نقاشات ساخنة.. هذا ما يحدث داخل أروقة المخابرات المصرية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لليوم الثاني على التوالي تتواصل اللقاءات و النقاشات الساخنة و المحكمة بين الأشقاء” حماس وفتح”، برعاية مصرية خالصة، للتفاهم على العديد من الملفات العالقة بشأن إتمام المصالحة الفلسطينية الداخلية، والتي انطلقت أمس الثلاثاء وتستمر حتى غدا الخميس في مقر جهاز المخابرات العامة المصرية، حول مجمل القضايا والملفات المتعلقة بالمصالحة وآليات تنفيذها استنادا إلى اتفاق القاهرة 2011.

ومن المقرر أن تعلن مصر عن مؤتمر صحفي للحديث عن ما تم الاتفاق عليه عقب انتهاء الجلسات، على أن يعود الوفدين لغزة ورام الله، ومن ثم توجه مصر دعوة للجميع للمشاركة في الاجتماع الشامل، الذي سيكون على الأرجح قبل نهاية الشهر الجاري.

وتدرك مصر الراعية و الضامنة لتطبيق التفاقمات التي ستنتج عن هذه الاجتماعات جيدا أن الفرصة الآن مواتية للأشقاء”فتح و حماس” لكي يتم طي صفحة الانقسام الأسود، وذلك في ظل التهيئة الدولية لذلك.

وتتناول الجلسات السرية العديد من العناوين للملفات الهامة مثل الموظفين، وكذلك فتح معبر رفح، ورفع الحصار عن القطاع و المصالحة المجتمعية ومنظمة التحرير، إلى جانب الانتخابات العامة، المقرر إجراؤها بعد إتمام المصالحة.

بينما أكد الطرفان في وقت سابق على أن “سلاح المقاومة لن يطرح في اللقاءات الثنائية (الجارية) أو في الحوارات الوطنية الشاملة ولا مستقبلا ، و انتهت الجولة الأولى من المفاوضات بين حركتي فتح وحماس في القاهرة في مقر المخابرات المصرية والتي استمرت لعشر ساعات متواصلة.

الحركتان اكدتا على أن الأجواء الإيجابية التي سادت تبعث على التفاؤل والأمل في إرساء تفاهمات مهمة تؤسس لإتفاق نهائي بين الطرفين في كافة الملفات، في انتظار أن يصدر الطرفين بيان موضح كافة النقاط والنتائج التي تم الإتفاق عليها؛ وتجدر الإشارة إلى أن الحوارات ستتجدد اليوم استكمالاً للمفاوضات.

وفيما يلي نص البيان الختامي للجلسة الأولى من لقاءات حركتي فتح وحماس في العاصمة المصرية القاهرة :” انطلاقا من الشعور بالمسؤولية الوطنية، واستجابة لتطلعات الشعب الفلسطيني في انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتلبية لدعوة كريمة من جمهورية مصر العربية الشقيقة، عقدت حركتا فتح وحماس الجلسة الاولى للحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة برعاية مصرية يوم 10/10/2017 حيث تقدمت الحركتين بالشكر والإمتنان للقيادة المصرية لرعايتها جهود إنهاء الانقسام واتمام المصالحة والتي اتخذت أولى خطواتها بحل اللجنة الإدارية بقطاع غزة، وبدء تولي حكومة الوفاق الوطني مهامها بالقطاع؛ وبناءًا عليه تم مناقشة عدد من موضوعات ملف المصالحة الفلسطينية بعمق بهدف رفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني وتخفيف الاوضاع المعيشية في قطاع غزة، وسادت المباحثات أجواء إيجابية، وأكد المشاركون على تطلعهم لمواصلة الحوار غدًا ” اليوم” بنفس الروح البناءة.

علما أن القاهرة شهدت عدد من الزيارات واللقاءات من قبل أطراف دولية وإقليمية مترافقة مع انطلاق الحوار الفلسطيني.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن وفدا إسرائيليا قادما من تل أبيب وصل أمس على متن طائرة خاصة إلى مصر، ولم يتم الإفصاح عن طبيعة هذا الوفد أو مضامين الهدف من الزيارة.

وصرحت مصادر أمنية مصرية بالمطار بأن الوفد وصل إلى القاهرة على طائرة خاصة، وتم إنهاء إجراءات وصوله عبر صالة رقم 4 بالمطار، والمخصصة للطائرات الخاصة ، للقاء عدد من المسئولين في القاهرة.

هذا و تداولت مواقع التواصل الاجتماعي كواليس ما دار في مقر المخابرات المصرية وفق تسريبات من مصادر مطلعة على الجلسة الأولى للحوار.

كواليس الجلسة الاولى (1)

1.الجلسة بدأت في الساعة الثانية عشر ظهرا وانتهت الساعة العاشرة مساءا في مقر للمخابرات العامة المصرية

2.ترأس الاجتماعات مسؤولي المخابرات العامة المصرية.

3.تم تسمية مسؤولين من الطرفين لكل ملف من ملفات النقاش المطروحة للبحث :

ملف الموظفين

ملف المعابر

ملف تمكين الحكومة

ملف الوزارات والاجهزة الامنية

ملف الحريات العامة

ملف الشؤون الحياتية ورفع الاجراءات العقابية الكهرباء والخصومات والدواء والتحويلات الخ

ملف الانتخابات

4.مناقشة بنود ورقة التفاهمات 2011 بين الوفدين

5.ملخص مسودة النقاش قبل النهائية لما اتفق عليه بين الطرفين:

أ.ملف المعابر: ادارة مشتركة على المعابر –اشراف لجنة اوروبية ادارية رقابية على عمل اللجنة وفق اتفاقية المعابر-

الاتفاق على فتح معبر رفح تدريجيا الى حين الانتهاء من الترميمات والاصلاحات في مباني المعبر-

تسمية اسماء من الطرفين لتولي حقيبة معبر رفح والاسماء من ضمنها (حازم ابوسليم-نائل الشريف-وائل دهب-رائد زقوت-عبدالحافظ تمراز-نهاد عابد-معاوية الريس..الخ من الاسماء المطروحة)

وتكون مرجعيتها عند الادارة العامة للمعابر الاخ نظمي مهنا بينما سيتم اعادة هيكلية المعابر التجارية بالتوافق.

ب.ملف الموظفين:تشكيل لجنة قانونية لدراسة ملفات موظفين غزة لمدة لاتتجاوز 120 يوم على ان يتم خلال فترة عمل اللجنة صرف دفعات من الراتب لهم من الحكومة والجهات المانحة واعتماد الورقة السويسرية لدمج الموظفين على سلم مرتبات السلطة الوطنية الفلسطينية وعدم اقصاء أي موظف والحفاظ على الامان الوظيفي لكل موظف-

الاتفاق بين الطرفين على التقاعد المبكر لمن هم من مواليد 1970 ومافوق وتسوية اوضاع منتسبي 2005 ومن قطعت رواتبهم والجرحى والعقود والتشغيل المؤقت الخ.

ج.ملف تمكين الحكومة: الاتفاق على تمكين حكومة الوفاق الوطني من القيام بمهامها الى حين دعوة الفصائل نهاية شهر اكتوبر الحالي الى القاهرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية لمدة 6 شهور او الابقاء على الحكومة الحالية مع اجراء تعديلات وزارية بسيطة عليها وتكون الحكومة القادمة برئاسة الرئيس محمود عباس والاعداد لعقد الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية

وظيفة الحكومة المقبلة الاعداد للانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بنظام التمثيل النسبي.

د.ملف الوزارات والاجهزة الامنية: الاتفاق على اعادة هيكلة الوزارات والاجهزة الامنية-ان يقوم كل وزير بالاجتماع مع طواقم الوزارة واعادة هيكلية الوزارات بين الموظفين القدامي والموظفين الجدد-الاتفاق على تفعيل جهاز الشرطة وجهاز الامن الوطني وجهاز المخابرات كاول ثلاث اجهزة.

ه.ملف الحريات العامة: وقف الاعتقال السياسي وعدم الملاحقة الامنية في غزة والضفة الغربية وتوفير المناخ الايجابي والاجواء المناسبة للانتخابات القادمة.

ع.ملف الشؤون الحياتية: مطالبة وفد حركة فتح فور عودته الى رام الله بالضغط على الرئيس محمود عباس لرفع الاجراءات العقابية عن قطاع غزة بشكل عاجل وفوري قبل دعوة الفصائل الى القاهرة للتوقيع على الاتفاق النهائي.

غ.ملف الانتخابات: الاتفاق على تمكين لجنة الانتخابات المركزية بممارسة مهامها والبدء بالاعداد الفني للانتخابات بعد توقيع الاتفاق النهائي ومشاركة الفصائل الفلسطينية في التوقيع لترتيب البيت الفلسطيني بمنظمة التحرير ومؤسسة الرئاسة والمجلس التشريعي والمجالس البلدية .

نقاط دارت للنقاش والاتفاق في الجلسة:

1.نشر الاجهزة الامنية التي ستضم افراد السلطة وافراد الاجهزة الامنية في غزة بشكل مشترك لتامين الحدود مع مصر.

2.عدم طرح سلاح المقاومة على طاولة البحث ولكن الاتفاق على مجلس اعلى للتباحث بوقف السلم والحرب دون ان يكون قرار التصعيد نابع بشكل فردي من أي فصيل فلسطيني .

3.الاتفاق على كيفية تمكين حكومة الوفاق الوطني للقيام بعملها في قطاع غزة ومساندة الاجهزة الامنية والشرطية لها.

4.تشكيل لجنة مشتركة لتيسير القضاء والمحاكم والنيابات.

5.الاتفاق على ان تقوم حركة فتح وحماس بالكشف عن تفاصيل ما اتفق عليه في اليوم الثالث بعد انتهاء الجلسات لضمان سير ونجاح اللقاءات.

6.المخابرات المصرية اكدت للوفدين ترحيب الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي والدول المانحة والرباعية الدولية بتوقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس وان الحكومة القادمة ستعترف ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية ونبذ العنف.

7.وفد حركة فتح نقل رسالة من الرئيس محمود عباس بضرورة انجاز المصالحة وعدم السماح بالفشل او التراجع.

8.وفد حماس اكد على عدم العودة لمربع الانقسام مهما كلف الثمن وانهم قدمو مرونات وتنازلات كبيرة وينتظرون المقابل من الرئيس محمود عباس وحركة فتح.

9.انتهاء الاجتماع على ان يستكمل غدا الاربعاء الساعة الحادية عشر صباحا.

هوامش من الاجتماع :

1.الوفدين اخذا قسط من الاستراحة اثناء الجلسة ووجبة الغداء.

2.المخابرات العامة المصرية طلبت من اعضاء الوفدين اغلاق الموبايلات وعدم فتحها الا بعد انتهاء الجلسات.

3.المخابرات العامة المصرية طلبت من مرافقين اللواء ابوبشار ماجد فرج بتفقد محتويات حقائبهم جيدا لاستغلال الصحفية “ن-اع” انشغال مرافقين اللواء ابوبشار ماجد فرج ووضع جهاز صغير الحجم في الحقيبة بالفندق قبل المغادرة بينما ستتعامل المخابرات المصرية مع الامر بمتابعة الصحفية

لا عودة للانقسام ونعم للمصالحة الوطنية

وأمام ما يحدث في القاهرة، رأى العديد من الكاتب و المحللين السياسيين، أن ما يحدث هو بداية لمرحلة جديدة ، وان لمصر الفضل الأكبر في ذلك،وتعقيبا على الجهود المصرية قالت أستاذ العلوم السياسية و الدولية بجامعة الأزهر بغزة الدكتورة عبير ثابت، أن الشقيقة مصر ستبقى واجهتنا الحقيقية وقبلتنا للمصالحة وحامية لقضيتنا وشواهد التاريخ والمواقف المصرية عديدة على حرص مصر على إنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلى بما يضمن منحنا حقوقنا المشروعة وإقامة دولتنا الفلسطينية

ووجهت ثابت، رسالة للإخوة المتحاورين بالقاهرة، ليكن اليوم الفصل الأخير في ملف الانقسام الفلسطيني ولتكن مصلحة الوطن فوق كل المصالح الحزبية ولتتحد كافة الجهود الوطنية لمواجهة التحديات القادمة التي تهدد مشروعنا الوطني وتصفية قضيتنا.

الفشل غير مسموح

هذا وأكد الناطق باسم فتح أسامه القواسمي أن جلسات الحوار مع حماس برعاية مصرية تهدف إلى تمكين حكومة الوفاق من العمل بشكل كامل في القطاع من جميع النواحي الأمنية والاقتصادية، والذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية كما هو متفق عليه.

وأوضح القواسمي، انه وبتعليمات من الرئيس محمود عباس وبإجماع قيادة فتح بكافة أطرها التنظيمية، ستبذل كل جهد ممكن لإنجاح الحوار، وأنه من غير المسموح الفشل أو التراجع للوراء، ونقدر عاليا دور مصر في جهودها المميزة لإنجاح الحوار وإنهاء الانقسام الفلسطيني الأسود.

بينما قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس تعليقا على اجتماعات حماس وفتح في القاهرة :”كلنا أملٌ في رسم وإعداد خارطة طريق عنوانها مصالحة وطنية تجمع أبناء الوطن في سفينة واحدة نحو التحرير والعودة.

وأضاف الرشق”‏ ماضون بكل إرادة وعزم في إنجاز مصالحة وطنية حقيقية مع إخواننا وشركائنا في الوطن والألم والأمل،من أجل تحقيق تطلعات شعبنا ، وأن الوحدة والمصالحة الوطنية بين كافة أبناء الشعب الفلسطيني خيارنا الإستراتيجي للمضي قدماً كصف واحد في مجابهة عدونا المشترك وانتزاع حقوقنا.

ساعات تشرئب فيها الأعناق

كذلك رأى الكاتب و المحلل السياسي الدكتور فهمي شراب، أنه لا عودة للانقسام ونعم للمصالحة الوطنية.

وقال شراب أن هذه ساعات تشرئب فيها الأعناق ونحبس فيها الأنفاس ترقبا لما سيتم تسريبه بعد قليل من اجتماعات القاهرة، و الناس الآن غير الناس قبل شهر، واحتمالية استنساخ مراحل الماضي مرفوضة تماما، في ظل معطيات النجاح الحالية برغم بعض المحاذير ، ووفق الله وفودنا في القاهرة .

من جهته قال الكاتب و المحلل السياسي إبراهيم المدهون، انه ينتظر من المصالحة اليوم وبشكل عاجل لا تلكؤ فيه، أن تقوم حكومة التوافق بدورها وواجباتها تجاه شعبنا في غزة، وحل قضية الموظفين حلاً عادلاً، وإعادة المفصولين والمقطوعة رواتبهم، وحماية الحريات في الضفة وغزة، مع تعزيز شراكة سياسية بتشكيل حكومة الوحدة يشارك بمشاركة القوى الوطنية والمستقلة، وتحديد انتخابات عامة، والعمل على بناء منظمة تحرير تمثلنا جميعا.

هذا وأكد مجلس الوزراء برئاسة رامي الحمد الله خلال جلسته التي عقدت أمس،على استعداده استلام كامل مهامه في قطاع غزة فور اتفاق الفصائل خلال الاجتماعات الدائرة في القاهرة ، ويرأس وفد حماس صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي، ووفد فتح برئاسة عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية ومفوض العلاقات الوطنية.

وكانت حماس في منتصف الشهر المنصرم قد أعلنت عن حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة ودعت حكومة الوفاق لتحمل مسؤولياتها، كخطوة أولى على طريق المصالحة وفي المقابل، أعرب الرئيس محمود عباس، عن ارتياحه لقرار حركة حماس، توج بقدوم حكومة الوفاق إلى قطاع غزة وعقد جلستها الوزارية به.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن