موسم نزلات البرد.. فماذا نفعل؟

موسم نزلات البرد.. فماذا نفعل؟

تكثر في الشتاء “نزلات البرد” ويخلط كثيرون بينها و”الأنفلونزا”، فما الفرق؟ ومتى يستدعي المرض زيارة الطبيب؟ وكيف يقي الفرد نفسه؟

تقول اختصاصية جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمجمع السلمانية الطبي د.هالة رضي حميد “مع التغيرات الجوية وتبدل الفصول يبدأ انتشار الفايروسات والأمراض، بعضها يحتاج لتدخل الطبيب وأخرى يمكن أن تشفى بسرعة. وأكثر مصطلح يستخدم للتعبير عن ذلك هو “نزلة البرد”، لتعريف الأعراض التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي وغالباً ما يكون سببها فايروسي. وتكون هذه الأعراض عادة خفيفة وتتوقف تلقائياً حتى بدون علاج. وهي من أكثر الأمراض انتشاراً بين الناس. وهنا يجب أن نميز بين نزلة البرد والإنفلونزا التي يرافقها احتقان البلعوم، والتهاب القصبة الهوائية، أو التهاب الجيوب الأنفية. ويجب أن نعرف أنه من الطبيعي جداً أن يصاب الشخص بنزلة البرد مرة أو مرتين في السنة. إلا أن تعرضه لنفس الفايروس عادة ما يكون أخف في المرة الثانية”.

وعن طرق انتقال العدوى تقول د.هالة “هناك ثلاث طرق لنقل الفايروس من الشخص المصاب لغير المصاب، الأولى هي الالتقاء المباشر، عن طريق المصافحة مثلاً فيلمس الشخص غير المصاب بعدها أنفه أو عينه دون غسل اليد، والثانية ملامسة الأسطح التي تحمل الفايروس، فهناك أنواع من الفايروسات يمكنها العيش فترات طويلة فوق الأسطح مما يزيد فرص تنقلها بين الأفراد، مثل مقابض عربات التسوق، ومقابض الأبواب، والثالثة استنشاق قطرات ملوثة بالفايروس، مثل التواجد في مكان يضم شخصاً مصاباً يعطس أو يسعل”.

الحالة النفسية تؤثر

وتلفت د.هالة إلى بعض العوامل التي قد ترفع من خطر الإصابة بنزلة البرد، منها الحالة النفسية، فالتوتر يقلل مناعة الجسم ويجعله بيئة مناسبة لتقبل الفايروسات، إضافة إلى اضطرابات النوم، حيث أن كثيراً من التفاعلات تحدث في الجسم أثناء النوم وقلته تؤدي إلى اضطراب في تفاعل بعض الهرمونات وعمل مناعة الجسم. وكذلك اختلاط الأطفال والمعلمات في رياض الأطفال. ومن العوامل التي تفاقم أعراض نزلات البرد وجود أمراض مزمنة تقلل مناعة الجسم، ونقص المناعة، وقلة التغذية الصحيحة، والتدخين، مشيرة إلى أن أعراض نزلة البرد عادة ما تكون ناتجة عن ردة فعل الجسم للعدوى وليس بفعل الضرر الواقع على أنسجة الجهاز التنفسي. غير أن الأعراض تختلف من شخص لآخر، فتشمل سيلان واحتقان الأنف واحتقان البلعوم، والعطس، والكحة، ووهن الجسم، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وهي أكثر شيوعاً عند الأطفال منها عند الكبار، وإفرازات مخاطية لزجة، وقد تكون مخاطية أو سائلة، خضراء أو صفراء.

وتوضح أن العدوى غالباً تستغرق من ٢٤ إلى ٤٨ ساعة من وقت حدوث العدوى لحين ظهور الأعراض، إلا أنها قد تظهر مبكراً في بعض الحالات في أقل من ١٢ ساعة. وتستمر الأعراض بين ٣ إلى ١٠ أيام، لكن قد تمتد إلى ١٤ يوماً في بعض الحالات.

وعن التشخيص، تقول د.هالة “يرتكز الطبيب عادة في تشخيص نزلة البرد على أخذ التاريخ المرضي والأعراض، مع الفحص السريري للمصاب. وهناك بعض العلامات التي يرتكز عليها تشخيص الطبيب مثل احتقان الأنف واحمراره من الخارج والداخل، واحمرار البلعوم، وانتفاخ الغدد اللمفاوية في الرقبة وفي مواضع مختلفة، وغالباً ما تكون صور أشعة الرئتين طبيعية وغالبية الأطباء لا يطلبونها ويكتفون بالفحص السريري بالسماعة للتأكد من سلامة التنفس. وعلاج الأعراض هو العلاج الوحيد الفعال لنزلات البرد، فهي حالات تتوقف من تلقائها، أما المضادات الحيوية فهي غير ضرورية كعلاج أولي، وقد يحتاجها بعض المصابين حسب إفادة الطبيب. وتتكون خطة العلاج من التالي: قطرات أنفية مضادة للاحتقان، مضادات الهيستامين، مخففات الكحة، طارد البلغم، مضادات الاحتقان، بعض المكملات و فيتامين C (ج)، خافضات درجة الحرارة”.

اعطس في راحة الذراع

وعن أفضل طرق الوقاية، تقول د.هالة “كثير من الداسات أجريت على أعداد هائلة من مرضى نزلات البرد لتحديد أفضل طرق الوقاية من هذا المرض الشائع، وتقريباً كلها أجمعت على التالي: غسل اليدين بشكل منتظم يحد من انتشار المرض، فكما ذكرنا سابقاً، بعض الفايروسات تتواجد على الأسطح وتعيش فترات طويلة، ولمس هذه الأسطح وبعدها الأكل أو لمس العين، يعمل على نشر الفايروسات. عدم ملامسة الأشخاص المصابين بنزلات البرد، أو التواجد معهم لكن مع مراعاة المسافة لتفادي استنشاق قطرات مجرثمة. لم تثبت أي دراسة فعالية الاستخدام المنتظم لفيتامين “C” للحد من الإصابة، إلا أن استخدامه أثناء المرض قد يقلل بنسبة ٨٪ فقط من حدة الأعراض. ولم يثبت في أي دراسة أي فوائد لاستخدام الثوم للتخفيف من الأعراض، وهناك دراستان وجدتا أعراض جانبية للثوم مثل ظهور بقع حمراء في أماكن متفرقة للجسم. ولم يثبت في أي دراسة أي فائدة تذكر للمراهم التي تمسح على الصدر للتقليل من أعراض الكحة، بل وجدت أنها قد تكون سبباً لتهيج الجلد خاصة لدى الأطفال. وأكدت معظم الدراسات أن التدخين يعمل على تفاقم الأعراض ويطيل الفترة الزمنية للأعراض لأن الشعيرات الأنفية لديهم تكون مشلولة. واتفق العلماء في أكثر من دراسة، أن الأشخاص الذين يهتمون بنوعية الغذاء هم من تكون عندهم الأعراض خفيفة جداً.

وأفضل طرق للوقاية من الأمراض المعدية هو غسل اليدين قبل لمس العين والأكل، وعدم مصافحة الأشخاص المصابين، والتوقف عن التدخين، والالتزام بالتغذية الصحيحة، ولبس الكمام في حال وجود أعراض نزلة البرد لتفادي نقلها للأشخاص الأصحاء، وإذا كان الطفل مصاباً بنزلة برد، يجب ألا يذهب للروضة لتفادي نقل النزلة لبقية الأطفال، واستخدام راحة الذراع عند العطس بدل راحة اليد، وعدم استخدام المضاد دون وصفة طبية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن