هل بدأت الانتفاضة الثالثة؟

الاحتلال الضفة مواجهات

وكالات – قبل نحو ثمانية وعشرين عاما هبت الجماهير الفلسطينية لتطلق انتفاضة الحجارة، أو الانتفاضة الأولى، بعد احتقان داخلي فجّره حادث صدم متعمد نفذته شاحنة اسرائيلية ضد سيارة تقل عمالا عرب من مخيم جباليا في القطاع أدت الى استشهاد أربعة منهم، وقبل خمسة عشر عاما انطلقت الانتفاضة الثانية، انتفاضة الاقصى، بعد دخول شارون الاقصى، وبعد حالة من الاحتقان بسبب السياسات الاسرائيلية والعنف المتواصل ضد الفلسطينين وممتلكاتهم.

في الحالتين، بدأت الانتفاضتين، بهبة جماهيرية شعبية، عفوية، لم يخطط لها. وكانت النتيجة أن الهبة التي توقع البعض حينها أن تهدأ في غضون ايام امتدت إلى نحو ست سنوات في الانتفاضة الأولى، وخمس في الثانية. ووصف المحلل والكاتب السياسي خليل شاهين في حديث لشاشة “ الاجواء قبل اندلاع الانتفاضتين كانت متشابهة، وهي إلى حد كبير تشبه الاجواء الحالية” وهنا يثار تساؤل:  هل نحن على اعتاب انتفاضة ثالثة؟

يقول شاهين إن العوامل اللازمة لاندلاع الانتفاضة الثالثة موجودة منذ فترة بسبب السياسات الاسرائيلية موضحا أنه ” وفي ظل غياب استراتيجية فلسطينية واضحة لمواجهة الاحتلال. نرى أن كل هذا قد يدفع الجمهور إلى خيار اخذ الزمام بيده وهو ما حصل في الانتفاضة الفلسطينية الاولى”.

وبالرغم من أن الهبة التي تحصل في الاراضي الفلسطينية منذ فترة ما زالت متواضعة كما يؤكد شاهين، فإنه وبرأيه هناك عامل حاسم قد يتحدد في غضون اسبوع يؤدي إلى اتساع هذه الهبة، وهو “ رد الفعل الاسرائيلي على عملية نابلس”. يضيف”  حتى الان لا يمكن القول إن الانتفاضة بدأت ولا يمكن القول إنه لا توجد انتفاضة، لكن في الحقيقة  ان ذهاب الجماهير بكامل ثقلها في الانتفاضة مرهون بخطوات كثيرة ربما أهمها وجود وحدة حول الامر، ووجود انفلات اسرائيلي في الرد بعنف شديد على عملية نابلس يتخلله اغلاقات واعتقالات وعربدة للمستوطنين والجيش”.

ومن جهتها ترى قيادات سياسية فلسطينية أن المؤشرات كلها توحي بأن الانتفاضة “ بدأت “. وقال القيادي في حركة فتح أحمد عساف أن الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن التصدي للاحتلال الاسرائيلي  حتى إنهاءه، موضحا “هذا التصدي يأخذ اشكالا مختلفة ما بين صعود وهبوط يتساوق مع  قوة الجرائم الاسرائيلية، وبالتالي الانتفاضة لم تتوقف طوال الفترة الماضية ولا للحظة واحدة”.

ومن جهته قال القيادي في الجبهة الشعبية عمر شحادة لشاشة إن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة قد بدأت بما نراه حاليا على الارض والناتجة عن بطش الاحتلال، مضيفا أن “ما ينقص الانتفاضة ويشكل خطرا عليها هو استمرار حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية، وتردد القيادات عن الالتحاق بالاحداث ونضالات الشباب الفلسطيني”.

وبدوره يؤكد القيادي في حركة حماس حسن يوسف لشاشة، أن الانتفاضة الثالثة ليس من السهل أن تندلع بوجود خطين متوازيين وهما خط التسوية والمقاومة، ويضيف:”: هذان الأمران لا يمكن أن يلتقيا إلا اذا انحاز مشروع التسوية الى مشروع المقاومة كما حصل في انتفاضة الاقصى، ولكنه أوضح بأن الاطار العام والعدوان المتواصل، يمكن أن يدفع بالشعب الفلسطيني بأن يتجاوز كل العقبات والمنغصات وينقلب على الواقع وقد تشتعل الامور”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن