هل بدأت الحرب البرية ضد “الدولة” تدق طبولها؟

10201422133014

شهدت الأيام الماضية تحركات وتصريحات من سياسيين وعسكريين ضمن التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد الدولة الإسلامية، فيما يبدو أنه تجهيز واستعداد لخوض حرب برية، كإضافة للضربات الجوية التي اعتمد عليها التحالف ضمن استراتيجية “إضعاف وتدمير” تنظيم الدولة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أيلول/ سبتمبر الماضي.

وكان أوباما الثلاثاء الماضي طلب في مشروع موازنته للسنة المالية 2016 الذي كشفه الاثنين، 8.8 مليارات دولار لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، منها 5.3 مليار للبنتاغون، و3.5 مليار للتحالف الذي تقوده بلاده، في إضافة قدرها 38 مليار دولار عن ميزانية السنة الماضية.

بدورهم، قال مساعدون بالكونجرس الأمريكي الخميس الماضي إن أوباما سيطلب من الكونجرس الأسبوع الجاري تفويضاً جديداً لاستخدام القوة العسكرية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

الأردن والحرب البرية

يأتي ذلك في وقت صرح به الجنرال الأمريكي جون آلن، منسق التحالف الدولي للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية الاثنين الماضي، إن هجوما بريا وشيكا واسعا سيبدأ قريبا في العراق ضد “الدولة” الإسلامية بإسناد من قوات التحالف التي تضم 62 دولة.

وقال آلن في حوار مع وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بُثّ باللغتين العربية والإنجليزية، إن “هجوما مضادا واسعا على الأرض سيبدأ قريبا”، مضيفا أنه “في الأسابيع القادمة، عندما تبدأ القوات العراقية في الحملة البرية لاستعادة العراق، فستقوم قوات التحالف بتقديم الإسناد لذلك”.

وتعيد تصريحات آلن إلى الأذهان احتمالات دخول الأردن في حرب برية ضد التنظيم الذي أعدم طياره معاذ الكساسبة في مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد إسقاط طائرته في الرقة السورية.

الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري قال لـ”عربي21″، إن قدرات الأردن العسكرية يمكن توظيفها في أمرين: الأول، عبر ضربات جوية مساندة مع دعم إضافي، والثاني، باستخدام القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب.

أما عن مشاركة الأردن في الحرب البرية، فإن الأمر يمر عبر ثلاثة سيناريوهات:

– الأول، أن يدخل الأردن في حرب برية منفردا وهو أمر مستبعد وغير ممكن.

– والثاني، أن يدخل الأردن حربا برية ضمن تحالف عربي يكون فيه رأس الحربة، وهو أمر مستبعد لصعوبة تشكيل التحالف العربي في الأوضاع الحالية.

– والسيناريو الثالث، هو أن يدخل الأردن ضمن تحالف دولي وقوة دولية، غير أن هذا السيناريو يصطدم بتضارب الرؤى في أمريكا حول الدخول البري بين أوباما وأفراد إدارته.

حرب شوارع

بدوره، قال العقيد جيمس ريس، مستشار الشؤون الدولية لدى شبكة CNN، إن المعركة المقبلة للسيطرة على مدينة الموصل الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة  منذ الصيف الماضي ستكون شديدة التعقيد نظرا لكونها ستخاض على طريقة “حرب الشوارع” بمدينة مكتظة بالسكان.

وقال ريس، في مقابلة مع CNN حول أهمية معركة الموصل وكيفية توزع القوى فيها وحولها: “الموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وهي المدينة الكبرى الأولى التي سقطت بيد داعش عندما شن التنظيم حملته الواسعة لاجتياح مناطق بشمال وغرب العراق”.

وأضاف ريس “منذ ذلك الحين تمكنت القوات العراقية بمساندة المليشيات الشيعية المدعومة من إيران وطائرات التحالف الدولي من شق طريقها نحو الشمال على خط وادي نهر دجلة وسيطرت على بعض المدن القريبة من بغداد، في حين قامت قوات البشمرغة بعزل الموصل وقطع خطوط الإمداد بالمقاتلين والذخائر عنها”.

وحذر الضابط الأمريكي المتقاعد من معركة قاسية تنتظر الموصل قائلا: “المدينة محاصرة الآن وعلى العراقيين التحضير لحرب شوارع في مدينة يقطنها عدة ملايين من البشر، الأمر الذي سيكون شديد التعقيد”.

استبعاد التدخل البري

من جانب آخر، استبعد العميد المتقاعد مارك هيرتلينغ، محلل الشؤون العسكرية لدى شبكة CNN، أن يقوم الجنرال الأمريكي، جون آلن، منسق شؤون التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية “بمناقشة إمكانية تدخل قوات برية أردنية في المعركة الدائرة ضد التنظيم، قائلا إن “داعش تعرض مؤخرا لضربات استراتيجية قاسية”.

وقال هيرتلينغ، ردا على سؤال حول مدى تحقيق التحالف لتقدم عسكرية بالمواجهة مع تنظيم الدولة وقدرة الأردن على توسيع الحملة العسكرية بظل الحديث عن وجود معارضة من بعض التيارات الداخلية: “هناك تيارات داخل الأردن دعمت التنظيمات الإرهابية في السابق، ولكنني أظن أن داعش عانى أسبوعا صعبا وتعرض لأضرار استراتيجية أثرت كثيرا على قدراته الميدانية”.

وتابع هيرتلينغ بالقول: “نشاهد خوض التنظيم لبعض المعارك التكتيكية، ولكنها تنقلب ضده في نهاية المطاف، ليس بسبب الغارات الجوية الدولية فحسب، بل أيضا بسبب تزايد قدرات قوات الأمن العراقية”.

وأضاف العميد الأمريكي المتقاعد: “لدينا اليوم العديد من المؤشرات على أننا سنواصل حملتنا الجوية الناجحة ضد داعش، بدليل نية الأردن زيادة ضرباته للتنظيم كما عبر عن ذلك وزير خارجيته، إلى جانب عودة الإمارات إلى المعادلة العسكرية بعد قيام واشنطن بنقل معدات تستخدم في عمليات الإنقاذ إلى شمال العراق”.

وحول ما يمكن للجنرال جون آلن قوله للعاهل الأردني خلال زيارته الحالية لعمّان لتقديم التعزية له قال هيرتلينغ: “الجنرال آلن صديق عزيز لي ولديه رؤية سياسية، وأظن أنه يقوم في الأردن ببحث إمكانية التواصل مع دول عربية أخرى من أجل زيادة حجم القوات المشاركة في ضرب داعش”.

وأضاف: “لدى الجنرال آلن موهبة كبيرة تتمثل في القدرة على جذب المزيد من الحلفاء، خاصة وأنه كان يتولى قيادة القوات الدولية في أفغانستان ويعرف كيفية التعامل مع ملفات موزعة بين عدة دول، وباستطاعته الحديث عن الجوانب السياسية بالإضافة إلى الجوانب العسكرية في التحالف”.

وحول ما إذا كان بوسع الجنرال آلن الدفع باتجاه نشر قوات برية لمواجهة داعش رد هيرتلينغ قائلا: “لا أظن أن هذه المهمة من مسؤولياته، هو سيتولى الحديث مع الدول العربية المشاركة بالتحالف حول ما يمكنها تقديمه على مستوى المعلومات الاستخبارية والقدرات الجوية بمواجهة التنظيم. لا أظن أنه سيتحدث عن تشكيلات عسكرية برية أردنية تشارك في المعركة كما لا أظن أنه خلال وجوده بالأردن سيتحدث عن قوات مماثلة من دول أخرى”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن