نيويورك تايمز: تحقيقات “مولر” تشمل تدخل “بن زايد” بدعم ترامب

نيويورك تايمز: تحقيقات
صورة تعبيرية

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم الأحد، أن فريق المدعي روبرت مولر، الذي يحقق في التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، استجوب خلال الأسابيع الأخيرة رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني جورج نادر، الذي يعمل مستشاراً لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد.

وقالت إنه طالب شهوداً آخرين بتقديم ما لديهم من معلومات عن أي محاولات بذلها الإماراتيون لشراء النفوذ السياسي بالمال لدعم ترامب خلال حملته الرئاسية.

وجورج نادر هو رجل أعمال أمريكي من أصول لبنانية، ويعمل في مجال الدبلوماسية الدولية منذ ثلاثة عقود، وكان بمنزلة القناة الخلفية في التفاوض مع سوريا إبان فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، قبل أن يصبح مستشاراً لولي عهد أبوظبي، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات، والذي كان زائراً متكرراً إلى البيت الأبيض خلال إدارة دونالد ترامب.

وتقول الصحيفة إن نادر “بات الآن محور تحقيقات مولر، الذي يشك في أن نادر سعى إلى شراء النفوذ السياسي من خلال توجيه الأموال لدعم ترامب خلال حملته الرئاسية”.

مولر، وخلال تحقيقه مع الشهود، سأل عن دور نادر في البيت الأبيض، ممَّا يشير إلى أن التحقيق الذي أجراه المحامي الخاص قد توسع إلى ما بعد التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، ليشمل أيضاً التأثير الإماراتي على إدارة ترامب، بحسب الصحيفة.

ويجري المحقق مولر تحقيقات واسعة للكشف عن طبيعة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية التي جرت في نوفمبر 2016، وأوصلت ترامب إلى البيت الأبيض.

أحد الأمثلة على اتصالات نادر المؤثرة، والتي لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، هو ما جرى في الخريف الماضي عندما استعان (نادر) بصديقه غليوت برويدي، مؤسس الشركة الأمنية التي وقّعت صفقات بمئات الملايين من الدولارات مع الإمارات، حيث يعد برويدي مؤسس أكبر صندوق لدعم دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية.

وقد عمل برويدي على عقد لقاء خاص غير رسمي بين بن زايد وترامب لدعم سياسات الولايات المتحدة المتشددة في المنطقة.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ترامب أعلن عن تحالفه مع بن زايد في دعم الوريث الجديد للعرش السعودي، محمد بن سلمان، فضلاً عن تصعيد المواجهة مع إيران وقطر.

وفي حالة قطر؛ التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية، فإن تأييد ترامب للحصار الإماراتي السعودي على قطر، وضعه في مواجهة مع وزير خارجيته ريكس تيلرسون، والذي طلب بن زايد خلال اجتماعه غير الرسمي بإقالته، حسب الصحيفة.

وقام نادر (58 عاماً) برحلات متكررة إلى البيت الأبيض خلال الأشهر الأولى لتولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، حيث اجتمع مع ستيفن بانون (الذي كان يشغل منصب كبير مستشاري ترامب للشؤون الاستراتيجية)، وجاريد كوشنر (مستشار وصهر ترامب)، لمناقشة السياسة الأمريكية في الخليج العربي، وذلك قبل زيارة ترامب إلى السعودية في مايو 2017.

وبحسب بعض المطلعين، فإن بانون تلقّى دعماً مالياً من أجل السماح لمستشار ولي عهد أبوظبي بالوصول إلى صنّاع القرار في البيت الأبيض، وقال آخرون إن كوشنر أيّده في هذا.

ورفض محامي نادر التعليق على هذه المعلومات، في حين لم يستجب البيت الأبيض لطلبات للتعليق حول الموضوع ذاته، وقال المتحدث باسم برويدي إن هناك مذكرات سرقت من الإيميل الخاص خلال عملية قرصنة، اتهم جهات تابعة لدولة قطر بالقيام بها.

من جهته، رفض السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، التعليق على الأنباء التي تحدثت عن ضم مستشار ولي عهد أبوظبي إلى تحقيقات مولر.

ونادر شخصية غامضة، ففي التسعينات ترأس مجلة الشرق الأوسط إنسايت، التي وفرت منبراً للمسؤولين العرب والإسرائيليين والإيرانيين للتعبير عن آرائهم لجمهور واشنطن.

وفي التسعينات أيضاً أقنع نادر إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون بأن له اتصالات جيدة مع الحكومة السورية، ليؤدي بعد ذلك دوراً سرياً في محاولة إقناع دمشق بالتوصل إلى إتفاق سلام مع “إسرائيل”.

ويعمل نادر مع عملاق مستحضرات التجميل رونالد إس لودر، بالإضافة إلى أنه متبرع بارز للجمعيات اليهودية، وهو ما أسهم في تسهيل تحركاته بين دمشق و”تل أبيب”، مستخدماً نفوذه في العاصمتين بحثاً عن سلام بينهما.

مارتن إنديك السفير الأمريكي لدى “إسرائيل”، يقول إن نادر كان عضواً فاعلاً، وتحدث مع الرئيس كلينتون حول التفاوض لإقامة اتفاقية سلام بين “إسرائيل” وجيرانها، إلا أنه اختفى.

وقضى نادر معظم وقته في الشرق الأوسط، خاصة عقب غزو العراق عام 2003، حيث أقام علاقات وثيقة مع مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض خلال فترة حكم الرئيس جورج دبليو بوش.

كما عمل على تسهيل منح شركة “بلاك ووتر” الأمنية الأمريكية الخاصة عقوداً للعمل في العراق، ما حدا بمؤسس الشركة إيريك برينس إلى وصفه بأنه مستشار ناجح لتطوير الأعمال التي نفذتها شركته في العراق.

وفي بداية عهد الرئيس باراك أوباما، حاول نادر ومن خلال علاقته الجيدة بالحكومة السورية، استغلال ذلك للوصول إلى فريق السياسة الخارجية لأوباما، وعزز من صفقاته مع المستشارين السابقين في إدارة جورج دبليو بوش.

في العام 2016، اختير نادر ليكون مستشاراً لولي عهد أبوظبي، حيث نجح في عقد اجتماع مع إليوت برويدي، الذي أسس صندوقاً لدعم دونالد ترامب، ولديه شركة أمنية واسعة مقرها كاليفورنيا، حيث تقدم الشركة خدمات أمنية في الولايات المتحدة وأيضاً للحكومات الأجنبية، وتضم ضباطاً سابقين في الجيش الأمريكي.

ونجح جورج نادر في عقد صداقة بين برويدي وبن زايد من خلال صفقة بمئات ملايين الدولارات، وهي الصفقة التي جعلت برويدي قريباً بما فيه الكفاية من بن زايد، وهو الذي سهل عقد اجتماع غير رسمي بين ولي عهد أبوظبي وترامب، على الرغم من رفض مستشار الأمن القومي الأمريكي ماكماستر لمثل هذا الاجتماع.

وخلال الاجتماع انتقد بن زايد دولة قطر، واتهمها بالسعي لنشر الإسلام السياسي من خلال استخدام شبكة الجزيرة الإعلامية، مطالباً أيضاً بإقالة وزير الخارجية، ريكس تيلرسون؛ لأن أداءه ضعيف، كما اقترح على ترامب تشكيل فريق عمل لتنفيذ أفكاره التي طرحها بقمة الرياض في مايو من العام الماضي.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن