مع تزايد قتلاهم.. إيرانيون / لماذا نحارب في سوريا والعراق؟

جثث ايران

رغم الحديث في إيران عن مشاركة قواتها بالقتال في سوريا والعراق، والذي جاء دفاعاً عن “المقدسات”، إلا أن توالي وصول المزيد من الجثث القادمة من هناك دفع بالعديد من الإيرانيين إلى التساؤل: لماذا نقاتل هناك؟

وفي تقرير له، سلط موقع ميدل إيست آي البريطاني الضوء على حالة من التذمر بدأت تسود بين الإيرانيين؛ بسبب العدد الكبير من القتلى الذين يصلون تباعاً إلى إيران من جبهات سوريا والعراق.

يجلس سيد محمد حسيني على أحد المقاعد في مقبرة إيرانية تضم عشرات المقاتلين الإيرانيين الذين قتلوا في سوريا، وكان يمكن أن يكون هو واحداً منهم، فلقد سبق له أن قاتل في سوريا، وهو الآن في إجازة لمدة شهر قبل أن يعود إلى الالتحاق بجبهة حلب، ورغم ذلك ’بدلاً من أن يقضي إجازته بعيداً عن الحرب وأجوائها- أصر على زيارة قبور زملاء له قتلوا هناك، وهو يتساءل عن الأسباب التي تجعل الإيرانيين يقاتلون ويموتون في سوريا.

مقبرة بهشت الزهراء الواقعة على بعد نحو 24 كم إلى الجنوب الغربي من إيران، تضم قبور الآلاف من الإيرانيين الذين قتلوا في الحرب العراقية الإيرانية ثمانينيات القرن الماضي، والآن بدأت هذه المقبرة تتوسع بانضمام مزيد من القتلى الذين يسقطون في الحرب السورية، والتي تشارك فيها إيران بفعالية.

يقول حسيني إنه خدم 18 شهراً في سوريا، وكانت أول معركة اشترك بها معركة ضد المقاتلين السوريين في داريا، إحدى ضواحي دمشق، والآن يقاتل في حلب، المدينة التي دمرت بعد القصف المكثف خلال الأسبوعين الماضيين.

يتوقع حسيني أن الحرب في سوريا ستطول، متوقعاً أنها لن تنتهي خلال عشرين عاماً، مشيراً إلى أن هناك مقاتلين أشداء، بعضهم جاء من الشيشان، يقاتلون إلى جانب المعارضة السورية، ومجهزين بأفضل التجهيزات، بحسب قوله.

إلى الآن لا يوجد رقم رسمي لعدد القتلى الإيرانيين الذين سقطوا في سوريا، إلا أن بعض المصادر تشير إلى أن هناك نحو 400 إيراني قتلوا في سوريا، بينهم عدد كبير من الضباط.

مع مشاركة القوات الإيرانية في الحرب بالعراق ضد تنظيم الدولة، وعقب ذلك بسوريا، مُنع الإعلام الإيراني من تسليط الضوء على تلك المشاركة، مع نفي متواصل من قبل السلطات هناك لوجود مثل هذه المشاركة أصلاً، إلا أن توالي وصول الجثث، وتسليط وسائل الإعلام الاجتماعي الضوء على جنازات تشييع المقاتلين، سمح بالحديث عن الوجود الإيراني القوي في العراق وسوريا.

شواهد القبور في بهشت الزهراء تشير إلى أن أغلب القتلى الذين سقطوا في سوريا أو العراق هم من الشباب، فهذا شاهد قبر محمد حسين أكبري، ويبلغ من العمر 17 عاماً، ويشير شاهده إلى أنه قتل في سوريا دفاعاً عن “مرقد السيدة زينب”.

ومما يلاحظ على شواهد القبور أيضاً أن ملامح عدد كبير منها هي ملامح آسيا الوسطى المميزة، وتحديداً الهزارة، وهي أقلية شيعية في أفغانستان سعى الآلاف منهم إلى اللجوء لإيران قبل نحو 20 عاماً، عندما تولت طالبان السلطة، حيث تم إغراء الآلاف منهم للتطوع بالقتال في العراق وسوريا؛ بسبب فقرهم، فأغلبهم يعملون بأجور منخفضة.

علي رضا مرادي، كاتب إيراني يبلغ من العمر 29 عاماً، كان هو الآخر في زيارة إلى مقبرة الزهراء، يقول إنه قاتل في سامراء العراقية، كما أنه خدم في دمشق كمتطوع بقوات الباسيج حتى انتهاء خدمته عام 2014.

يعتقد مرادي أن الإيرانيين يقاتلون دفاعاً عن المقدسات، مؤكداً أنه لولا المساعدة الإيرانية فإن الجيش السوري ما كان له أن يصمد، مؤكداً أن الأفغان مثل الإيرانيين يقاتلون في سبيل العقيدة، “وليس صحيحاً أن الأفغان يقاتلون في سبيل المال”.

يقول كيهان بارزغار، مدير المعهد الإيراني للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، إن السلطات في إيران واثقة من أن الشعب يدعم وجوداً إيرانياً في العراق وسوريا للدفاع عن الأمن القومي، واستباق أي محاولة من قبل “الدولة” للعبور إلى إيران.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن