هل اقتربت الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟

إسرائيل وحزب الله

تتابع إسرائيل، بصفتها مراقباً لا مشاركاً، عن كثب التطورات الجارية في المنطقة خاصة في أعقاب استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، السبت الماضي من الرياض، على الرغم من أن الترجيحات تشير إلى إمكانية وقوع حرب بين إسرائيل وحزب الله بدفع سعودي، في إطار استراتيجية أمريكية لتقليص نفوذ حزب الله في لبنان.

فهل يمكن أن تقع فعلاً حرب بين إسرائيل وحزب الله؟ يتساءل الكاتب يوسي ميلمان في مقال نشره على “موقع ميدل آيست أي” البريطاني.

وأعلنت القيادة السياسية في إسرائيل أن موضوع استقالة الحريري هو أمر وشأن داخلي لبناني، ولاعلاقة لإسرائيل به، ولن يدفع تل أبيب إلى التدخل.

حزب الله يعلم جيداً أنه في حال نشبت حرب جديدة مع إسرائيل فإن تل أبيب تعتزم تقليم أظافره، بشكل أقسى ممَّا جرى في العام 1982 والعام 2006، خاصة مع تركيز قادة الجيش الإسرائيلي وساسة تل أبيب على ضرورة تجنب الأخطاء التي رافقت حروب الماضي مع الحزب.

ولكن مع ذلك فإن الرؤية الإسرائيلية للتعامل مع حزب الله تقوم على ثلاثة أهداف؛ هي: الحفاظ على الهدوء والسلام على طول الحدود مع لبنان، خاصة أن يحترم حزب الله الاتفاق الذي أُنهي بموجبه حرب 2006، وأيضاً التوقف عن استفزاز الحزب لمنع وقوع أي حرب جديدة، إضافة إلى استمرار العمل على إضعاف قدرات الحزب العسكرية.

ولتحقيق هذه الأهداف الثلاثة تتصرف “تل أبيب” بذكاء للحفاظ على نص اتفاق وقف إطلاق النار عام 2006 وقرارات الأمم المتحدة اللاحقة، وبنفس الوقت فإن إسرائيل تحاول أن تستفيد من مشاركة الحزب في الحرب بسوريا، وما جرته على الحزب من خسائر كبيرة، حيث قصفت إسرائيل إمدادات الصواريخ الإيرانية التي كانت تصل إلى الحزب عبر سوريا.

ونادراً ما تتبنى إسرائيل مثل هذه الهجمات التي تقع في الأراضي السورية، كما أن حزب الله غير قادر على اتهام بلد بعينه بالوقوف وراء مثل هذه العمليات العسكرية.

يمكن القول إن أي فوضى في لبنان ستصب في مصلحة إسرائيل، فحزب الله الذي بات اليوم منشغلاً بأزمة سياسية داخلية، يعاني من أزمة تدخله في سوريا التي باتت تمثل مستنقعاً كبيراً له، وفي ظل ذلك فإن شهية الحزب للحرب مع إسرائيل لا تبدو مفتوحة، كما أن أي تحرك لكبح جماح النفوذ الإيراني في لبنان يصب في مصلحة إسرائيل.

الاستخبارات الإسرائيلية نفت أن يكون هناك مخطط لاغتيال الحريري كما قالت السعودية، وأيضاً لا يبدو أن هناك مؤامرة من طرف حزب الله ضد الحريري، ولكن ما تم هو جزء من التصعيد الذي بدأته السعودية ضد إيران في إطار مساعيها لتقليص نفوذها بالمنطقة.

شعور السعودية بأن إيران تحقق مزيداً من النجاحات في العراق وسوريا، وخاصة في أعقاب هزيمة تنظيم الدولة، دفع بها إلى محاولة التصدي لإيران عبر تصعيد بدا واضحاً منذ مدة ليست بالقصيرة.

استقالة الحريري التي شكلت مفاجأة لإيران وحزب الله، ستؤدي إلى إطالة أمد الأزمة اللبنانية، ولكن لا يعني هذا أن حزب الله سيلجأ إلى الحرب، بل على العكس سيسعى الحزب للحفاظ على هدوئه لتجنب وقوع أي اشتباكات عنيفة.

كما أنه سيسعى إلى تجنب أي صدام أو حرب خارجية مع إسرائيل، فالحزب يعلم أن إسرائيل تعتزم هذه المرة قلع أظافره من خلال شن هجوم واسع، ليس فقط ضد قوة الحزب العسكرية والسياسية وإنما حتى على لبنان كدولة، ومن ثم فإن استقالة الحريري لن تقرب المواجهة بين حزب الله وإسرائيل وإنما باعدتها.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن