأن الهدف من كل هذا الكم من الروايات المتناقضة استفزاز الطرف الآخر سواءً لكشف روايته الحقيقية.
