أنجز منتخبنا الوطني الأول مهمته الآسيوية على أكمل وجه، وحجز مقعده مبكراً في بطولة أمم آسيا 2019 المقرر إقامتها في الإمارات، للمرة الثانية توالياً، بعدما تصدر مجموعته الرابعة في التصفيات، برصيد 15 نقطة من 5 انتصارات متتالية.

تلك الأرقام أوصلت الفدائي لأفضل مركز في تاريخه على سلم تصنيف المنتخبات الشهري الصادر عن (الفيفا)، إذ يحتل المنتخب الآن المركز 84، ومن المتوقع أن يتقدم مجدداً في التصنيف المقبل.

يوم أمس الثلاثاء، حقق الفدائي فوزاً عريضاً على ضيفه المالديفي، بلغت حصيلته النهائية 8-1، عقب لقائهما على ملعب الجامعة الأمريكية بجنين، في مباراة تألق خلالها المهاجم سامح مراعبة، مسجلاً 4 أهداف “سوبر هاتريك”، وأصبح هداف المنتخب في التصفيات برصيد 5 أهداف.

وبنظرة على أرقام المنتخب الوطني في التصفيات، نجد أنه يتمتع بهجوم كاسح، تمكّن من إحراز 25 هدفاً في خمس لقاءات، كما أن خط الدفاع الفلسطيني، بقيادة هيثم ذيب، وعبد اللطيف البهداري، كان الأقوى في المجموعة، حيث تلقت شباك الحارس رامي مراعبة هدفين فقط.

ومنذ خروجه المبكر من الدور الأول للمسابقة أمم آسيا 2015، والتي شارك فيها الفدائي للمرة الأولى، حدثت تغييرات كبيرة على بنية القيادة الفنية للمنتخب، حيث تولى عبد الناصر بركات، دفة التدريب، خلفاً لأحمد الحسن، كما استُعبد عددٌ من اللاعبين الذين لم يقدموا المستويات المنتظرة منهم في المسابقة الآسيوية.

وعلى إثر تلك التغييرات، اتخذ المنتخب الوطني منحىً تصاعدياً، وحقّق تطوراً ملحوظاً في الأداء والنتائج، وبدأ التحدي الحقيقي في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018، وكأس آسيا 2019.

خلال المرحلة الثانية من تلك التصفيات، حلّ المنتخب الوطني في المركز الثالث للمجموعة الأولى، خلف السعودية والإمارات، اللذين حجزا المقعدين المؤهلين لتصفيات كأس العالم، بينما جمع منتخبنا 12 نقطة، من ثلاثة انتصارات، ومثلها من التعادلات، وخسارتين فقط.

انتقل الفدائي بعد ذلك، للتصفيات المؤهلة لأمم آسيا، ونجح في الوصول للإمارات 2019، متصدراً مجموعته، ومتفوقاً على منتخب عريق له باع طويل في المسابقات القارية وهو المنتخب العُماني، الذي خسر أمام الفدائي 2-1 على ملعب فيصل الحسيني.

الفوز الكاسح أمس للفدائي على المالديف يعيدنا إلى سجل المواجهات السابقة بين الفريقين، والتي بدأت عام 2012 في بطولة كأس التحدي، وانتهت بفوز فلسطين 2-0.

أما المباراة الثانية، فكانت عام 2014 في ذات البطولة، وانتهت بالتعادل دون أهداف، فيما جرى اللقاء الثالث في شهر آذار الماضي، وانتهى إلى فوز الفدائي بثلاثية نظيفة، ليكون ختامها مهرجاناً من الأهداف، في جنين.

وعقب الأداء الراقي للفدائي، والنتائج الكبيرة التي سجلها في التصفيات، يتوقع المراقبون الرياضيون في فلسطين، أن يكون منتخبنا الوطني، رقماً صعباً في البطولة الآسيوية القادمة في الإمارات، يطوي بها صفحة ظهوره الباهت في أستراليا عام 2015، ويفتح صفحة جديدة، يدوّن فيها نتائج تليق بحجم العمل العظيم والإنجازات الكبيرة التي تحققت على مدار الأعوام الثلاثة الماضية.