ميناء غزة لوحة فنية بنظر العوائل الفلسطينية

ميناء غزة لوحة فنية بنظر العوائل الفلسطينية
ميناء غزة لوحة فنية بنظر العوائل الفلسطينية

غزة / علاء الراعي

الاستجمام والراحة النفسية برؤية جمال البحر هدف بحد ذاته للجمهور الفلسطيني،ولعل المكان الأجمل للاستمتاع برؤيته داخل ميناء غزة، الذي أصبح بعد ترميمه محطأنظار الأسر الفلسطينية بالذهاب إليه في الإجازة الأسبوعية لقضاء يوم كامل، ميناءغزة الذي أصبح تحفة معمارية يحتوي على متنزه للأطفال ومعلب لكره القدم رغم صغرمساحته إلا أن الأطفال لا يتاورون عن الاستمتاع بممارسة أكثر الألعاب شهرة بالعالم(كرة القدم).

ميناء غزة الذي يفتح أبوابه للعائلات الفلسطينية أيام الخميس والجمعة من كلأسبوع، لا يقتصر فقط على المستمتعون بجماله فبداخله عشرات من الباعة المتجولينالذين يعرضون بضاعتهم بشكل فني لجذب انتباه الزوار وأطفالهم، الحكاية بميناء غزةتكمن بالقصص التي حملت الفلسطينيين على زيارته والتي تختلف من أسرة لأخرى.

نور عابد 24 عاما جاء وعائلته لميناء غزة للتخلص من الضغوط النفسية التيتعانيه عائلته اثر بدء امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) قائلا ” جئتلميناء غزة مصطحبا أختي المقدمة على دخول غمار الثانوية العامة ومرة أخر وأميللتخفيف من حالة التوتر الموجدة بالمنزل” حاله حال الكثير من الأسر الفلسطينية التي يتقدم أبنائها لاجتياز امتحان (التوجيهي)، وأكد عابد أن ميناء غزة من أجمل الأماكن التي زارها في قطاع غزة فيكفيالنظر لمنظر المراكب المصطفة داخل حوض الميناء والاستمتاع بالهواء النقي هناك علىحد قوله.

الدخول لنهاية الميناء أو ما يتعارف عليه الفلسطينيون (لسان الميناء) وهيأبعد نقطة في الميناء، حيث تحتاج الى مشقة لا سيما في عدم وصول السيارات لها نظرالاكتظاظ الزائرين، فرؤية الشاطئ من مكان بعيد جمال بحد ذاته يمكن أن تذلل كافةالمخاطر التي تواجهها بعد وجود فواصل بين الميناء وحوضها.

ام محمد برنيه 35 عاما وصلت هي وعائلتها المكونة من أمها العجوز وأخواتها وأبنائهاالصغار، جالبين معهم العديد من أنواع الطعام والشراب الذي يتناولنه بين الفينة والأخرىوسط جو عائلي مميز، ذالك الانسجام لم يخلو من خوفها على أطفالها قائلة ” يجبوضع أسياج لحماية الأطفال، فنحن هنا وكل انتباهنا تنصب على أطفالنا خوفا من وقوعهمفي الحوض (هو المكان المخصص لوقوف سفن الصيد).

وأضافت إن قدومها هي وعائلتها للميناء هروبا من أزمة انقطاع التيارالكهربائي، حيث أن المنزل لا يطاق بعد انقطاع الكهرباء بالليل خصوصا في ظل الحرالقاتل في فصل الصيف.

عند دخولك تجولك داخل الميناء تجد رائحة مميزة هي مزيج بين رائحة الوقودالمنبعث من سفن الصيد الراسية داخل حوضها ورائحة الأسماك التي يخرجها الصياديين منمراكبهم تجهيزا لبيعها في الأسواق المخصصة لها.

محمد صوالحة 27 عاما يجلس على حافة الحوض ممسكا بصنارته التي جاء بها خصيصالاستمتاع بصيد الأسماك هو وأسرته، حيث يلتف حوله أولاده الصغار البالغ عددهم أربعةمنتظرين أن يرو ما سيخرجه أبوهم من البحر، إلا أن خوف الأب على أطفاله حال دونتركيزه بالصيد لخشيته أن ينحدر أحد منهم داخل الحوض خصوصا هو لم يتعلم السباحة بعد.

قال صوالحة ان الصيد بالصنارة هو نوع من كسر الروتين الذيأعيشه منوها أنه من موظفين السلطة الفلسطينية الذين يقبعون بالبيت منذ أحداثالانقسام في العام 2008، مضيفا أن الإجازة الصيفية قد بدأت ومن حق الأطفال أنيستمتعوا بالإجازة  والبحر هو المكانالأنسب للأطفال.

محمد عبد الكريم 27 عاما جاء برفقة خطيبته إلى الميناء، حيث أنه زار هووخطيبته العديد من الأماكن الترفيهية والسياحية بغزة إلا أن استمتاعه الحقيقي يكمنبدخوله الميناء لما لها من أثر عظيم عنده، قائلا دخولي الميناء يشعرني أنلي دولة ليس هذا فحسب فرؤية البحر من داخل الميناء له وقع أخر في نفسي،لأنني أرى جماله من أبعد نقطة بالميناء هذا ما أكدت عليه خطيبته أيضا.

الصيادين بين جمال المكان وصعوبة الصيد

منير العامودي 35 عاما يعمل بمجال الصيد منذ عشرون عاما يجلس أمام مركبه متأملا بمنظر المياه المتلألئة من تحت مركبه قال ” ان مهنة الصيد في غزة هيمهنة الموت لأن الصياد في كل رحلة يدخل بها البحر يتعرض لمضايقات تصل لحد إطلاق النار من قبل اليهود”، مضيفا أنه بعد الحرب الأخيرة على غزة ترددت أخبار عنسماح الجيش الاسرائيلي للصياد الغزي بالدخول 6 أميال داخل بحر غزة الأمرالذي لا يعدو زوبعة إعلامية على حد قوله، وذلك لأن البوارج الإسرائيلية لم تسمحللصيادين بالدخول 6 أميالفي البحر الا بعد انتهاء موسم الصيد والذي يكون من شهر 4 وحتى نهاية شهر 6 وذلكضمن السياسة الإسرائيلية بفرض الحصار على غزة .

وحول ترميم الميناء قال العامدي الميناء اليوم أراحت الصياد من عدة أشياء تتمثل في أنه غير مضطر لاخراج شبكه على الشاطئ بل أصبح لديه أماكن مخصصة داخل حوضالميناء، حيث يعرف كل صياد أماكن وجود شبكه.

وفي لمحة تاريخية كان ميناء غزة يتخذ مكانا محوريا في طرق القوافل التجاريةفي العالم القديم. وقد تم في عام 2011 اكتشاف مجموعة من الأعمدة والتيجان الرخاميةالأثرية في ميناء غزة تعود للعام 335 م. ويبلغ طول الأعمدة ما بين ثلاثة إلى أربعة أمتار،ويعتقد أن الأعمدة المكتشفة يعود تاريخها إلى الفترة الرومانية زمن الإمبراطورقسطنطين

ميناء غزة هو أحد أهم موانئ فلسطين. حيث يقع شمال قطاع غزة، على الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وقد ويبلغ عمقه قرابة 970 مترا، ومساحته 48,000 مترا مربعا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن