هارتس : حان الوقت لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة

حصار غزة

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في افتتاحيتها هذا اليوم أنه على إثر المصالحة الفلسطينية وتسلم السلطة لمعابر قطاع غزة واستعداد مصر لفتح معبر رفح منتصف الشهر الجاري، فإن الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال على قطاع غزة لن يكون له معنى.

وفيما يلي نص الافتتاحية:

إن نقل السيطرة على معابر غزة الحدودية من حماس إلى السلطة الفلسطينية قد أعجب إسرائيل بقدر الثلوج في العام الماضي.

 

وترى إسرائيل أن هذا التطور الاستراتيجي الهام – الذي هو نتيجة للمصالحة الأخيرة بين فتح وحماس – حدث لا يذكر عند مقارنتها بإنجازها العسكري في تفجير نفق هجومي من غزة إلى إسرائيل يوم الأحد الماضي.

وهناك فجوة عميقة بين الأهمية الدبلوماسية للمصالحة والحدث الذي يعتبر، مع الاحترام الواجب لأهميته، تكتيكا ولا يغير من نطاق التهديد الموجه ضد المجتمعات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة.

المصالحة الفلسطينية هي نتيجة للمحادثات الجارية بين مصر وحماس والسلطة الفلسطينية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وعلى هذا النحو، فهو جزء لا يتجزأ من الجهد العربي لقطع حماس عن إيران والمضي قدما في عملية السلام.

,لا يزال من السابق لأوانه التهنئة، ولكن إذا كان نقل السيطرة على المعابر يشهد على جدية نوايا الطرفين بشأن المصالحة، فإنه يلزم إسرائيل بإعادة النظر في سياستها في الأراضي الفلسطينية- وخاصة الاعتراف بأن أهمية حصارها لغزة آخذة في التناقص.

وفي غضون أقل من أسبوعين، من المقرر أيضا أن يستأنف معبر رفح بين غزة ومصر عملياته المنتظمة، كما كان الحال قبل سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007. وهذا سينهي الحصار المصري الذي كان يشكل الجزء الغربي من القبضة المسيطرة على القطاع. وفي ظل هذه الظروف، عندما يتمكن الناس والبضائع من العبور بحرية نسبية عبر مصر، فلن تعود هناك فائدة عملية في الحفاظ على الحصار على الجانب الشرقي من الحدود.

وما لا يقل أهمية عن ذلك هو الاعتراف بأن حكومة الوفاقق الوطني الفلسطينية – التي تضم أعضاءها ممثلين عن حماس وفتح وغيرها من الفصائل الفلسطينية – أصبحت القيادة المقبولة وممثلة للشعب الفلسطيني بأكمله، والكيان المسؤول عن الإدارة الجارية لكل من غزة قطاع غزة والضفة الغربية. وبينما يمكن لإسرائيل أن تواصل التمسك بسياسة “لا شريك” ورفض أي كيان فلسطيني يتميز بحركة حماس، لن تتمكن من التهرب من ضرورة التعاون مع الحكومة الفلسطينية المتفق عليها، حتى لو كان ذلك فقط من حيث إدارة الحياة اليومية للسكان.

وبعد مرور عشر سنوات على فرض الحصار، تتيح المصالحة الفلسطينية فرصة جديدة لإسرائيل لتحديث سياستها تجاه القيادة الفلسطينية. وتظهر حماس استعدادها لوقف إطلاق الصواريخ ومحاربة المنظمات المتمردة في القطاع؛ ومصر، شريك إسرائيل في الحرب على الإرهاب، تمد يد الحكمة إلى حماس؛ والرئيس الفلسطيني محمود عباس، العدو المرير لحماس، على استعداد لبدء علاقة جديدة. ويمكن لإسرائيل، بل ويجب عليها، أن تنضم إلى هذه المبادرة، وأن ترفع الحصار الذي لا لزوم له وأن تعترف بأي حكومة فلسطينية قادمة.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن