من تهدئة الجنوب الى تهدئة الشمال الى ترتيب المنطقة

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

اتفاق ووفاق وتوجيهات امريكية وروسية وتقبُل غير مسبوق حول تهدئة منطقة الجنوب” قطاع غزة” وارساء تسوية الصراع الفلسطيني والاسرائيلي ليس لارساء حقوق وثوابت كما نظن، وانما لتهدئة منطقة الجنوب حتى لا تصبح قطاع غزة كورقة ضغط بايدي حزب الله وايران عند تهديدهما بالحرب عليهما، بعد تهدئة القطاع فان الورقة ستُسحب من تحت بساط ايران وحزب الله، ومن ثم سوف تتفرغ امريكا واسرائيل لجبهتها الشمالية.

نفوذ ايران وحزب الله في سوريا ولبنان والعراق وصل الى مرحلة الخطر بالنسبة لاسرائيل وامريكا ولروسيا ايضا، فهناك اتفاق بين امريكا وروسيا حول اعادة التوازن في منطقة الشرق الاوسط بما يضمن أمن اسرائيل ولذا اتسعت مساحة المنطقة الامنية شمال اسرائيل بما يتلاءم وحفظ امنها وهذا بموافقة روسيا، ايران لعبت دورا اقليميا في المنطقة ولها مصالحها ورؤيتها في التمدد الايراني في منطقة الخليج العربي وشمال افريقيا، ولكن هذا النفوذ لا تقبل به اسرائيل كونه يهدد التوازن المخطط من قبل المفكرين ذو العقلية الراسمالية الاحلالية الاستعمارية كامثال “لبرنارد ليفي” مخطط الشرق الاوسط الجديد وصاحب رؤية تقسيم المقسم.

تصاعد اللهجة الاميريكية ضد حزب الله وايران يكشف عن انشغال اسرائيل وامريكيا بهما وقد يكون الحرب المقبلة مع لبنان وحزب الله، وذلك عبر استغلال ورقة الجماعات المتشددة والمدعومة من قبل اسرائيل وامريكيا، لذا يجهز حزب الله حاليا ترسانته من اجل التصدي لذلك، اسرائيل لا تنوي لدخول حرب كونها لا تريد اعادة مشهد حرب حزب الله 2006 ولكن ما تخططه في المستقبل ولاستكمال مخطط امريكيا قد تدخل حربا اذا ما دخلت ايران وحزب الله مفاوضات وحوار حول النفوذ في المنطقة.

اذا نجحت اسرائيل وامريكيا في احتواء كل من ايران وحزب الله وهذا صعب، ستلجا لخطوتها الاخرى ، الوضع المستقبلي في كيفية التصدي للجبهة الشمالية الى حين ترتيب المنطقة حسب ميزان اسرائيل وامريكيا، اذا استطاعت اسرائيل تكوين تحالف قوي عبر الدول العربية السنية وهي ضعيفة في الوقت الحالي، وضبط الايقاع التطبيعي حسب رؤية ونهج امريكيا القادم ” السلام الاقليمي ” وترتيب المنطقة على هواها، فان المخطط القادم بعد سنوات سيذهب الى ترتيب منطقة افريقيا وتقسيمها والتي بدات في ليبيا للانتقال الى الدول المجاورة ، وها هي منطقة شمال افريقيا تنتشر بالجماعات الارهابية الموالية لداعش والمدعومة اسرائيليا، لتستخدمها في الوقت المناسب ” كصاعق تفجير” لمنطقة افريقيا.

ومن ثم الانتقال الى اوروبا والقادم اعظم من تزايد وانتشار العمليات التفجيرية في اوروبا ، هي رسومات مقررة ولكنها ضمن استراتيجية التنفيذ المستقبلي ، ولكن هل يوجد فكر عربي يتساوق مع هذا الفكر الاحلالي التقسيمي ؟ ومعالجة الامر قبل فوات الاوان.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن