ناشطون بسوريا: هذا ما سيحدث إذا أوقفت الأونروا العام الدراسي

ناشطون بسوريا: هذا ما سيحدث إذا أوقفت الأونروا العام الدراسي

أثارت تصريحات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حول احتمال تأجيل العام الدراسي غضب الناشطين الفلسطينيين في سوريا ولبنان بوجه الخصوص، فيما كان الناطق الرسمي باسم الوكالة سامي مشعشع قد قال إن هذا الغضب مشروع نظراً لما يمر به اللاجئ الفلسطيني السوري منذ اندلاع الأزمة السورية في آذار 2011.

وطالبت الأونروا في مؤتمرها الأخير في العاصمة الأردنية عمان بمبلغ 101 مليون دولار لسد العجز المالي الذي أصابها والذي هددت بموجبه بوقف المساعدات المالية التي تقدم للاجئين، مشيرة إلى الحاجة إليه قبل منتصف هذا الشهر، وإلا فإنها ستضطر لتأجيل افتتاح العام الدراسي لشهر على الأقل.

بالنسبة لمنسق ‘حملة من أجل اليرموك’ الناشطة في مخيم اليرموك منذ عامين، محمد جلبوط، فإن الوكالة تقاعست عن أداء دورها بحق اللاجئ الفلسطيني السوري طوال السنوات الماضية. وقال جلبوط إن ‘هناك لا شك أزمة مانحين تعاني منها الوكالة الدولية، لكن هذا لا يعني أن الوكالة لا تعاني من عدم الشفافية والفساد في تعاملها مع المانحين واللاجئين، وهذا ليس جديداً على الأونروا، بل هو قديم ويعود لسنوات’.

اجتماع دمشق

كانت الوكالة الدولية قد عقدت اجتماعاً في دمشق في الثامن من هذا الشهر، حضره المفوض العالم للأونروا بيير كرينبول  مع ممثلين عن الهيئات الإغاثية الفلسطينية العاملة في سوريا، وعن الفصائل الفلسطينية العاملة في دمشق بدعوة من هيئة اللاجئين الفلسطينيين.

وقال جلبوط، الذي حضر الاجتماع، ل’عرب 48′ إن ‘الاجتماع كله كان حول الأزمة المالية واحتمال توقف المساعدات فقط. لمسنا محاولات للعبث بمستقبل الطفل الفلسطيني من خلال وقف التعليم، وتقليل الخدمات. في الاجتماع قال المفوض العام للأونروا إن الوكالة تدرس أن توقف العام الدراسي وتمنح إجازة لثلاثين ألف مدرس يعملون في مدارس الأونروا. هذا كل ما حصل وما تم الحديث عنه، من دون التطرق لمعاناة الفلسطينيين في سوريا أو في الدول التي نزحوا إليها’

ويتهم جلبوط الوكالة بأن رواتب المدرسين الثلاثين ألفاً مجتمعين، لا تصل لراتب موظف أجنبي واحد عامل في الوكالة. حول هذه النقطة كان الناطق الرسمي باسم والوكالة الدولية سامي مشعشع قد قال لـ’عرب 48′ إن رواتب الموظفين الأجانب تصل من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة وليس من تبرعات المانحين في الجمعية العمومية المقدمة للوكالة.

ورد جلبوط على هذه النقطة قائلا إن هذا لا يعني أن الفساد والهدر غير مستشر في الوكالة الدولية. ‘هناك مبالغ تصرف على الفنادق في دمشق وعلى تذاكر الطيران وعلى غيرها من الأمور غير الأساسية والتي لا تصب في مصلحة اللاجئ الفلسطيني’.

الفشل أم الاحتكار

يتابع جلبوط حول تصريحات مشعشع التي قال فيها إن الوكالة الدولية فشلت في سوريا نتيجة ‘للأزمة الكبيرة التي لحقت بأكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني سوري، وبسبب الأزمة المالية التي تعصف بالوكالة’، فقال إن هذا يدفعه للقول إن هناك قراراً متخذاً من جميع المنظمات الدولية بدفع الجميع للتوجه إلى وكالة الأونروا ‘الفلسطيني محروم من كل المساعدات والمستحقات التي توفرها منظمات دولية مهتمة بالطفل والمرأة واللجوء في العالم بسبب وجود وكالة الأونروا التي احتكرت مساعدة اللاجئ الفلسطيني. يجب أن تعلن الأونروا أنها عاجزة تماماً عن المساعدة لكي يتلقى اللاجئ الفلسطيني المساعدات من منظمات أخرى، فيكون حاله كحال السوري الذي يتلقى الكثير من المساعدات من جهات دولية’.

لا يتلقى اللاجئ الفلسطيني في سوريا أي مساعدات من أي منظمة أو جهة دولية أو محلية في داخل البلاد، حتى وزارة الشؤون الاجتماعية في الحكومة السورية، تحيل مساعدة الفلسطينيين إلى الوكالة باعتبار أنهم من اختصاصها فقط.

 سياسة لا إغاثة

يعتبر كثير من الناشطين في المجال الإغاثي والانساني من الفلسطينيين في سوريا ولبنان، أن الوكالة الدولية تلعب دوراً سياسياً أكثر منه إغاثي. هذا الرأي شائع أيضاَ بين اللاجئين الفلسطينيين عموماً وازداد وضوحاً خلال الأزمة في سوريا وما تعرض له اللاجئ الفلسطيني هناك.

بالنسبة لجلبوط فإن الظرف السياسي الفلسطيني كرس هذا الدور أكثر. ‘السلطة الفلسطينية غير قادرة على الضغط على المانحين الدوليين نتيجة للانقسامات الفلسطينية – الفلسطينية، مع أن الفرصة اليوم مواتية للممارسة هذا الضغط لوقف مسح الوكالة وإنهاء دورها، والخاسر الأكبر اليوم نتيجة للوضع السوري والأزمة السياسية في لبنان، والمشهد السياسي في الأراضي الفلسطينية، هو اللاجئ الفلسطيني’.

يقراً اللاجئون في توقف العملية الدراسية أو تأجيلها مخاطر كبرى تحيط بالعائلات والطلاب، ويرى جلبوط أن التسرب الدراسي إذا ما تم، فالمخاطر الاجتماعية هي الأكبر.

يقول جلبوط ‘سيكون الشبان بين الخامسة عشرة والثامنة عشرة أمام خطر الانخراط في علميات عسكرية وعمليات تجنيد من قبل جميع الأطراف في سوريا، ناهيك عن مشاكل مستقبلية قد تظهر في السنوات القادمة، ثم المزيد من التعقيدات أمام المدرسين أنفسهم. نحن نتحدث عن ثلاثين ألف موظف ستتوقف رواتبهم، هؤلاء سيعانون كثيراً بالذات في دمشق التي تعاني من ارتفاع الأسعار وانتشار البطالة’.

الاعتصام رفضاَ

تخطط بعض المنظمات الإغاثية المحلية في سوريا لتنفيذ اعتصام أمام مقر الوكالة الدولية خلال الأيام القادمة، وعلى رأس المطالب نشر الملفات المالية كاملة ووقف ما يصفونه بالابتزاز والتهديد بوقف المساعدات، والاحتجاج الأكبر في العاصمة السورية هو حول ما يوصف بالتصرفات المهينة التي تمارس بحق اللاجئ أثناء استلام المساعدات المالية من مصارف العاصمة، حيث يطلب من العائلات أن تأتي كاملة إلى المصارف وتقابل مختصاً في الشؤون الاجتماعية.

الوكالة تطلب أيضاَ من اللاجئين المحاصرين في مخيم اليرموك أو مخيم خان الشيخ وغيرها من المخيمات أن يصلوا هم لها لا أن تصل هي لهم، ما يعرضهم لكثير من المخاطر التي ليس أولها الاعتقال وليس آخرها عمليات القنص والقصف على الطرقات.

كان سامي مشعشع قد وعد في تصريحاته لـ’عرب 48′ بنقل هذه الشكوى إلى المعنين مباشرة لوقف التصرفات المسيئة للاجئ الفلسطيني في سوريا، قبل حوالي الشهر.

كان آخر تصريح صدر عن الوكالة على لسان نائبة المفوض العام ساندرا ميتشل حول الأزمة المالية قد وصف الوضع أنه ‘غير مسبوق’، حيث قالت ميتشل إن الاحتياجات الحالية تتجاوز قدرة الوكالة، مشيرة إلى أن الأزمات في منطقة الشرق الأوسط هي ما سببت عجزاً مالياً بقيمة 101 مليون دولار.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن