ناشيونال إنتيرست: ميانمار أرضية خصبة لظهور تنظيم الدولة مجدداً

داعش

تساءلت مجلة “ناشيونال إنتيرست” الأمريكية إن كان تنظيم الدولة (داعش) سيظهر مجدداً في مكان آخر، بعد خسارته أهم معاقله في العراق وسوريا، خلال الفترة الماضية.

ورجحت الصحيفة أن يكون المكان الجديد لعودة ظهور “تنظيم الدولة” ميانمار، التي يتعرض فيها مسلمو الروهينغا بإقليم أراكان إلى هجمة وحشية على يد قوات جيش البلاد ومليشيات بوذية.

وفي مقال الكاتب كولين كليرك، قال إنه على الرغم من انهياره في الموصل (العراق) والرقة (سوريا)، فإن التنظيم لا يزال يحظى بآلاف من المؤيدين والموالين له هناك، إلا أنه يسعى إلى التوسع في أماكن أخرى.

ويرى كليرك أن أزمة الروهينغا يمكن أن تكون عاملاً محفزاً لتنظيم الدولة بالتوسع في جنوبي وجنوبي شرقي آسيا، مشيراً إلى اعتقال سلطات ماليزيا في يناير الماضي مواطنين إندونيسيين، قالت إنهم مرتبطون بـ”داعش” ويخططون لقتل رهبان بوذيين انتقاماً لمسلمي أراكان.

ودعا المجتمع الدولي إلى حالة تأهب قصوى لمنع كسب التنظيم المُصنف إرهابياً في العالم، مناطق في ميانمار “التي تعد مثالية للتوسع”، موضحاً أنها “دولة هشة تعاني صراعاً أهلياً مستمراً، يمكن أن يتعامل معها داعش كأرضية خصبة”.

ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهينغا في مخيمات بولاية أراكان، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرّته ميانمار عام 1982، وتصنّفهم الأمم المتحدة بأنهم “الأقلية الدينية الأكثر تعرّضاً للاضطهاد في العالم”.

ولفت الكاتب في مقاله الذي نشر على موقع الصحيفة الإلكتروني، إلى وجود تشكيلات مهمة تابعة لداعش في شبه جزيرة سيناء بمصر ومناطق في ليبيا واليمن وأفغانستان ونيجيريا والسعودية وروسيا، كما أن التنظيم حقق تقدماً جنوبي شرقي آسيا، خاصة في الفلبين.

ويضيف: “مع استمرار الصراع في العراق وسوريا تجري أمريكا وحلفاؤها عملية مسح على مستوى العالم، في محاولة لاستباق التهديدات المستقبلية التي قد تتطور بفعل التنظيم”، مشيراً إلى الاستفادة من أسباب وكيفية توسع الجماعات الإرهابية الأخرى في السنوات الماضية.

ويشير الكاتب إلى أن “الطريقة الأمثل لمعرفة كيف يمكن لتنظيم الدولة الاستمرار في التوسع، تتمثل في تتبع مسار تنظيم القاعدة الذي اتبع نمطاً مماثلاً خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (الحالي)”.

وحسب مقال كليرك فإن “القاعدة سعى إلى توسيع تشكيلاته في مواقع جغرافية جديدة بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان أواخر 2001”.

وأوضح أن أول مجموعة تابعة للتنظيم في السعودية تأسست عام 2003، تليها أخرى بالعراق في 2004، ثم الجزائر عام 2006، فاليمن 2007، والصومال 2010، وسوريا 2012.

وفي حديثه عن أسباب توسع “الجماعات الإرهابية”، يوضح أنها تتمثل في “زيادة انتشارها، ومحاولة الاستفادة من الخبرات المحلية لتعزيز ونشر الأساليب والتقنيات المبتكرة”.

وأضاف: “فضلاً عن إضفاء بصمة شرعية على المجموعات الجديدة، ينظر إليها على أنها تنتمي للبيئة التي توجد فيها بدلاً من النظر إليها ككيان أجنبي”.

واجتاح تنظيم “داعش” ثلث مساحة العراق في صيف 2014، لكنه خسرها تدريجياً حتى نهاية العام الماضي بعد حرب طاحنة استمرت 9 أشهر مع جيش البلاد، بدعم التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا.

وتراجع نشاط التنظيم في سبتمبر الماضي، منذ طرده من الرقة في قتال مع قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المكون الكردي غالبيتها العظمى، وكذلك هزيمته في العراق.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن