في عصرنا الحالي هناك الكثير من أصحاب الملايين الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم.
الغالبية انطلقت من الصفر وحققت النجاح الكبير، ولكن الطريق ليس بأي شكل من الأشكال معبداً بالورود، على العكس؛ فمقابل كل نجاح كانت هناك عشرات الانتكاسات، ولكن ما جعلهم ينجحون هو أنهم كانوا يتعلمون الدروس من أخطائهم ومن أخطاء غيرهم.
النقطة الأساسية في نجاح أي شخص كانت أنه يملك خطة بديلة تكون الأساس الداعم في حال انهار كل شيء، وهذه الخطة البديلة هي عبارة عن دعم مالي يساعد على المضي قدماً.
توفير المال لطالما لعب دوره الكبير في مسيرة هؤلاء، وما يزال. الفارق هو أن البداية كانت من خلال مبالغ متواضعة أما حالياً فالمبالغ ضخمة.
فما نصائح هؤلاء لكل رجل يود الحصول على حياة مستقرة مالية لتوفير المال وعدم القلق حول المستقبل بشكل دائم؛ كي يتمكن من التفرغ لتحقيق أحلامه وطموحاته حالياً؟
لا تضع ميزانية
نصيحة قد تبدو غريبة ولكن أصحاب الملايين يقدمون هذه النصيحة في كل مناسبة. كل شخص يملك ما يكفيه من المشاغل، وبالتالي وضع ميزانية سيجعله يشعر بالإحباط ويفشل. ما ينصح به بوصفه حلاً بديلاً هو إتمام عمليات الدفع والتوفير بشكل أتوماتيكي. حين تكون الامور بهذا الشكل فلا مجال للفشل، الراتب الشهري يتم إيداعه في البنك، والفواتير يتم دفعها بشكل أوتوماتيكي أو على الاقل ما يمكن دفعه بهذه الطريقة، وحين يتم دفع كل شيء بهذه الطريقة؛ فلن تجد نفسك تتخلف عن دفع أي فاتورة، وبالتالي سيمكنك التصرف بمنطق مع ما تبقى من مال وتدخر ما يمكنك ادخاره.
تعلم “عقلية” أصحاب الملايين المالية
الغالبية الساحقة من البشر تنفق أكثر مما تجني وهؤلاء على بعد راتب شهري واحد من الفقر. يجب عدم الانخراط «بالوباء» المتفشي حالياً والقائم على فكرة الشراء رغم أن الوضع المالي لا يسمح بذلك.
المفارقة الغريبة هي أن أصحاب الملايين يتعاملون مع المال من مبدأ التوفير ثم الإنفاق، أما الذين يعيشون على راتبهم فيعيشون وفق إنفاق كل شيء، ثم التذمر حول عدم القدرة على التوفير.
ما تقوم به هنا هو أنك تجعل نفسك فقيراً من خلال تبرير الرغبات بالإنفاق، وهذه المبررات تكون عادة جني المزيد من المال في المستقبل وتحسن الوضع المالي، وغيرها من المبررات غير المنطقية.
لا تقرض المال للأصدقاء والعائلة
حبك للعائلة والأصدقاء يجب ألا يتم قياسه بكرمك، ولكن -يا للأسف!- هذا هو الواقع؛ إذ إنه حين ترفض إقراض المال لأحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة، فإن التوتر يصبح في مستويات قياسية وأحياناً العلاقة برمتها قد تنهار. ولكن في المقابل في حال قمتم بإقراض المال لهم فهناك نسبة كبيرة جداً بأنه لن يتم تسديد المال، أو أنه سيصار إلى تسديده بعد مدة طويلة جداً، وهكذا تكون قد فقدت مالك وعلاقتك بالصديق أو بالقريب.
ولكن ما لو لم تكن هناك إمكانية للرفض؛ فماذا عليك أن تفعل؟ هل تقوم بتحديد جدول زمني للدفعات الشهرية التي يجب تسديدها؟
القيام بهذا الأمر وتحديد القواعد هذه صعب جداً مع الأصدقاء وأفراد العائلة، ولكن الأغرب هو الطلب منهم أو تذكيرهم بشكل شهري بموعد الدفع، ولكن هذا ما عليك فعله؛ لأنه لا مجال لترك الدين بلا موعد محدد للتسديد.
الإنفاق بذكاء
“الإنفاق بغباء” منتشر على نطاق واسع، والكل قام بذلك في مرحلة ما من حياته، ولعله شعر بالذنب بسببه. ما لا تحتاج إليه مهما كان ثمنه ضئيلاً يتراكم مع الزمن، وتصبح المبالغ التي أنفقتها عليه كبيرة جداً! المقاربة الوحيدة التي تضمن قيامك بالإنفاق بذكاء هي التخطيط ومعرفة لأي مكان تذهب إليه أموالك.
ادفع لنفسك أولاً
الراتب الذي تحصل عليه من وظيفتك مقابل عملك لا تحصل على دولار واحد منه لنفسك. غالباً كل المال يذهب إما إلى الفواتير أو مصروف المنزل أو غيره من الامور؛ لذلك ما عليك فعله عند حصولك على راتبك الشهري هو الدفع لنفسك أولاً.
المبلغ الذي تدفعه لنفسك يجب ألا يكون كبيراً، بل قم باحتساب المبلغ الذي تحصل عليه مقابل كل ساعة عمل، وكل شهر قم بدفع بدل ساعة واحدة لنفسك. في حياتك المهنية لعلك ستعمل أكثر من ٩٠ ألف ساعة، وبهذا المعدل المبلغ بعد مدة قليلة سيتراكم وستتمكن من العثور على أساس يمكنك من الاستثمار.
كن مقتصداً وليس بخيلاً
في إحدى الدراسات اعترف ٦٦٪ من الذين يعانون من الفقر بأنهم يميلون نحو البخل، والمقصود بالبخل هنا هو أنهم ينفقون على الأمور الرخيصة الثمن ورديئة النوعية؛ وذلك لأنهم لا يريدون إنفاق المال على أمور تكلفهم الكثير. ولكن كما هو معروف فإن هذه الأمور يصبح مكانها سلة المهملات بعد فترة قصيرة، وبالتالي يتم الشراء مجدداً؛ الأمر حلقة مفرغة تستنزف الكثير من المال.
عدم الاستسلام
توفير المال لن يكون سهلاً، وأحياناً ستشعر بالإحباط واليأس، ولكن يجب عدم الاستسلام وعدم استعجال الأمور. هي عملية بطيئة تتطلب الكثير من الالتزام والصبر. والنهاية السعيدة بانتظار الذين يمارسون ضبط النفس ويلتزمون بما قاموا بتحديده لأنفسهم. أصحاب الملايين يضعون الخطة طويلة الأمد لمسار حياتهم المالي، ووفق هذه الخطة ينظمون المصروف وحجمه.
