هآرتس: الانتفاضة الشعبية أكثر ما يخيف الاحتلال خلال الفترة المقبلة

هآرتس: الانتفاضة الشعبية أكثر ما يخيف الاحتلال خلال الفترة المقبلة

تحدثت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الجمعة، عن المخاوف التي تنتاب دولة الاحتلال خلال الفترة المقبلة، في ظل الأحداث المتعددة المحيطة بها.

وقالت الصحيفة في مقال للكاتبة مايا روزنفيلد، إن أكثر ما تخاف منه دولة الاحتلال، هو انتفاضة شعبية مدنية غير مسلحة، معللة ذلك بأنها “ستحرجها في التعامل معها أمام المجتمع الدولي”.

وأضافت أنه “في الوقت الحالي، فإن الاحتجاجات الشعبية في قطاع غزة، يواجهها الكثير من العقبات التي تمنع تحولها إلى انتفاضة شعبية، وأهم هذه العقبات الانقسام الداخلي، وغياب هدف واضح قابل للتنفيذ”، مستدركة قولها: “لكن الأكثر إخافة لإسرائيل استمرار الاحتجاج المدني الجماهيري في غزة، وانتشاره إلى الضفة وتحولها إلى انتفاضة شعبية شاملة ضد الاحتلال”.

ورأت الصحيفة الإسرائيلية أنه “حينما يجمع الاحتجاج المدني زخما، ويضع قيادة ميدانية وجدول أعمال خاص به، سيجذب إلى داخله مئات آلاف الأشخاص من كل شرائح المجتمع، ومن الجنسين ومن كل الأعمار، ولن يعود بالإمكان وقفه، لا بواسطة القناصة ولا قذائف الدبابات ولا القصف من الجو، ولا حتى بواسطة الفيتو الدائم للولايات المتحدة في مجلس الأمن”، بحسب تعبيرها.

وأكدت أن انتفاضة شعبية كهذه، ستضع من جديد القضية الفلسطينية على رأس أجندة المجتمع الدولي، وستقتضي ردا لا يمكن سلطات الاحتلال من المواصلة، مشيرة إلى أن هذه التطورات تريد دولة الاحتلال منعها بواسطة اندماج استخدام القوة القاتلة في وجه المتظاهرين في غزة، وكذلك دعاية تحريضية كاذبة ضدهم وضد كل جهة إسرائيلية تتجرأ على إسماع احتجاجهم.

ولفتت إلى أن “استخدام القناصة من خلال اعتبار كل من يقترب من الحدود محكوم عليه بالموت، أدى إلى عدد كبير من القتلى، وعدد لا يمكن تخيله من المصابين بالنيران الحية”، موضحة أن “إطلاق النار القاتل استهدف زرع الرعب في أوساط سكان غزة وإبعادهم عن موقع المظاهرات”.

واستدركت قولها: “لكنه يجذب إلى منطقة الجدار الشباب الشجعان الذين في معظمهم خالي اليدين ومنفردين ويحملون الزجاجات الحارقة، ومستعدين للتضحية بأنفسهم”، مبينة أن قادة جيش الاحتلال معنيين بأقل عدد من المظاهرات الشعبية والجماهيرية أمام الجدار، وبأكبر عدد من الصدمات مع الأشخاص الذين يحاولون اجتياز الجدار.

ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن دعاية التحريض التي تتبناها دولة الاحتلال في هذه المرة، وصلت إلى ذروة جديدة من النذالة والخبث، ولكن الأسلوب نفسه ليس جديدا، موضحة أنه “على مدى عشرات السنين كان الدمج الناجح من إسرائيل، هو التنكر للاحتلال والنضال الفلسطيني من أجل الاستقلال، من خلال جهد مستمر لدفع الفلسطينيين نحو الكفاح المسلح والمواجهة العسكرية”.

واعتبرت أن دولة الاحتلال لا تستطيع أن تنتصر في الحرب السياسية والأخلاقية طالما تستمر في الاحتلال، في حين أنها في المسار العسكري فمن المضمون أن تبقى القوة المنتصرة دائما.

وذكرت أن “الحالة الوحيدة التي استطاع فيها الفلسطينيون التغلب على الاستراتيجية الإسرائيلية التي تتمثل بالتنكر للاحتلال ودفع الفلسطينيين إلى مواجهة مسلحة، كانت الانتفاضة الأولى، التي شكلت علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني وتاريخ النزاع”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن