ناقوس خطر يهدد المؤسسات الفلسطينية بعد وقف التمويل من الخارج

غزة / الوطن اليوم

كابوس المؤسسات المحلية العاملة في فلسطين يزداد اضطرابا يوما بعد يوم، ويتجه نحو الاسوء عكس السنوات الماضية ، لربما تكون بوابة جديدة لتكريس الأزمة الاقتصادية من جانب جديد.

وفى الشهر الثاني من العام الحالي والذي أوشك على الانتهاء ، تعانى المؤسسات التنموية والثقافية والخيرية العاملة في قطاع غزة تحديدا نقصا بالتمويل الخارجي ، بسبب توجه بعد الممولين  لدول النزاعات والصراعات مثل مصر وسوريا ولبنان وغيرها.

وتعتاد المؤسسات العاملة في غزة بهذا التوقيت على بدء تنفيذ مشاريعهم السنوية ، بعد موافقة المؤسسات المانحة والممولة على المقترحات المقدمة ، إلا أن هذا العام يختلف كليا عن غيرها ، والسبب الأوضاع الإقليمية التي تمر بها بعض الدول الأمر الذي دفع الممولين لتوجيه بوصلة الدعم إليهم والاكتفاء بما قدموه لنا مسبقا.

وباتت المؤسسات الخيرية العاملة في قطاع غزة تشكو من نقص ملحوظ في دعم المشاريع  الخاصة بالمجتمع التنموي والثقافي والاجتماعي والخيري، مع استمرار مؤسسات غزة في تقديم يد العون للفقراء والمحتاجين الكثر في غزة على نفقات شخصية.

من ناحيته قال “مصطفى الصواف” المحلل الفلسطيني أن كثير من المؤسسات في الاراضى الفلسطينية تأثرت نتيجة شح الدعم المالي لها، وكذلك منع قوافل الإغاثة من الوصول إلى قطاع غزة ، لكن الشعب الفلسطيني تعود على الأزمات ويتأقلم معها ويسعى إلى تجاوزها ويبدع في ذلك،

وأضاف :  من المنطق عندما تتعدد الكوارث في المنطقة وتصاب قطاعات مختلفة بالأزمات فتتوزع درجات الاهتمام ولكن سرعان ما تعدل البوصلة عقب هدوء يصيب بعض بؤر التوتر وتتجه تجاه فلسطين كونها القضية المركزية .

وأوضح ” الصواف” في حديث لـ” الوطن اليوم” أن هذا لا يعني أن يكون هناك حلقة سياسية في الموضوع خاصة في قضية افتعال الأزمات في بلدان الجوار مع فلسطين من أجل تمرير مشروع سياسي في غير صالح الفلسطينيين .

بدورها قالت الناشطة والإعلامية ” إسلام البربار” ان القطاع المؤسساتي والمجتمعي في غزة تواجه تقلصات كبيرة بالدعم حاليا و كتير  من المؤسسات أغلقت بسبب تحولها لدعم سوريا.

وأوضحت ” البربار” في حديث لـ” الوطن اليوم”  أن مشاريع الدعم متركزة على برامج التعليم و بعض البرامج التشغيلية و لكن ليس بالحجم المطلوب ، سيما ان هناك مؤسسات كبيرة تعمل علي مشاريع أكثر من 15 عام إلا أن هذه المشاريع يتم سحبها ليتم إرسالها إلي سوريا

الجدير بالذكر أن الناشطة والإعلامية” البربار” استفادت على مر السنوات الماضية من بعض المشاريع والمبادرات الشبابية التي كانت تمولها مؤسسات دولية مختلفة بالقطاع ، إلا أن هذا العام “2014”م شهد منذ بدايته قلة وشلل في التمويل .

وكانت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين ، وبعض المؤسسات الدولية العاملة في فلسطين قلصت مساعداتها وخدماتها التي تقدمها للمواطن الفلسطيني ، دون ادني سبب وكذلك تسليط الأضواء والدعم والمنح التي كانت تقدم بالاراضى الفلسطينية إلى مناطق الصراع مثل سوريا وليبيا واليمن ومصر وغيرها …

في السياق ذاته وصف مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية “ريتشارد فولك” الوضع الإنساني في قطاع غزة بالمريع، جراء النقص الحاد في الحاجات الأساسية بداخله نتيجة استمرار فرض الحصار عليه من قبل الاحتلال الاسرائيلى لسنوات.

وقال: “رغم قرار إسرائيل فك الارتباط مع غزة عام 2005، إلا أن القطاع ما زال محتلاً في ظل حصار غير مشروع، يتحكم في الحدود والمجال الجوي والسواحل، ويضر على نحو خاص بالمزارعين والصيادين”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن