نتنياهو يهدد بالحرب للهروب من حرب يخشى نتائجها

0

عودة اسرائيل لسياسة الاغتيالات، وما رافقها من تصعيد منفلت وغير مسبوق في حدة التهديدات الاسرائيلية من أعلى المستويات في دولة الاحتلال، وما حملته من توعد القطاع بعدوان شرس على لسان نتنياهو ويعلون وآخرين؛ كل ذلك جعل احتمالية العدوان كبيرة جداً لدى المراقبين والمحللين، وحتى لدى الكثير من القوى والأحزاب، وهو ربما الذي شكل أحد أسباب ضبط النفس وعدم الرد على جريمة الاغتيال بما يتناسب مع الجريمة من جهة ومع الخرق الكبير لأحد أهم انجازات تهدئة 2012 (وقف الاغتيالات)، الأمر الذي يعتبر تجاوزاً خطيراً، وعادت الفصائل لتؤكد التزامها بالتهدئة رغم الاختراقات الإسرائيلية ورغم تشديد الحصار.

قراءات لمحللين وكتّاب

ولوحظ أثناء قراءة لمجموعة كبيرة من الكتاب والمحللين أن ثمة شبه إجماع على أن اسرائيل قد حسمت قرارها لصالح الحرب على غزة، أو أن لديها نية مبيتة للعدوان، وأن التصعيد الاسرائيلي الكبير (جرائم الاغتيال) يهدف إلى استفزاز المقاومة واستدراجها للرد لتسويغ وتبرير الحرب داخلياً أولاً، وخارجياً ثانياً، ومنهم من ربط أسباب الحرب بإزالة التهديد الذي باتت تشكله المقاومة، او استغلال الحالة الاقليمية وحالة العداء غير الخفي الذي تعلنه مصر تجاه حكومة غزة، أو التشويش على المصالحة أو ابطالها، ومنهم من ذهب بعيداً وربطها بطبخة كيري السياسية، ومنهم من قال أن الانقسام لم يعد يخدم مصلحة اسرائيل… الخ من محاولات البحث دوافع العدو لعدوانه المقبل.

إسرائيل تتمسك بالتهدئة

الأسباب والدوافع التي فرضت على إسرائيل قبول تهدئة نوفمبر 2012 رغم قصف تل أبيب والقدس المحتلة، ورغم إدراكها أنها لم تستطع أن تلحق ضرراً كبيراً بالمقاومة وإمكانياتها الصاروخية وبنيتها التحتية؛ لا زالت موجودة وقائمة ولم يجر عليها أي تغيير جدي سوى ما يتعلق بالدور المصري، وهو متغير ليس له أهمية كبيرة بالمقارنة مع بقية المتغيرات الأخرى، ونذكر منها:

على المستوى السياسي: لا يريد أحد في اسرائيل العودة لاحتلال غزة والسيطرة عليها، حتى لو كان هذا الأمر ممكناً، بل العكس تماماً فهم يريدون الانفصال عن غزة انفصالاً تاماً ومطلقاً، كما ان الانقسام لا زال وسيظل يخدم كل حكومة اسرائيلية لا تعترف بالحقوق الفلسطينية وغير جاهزة لاستحقاقات السلام الذي يلبي الحد الادنى لطموحات الشعب الفلسطيني، علاوة على استحالة إسقاط حكومة حماس بالقوة،

وعلى مستوى مباحثات ما يسمى بمسيرة التسوية؛ فآفاقها مسدودة بفعل لاءات الاجماع الإسرائيلي، وبفعل استمرار الاستيطان، وكل مناورات كيري وخططه الهادفة للالتفاف والتملص من مواجهة الفشل وإطالة عمر التفاوض ليست كافية لخلق وهم يشكل دافع سياسي لأي عدوان عسكري.

أما على المستوى الأمني: والأمن وحده وما تشكله صواريخ المقاومة من إزعاج أو تهديد لأمن المستوطنين اعتبر السبب الوحيد والحقيقي خلف كل الحروب السابقة، إلا أن إسرائيل أدركت، بل ونقول قد كوي وعيها، بأنها مضطرة للتسليم بإمكانيات المقاومة والتعايش معها باعتبارها باتت أمراً واقعاً، وهي أشبه بما توصلت إليه مع مقاومة حزب الله في جنوب لبنان، أي التسليم مع ردع المقاومة عن استخدام ما لديها، لكن الفرق بين جنوب غزة ولبنان أن في جنوب لبنان حزب المقاومة هو حزب السلطة في الجنوب، بينما في غزة فإن حزب السلطة لا يحتكر وحده القدرات الصاروخية، الأمر الذي تخشى معه اسرائيل تآكل سيطرة حزب السلطة في فرض قراراته وفرض سيطرته الأمنية والسياسية على بعض فصائل المقاومة، مما يجعل اسرائيل تعتقد أنها بحاجة دوماً للتهديد وتعزيز وتصعيد منظومتها الردعية والارهابية (تصريحاً وعدواناً وضغوطاً مصرية واقليمية) لإرهاب حكومة غزة والضغط عليها لفرض المزيد من سيطرتها على بقية الفصائل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن